كيف يُمكن أن تُصبح الحياة عندما نعيش فيها فقط لندفع ثمن خطيئة واحدة ؟! حلقة الدب الأبيض- White Bear - The Black Mirror !

الأفكار التي ناقشها المسلسل قد تبدو لنا (خيال علمي)، لكن يبدو أننا على مقربة من تطبيقها

رغم أنه مُصنف كخيال علمي الا أنني لاحظت أنه يتحدث عن افكار نعيشها حاليًا في الواقع بخلاف التقنية التي يُشار إليها في الحلقات.

أنا أعتقد أن الاستثمار بشكل كبير في مجال الذكاء الصناعي يمكن أن يصنع هكذا خيال ويجعله واقع نعيشه.!

لا خلاف على ذلك، ولكن بعيدًا عن الذكاء الاصطناعي كأفكار بمفردها فهي بالفعل موجودة في الواقع او يوجد ما هو اقرب منها ونعيشه فعليًا .

لكن الشخص الآخر يكون لديه أشبه ما يسمى بمساحته الشخصية ضمن إطار الذنب إن كان يُحس به، لذا هناك مساحة يستطيع العيش بها إلى أن يتم إذابة هذه المرحلة من الخطأ والندم

مع الأسف الصاق الخطأ بالأخرين طيلة حياتهم هو في حد ذاته تعدي على مساحاتهم الشخصية، فلا أظن أن هناك شخص يستطيع تخطي أمر طالما هناك من يُذكره به دائمًا، والمآساة هُنا أن هذا الأسلوب لا يُصلح الخطأ أو يحد منه .. بل إنه يُسبب أثار سلبية اعتقد انها تُضاعف الميول الاجرامية لدى الأشخاص.

لكن عندما نفكر أننا قد نُلاحق بهذا الأمر طوال حياتنا على هذه الشاكلة، تصبح الحياة لا تطاق، وفكرة أن هناك أشخاص يقاطعون غيرهم بسبب أخطاء إرتكبوها بحقهم ويقدرون على الاستمرار في هذه القطيعة طوال حياتهم أو لعشر سنوات لعشرين سنة محتملة

انا لا اتحمل فكرة ان يُقاطع شخص الأخر بسبب خطأ ارتكبه لا يمسه في شيء !

خاصة أن جميعنا معرضون الى الخطأ بدرجات متفاوتة، لا اعلم كيف يُمكن ان نحكم على بعضنا البعض في حين اننا جميعا بشر معرضين لنفس الأفعال !

مرحلة تخطى الخطأ تعتمد بشكل أكبر على نوع الخطأ ونوع المجتمع الذي يعيش فيه الشخص الذي ارتكب الخطأ، فإذا تحدثنا عن المجتمعات العربية مثلا من الصعب تقبل الأخطاء الكبيرة نوعا ما حتى من العائلة نفسها خاصة التي تمس بالمعتقدات أو العادات والتقاليد.

المسألة هنا ليست في تقبل الخطأ، امر رفض خطأ ما هو أمر طبيعي على حسب ثقافة وعادات المكان الذي حدث فيه .

الفكرة هي في إمساك الاشخاص بالخطأ وتذكير المخطيء به كل الوقت

أهم شيء عند ارتكاب الخطأ الإعتراف به والندم عليه، فإذا فعل ذلك ووعد نفسه أنه لن يكررها مرة أخرى عليه أن يكون قوي الشخصية إما يواجه الأشخاص الذين يذكرونه به دائما أو لا يكترث لهم ولحديثهم ويعيش حياته بشكل عادي فالجميع يرتكب الأخطاء.

مع الأسف لا يُحدث ذلك أثر ايجابي مع المخطيء او يجعل المجتمع يتغاضى عن خطيئته، بل انه يظل يدفع ثمن خطيئته الى ان ينساها الأخرون، أو يجدوا خطيئة اخرى لشخص اخر يتحدثون عنها .

وهذا ما يحدث ونراه على مواقع التواصل الاجتماعي حيث أصبح المخطئون تريند يتغير من خطيئة لأخرى على حسب الخطيئة الأحدث !

السؤالان يدوران في نفس النقطة؛ وهي ان الجميع يظل يُذكر الشخص بخطآه !

وفي كلتا الحالتين لا يُمكن للشخص مواصلة حياته في ظل كم الضغط الذي يتعرض له عندما يُخطيء .

لا أقصد بكلامي ان المُخطيء لا يُعاقب، ولكن العقوبة شيء والمذلة شيء أخر؛ فمثلا في هذه الحلقة كنت أُفضل ان يحكموا عليها بالإعدام بدلا من هذا الذل الذي عاشت فيه

فكرة تذكر الانسان للخطيئة ليست هي المشكلة، بل إنها أمر جيد ان يتذكر تجربته مع الخطأ كاملة بمرحلة الندم التي مر فيها ليتجنب الوقوع في الخطأ وتكراره مرة ثانية .

ولكن الفكرة في تذكر الأخرين للخطأ هو أنهم يُعيشون الشخص في دفع ثمن هذا الخطأ مدى الحياة، وتصبح حياته ذل وقهر كضريبة لخطأ واحد في حين أننا جميعًا نُخطيء بدرجات متفاوتة .

حلقة مشوقة، لكن أليس العقاب على قدر الخطأ، وهذا مالم يتم تناوله بالحلقة، كنت أود أن يعرض طرق مختلفة للعقاب، ليوضح هذا التباين في العقاب التكنولوجي وإلى أي حد يصل هذا العقاب

برأيي ان المسلسل لا يعرض عقوبات واقعية ولا يُسلط الضوء على العقاب نفسه بقدر ما يُسلط تعامل الأخرين مع المُخطيء مثلما يحدث في عصورنا الحالية بأمثلة قريبة بعيدة .

لذلك اعتقد ليس من الضروري تناول طرق العقاب لأنها ليست الهدف من الحلقة