"Black Mirror" Nosedive هل يمكن أن تتحكم التقييمات في حياتنا وعلى مستقبلنا المهني؟

 فلا يجب أن يبني الشخص افتراض يعامل على أساسه شخص آخر بناء على تقييم! ما الذي يضمن عدالة هذا التقييم أو أن الشخص الذي وضعه لم يكن مجرد حاقدا أو منزعجا من شخص آخر،

ماذا لو اتفق على هذا التقييم أكثر من شخص، ألن تحذري بالتعامل معه، ماذا لو أن من أخبرك بتقييمه شخصا تثقين به وبحكمه لأبعد الحدود ألن تحذري في التعامل معه؟!

حياتنا كليا قائمة على التقييمات حتى لو لم تكن مكتوبة مثل الحال في التطبيقات، لكن أي علاقة قائمة على التقييم، الزواج، الصداقة، حتى علاقة الابن والأباء، كله به مساحة للتقييم، حتى علاقتنا بالله سبحانه وتعالى قائمة على التفكير، لذا فكرة المسلسل واقعية جدا لكنه جسدها بطريقة ملموسة، ونحن لا نحب المواجهة، يعني قد نكون مقصرين مع الله ومع آبائنا أو صديقة لنا، لكن نخشى من مواجهة هذا التقييم أو الحديث عنه، أحيانا قد نسعى للتغيير والتحسين ولكن هذا متفاوت بيننا.

 ففكرة التقييمات هنا لا تصبح للتعامل بين البشر.

اتفق في طرحك وبأن الأمر غير مقبول بين البشر ولكن بشكل أو بآخر نحن يتم التعامل معنا بهذه الطريقة فما هي نظرتك لتقيمات الملفات الشخصية من الوهلة الأولى هل التقييم العالي للملف الشخصي يجعلك أكثر قابلية للتعامل مع الشخص وكذا بالنسبة للمنشورات على منصات التواصل فهل تنظرين إلى التقييمات قبل المحتوى أم العكس؟

 لذلك لا أظن أن البشر في موضع لتقييم بشر آخرين كلنا نخطئ وكلنا ننحاز وكلنا ننفعل. وبالتالي كلنا غير مؤهلين أبدا لتقييم أشخاص مثلنا لديهم عيوبهم وزلاتهم.

هذا على المستوى الشخصي بشكل كبير نتفق عليه بكل تأكيد ولكن على مستوى العمل والدراسة فإن التقييم يؤثر على مستقبلك بشكل واضح واللطف والمعاملة الحسنة ليست هي الطريقة التي يتم حساب نقاطنا عليها بل على مستوى معرفتنا وعلمنا فهو بطريقة ما يتم تقيمينا لذا بوجهة نظرك لو تقدمتِ لوظيفة وتقييمك ليس مرتفعا هل يكون هذا دافع لعدم قبولك بالوظيفة؟

مجرد تصور الأمر يشعرني أنني أعيش حيث الأخ الأكبر يراقب كل شيء

ليس عليك ان تتخيلي صديقتي ، هذا هو الوضع من الازل مع الاسف.

الامر المختلف فقط انه ينكشف امكامنا بشكل اكثر بجاحة و سطحية بطريقة تدعوا للقرف والاشمئزار بصورة توحي بتشييء الانسان واستعباده ... منذ ظهور الانسان كان تقييمه هو ما يحدد مستقبله ، ليس فقط في مهنه ، بل في مجموعته ودائرته وبيئة و علاقاته ... فالمجتمع بفرض على المرء من قبل ظهور العقد الاجتماعي ان يكون لذيه مجموعة من المعايير الاخلاقية التي تحدد تصنيفه وبالتالي تحدد الطريقة التي يتعامل بها المجتمع معه، فإن كان الشخص ينمي الى صنف: الشخص الوفي / المطيع/ المحافظ... فهذا يؤهله للزواج من عائلة كريمة و اكتساب صفة جيدة ومرغوبة في عمله وقريته، اما ان كان من صنف : الشخص الثائر / المختلف/ فسوف فسوف تسحب منه كل الامتيازات التي تعطى للشخص العادي لا يريد احد ان يناسبه ولا يلقى الاهتمام والاحترام الكافي في عمله وربما لن يشتري منه احد ان كان تاجرا ولا احد يطلب خدماته ان كان صانعا ويتم نبذه اجتماعيا

ما فعلته الدولة هي انها جعلت هذا التقييم مجسد في شكل قرارات وارقام واحصائيات بينما كان في الماضي في شكل احكام اجتماعية لفظية

مجرد تصور الأمر يشعرني أنني أعيش حيث الأخ الأكبر يراقب كل شيء.

الأمر بالفعل تحقق بصورة أو بآخرى فالصين بدأت مشروعها في عام 2014 في مدينة واحدة وتهدف لتعميم الأمر في باقي المدن ولكنهم توقفوا بسبب جائحة كورونا ولكن سيعودون بكل تأكيد للعمل على الموضوع بشكل موسع.

فهل تتوقعين تطبيق هذه الطريقة في باقي الدول وهل لها فوائد على المستوى الأمني؟

أنا أكره نظام التقييم في حالة عدم إستخدامه في غير موضوعه ومع ذلك لا أستطيع منع ذلك الأمر.

هل تتذكر معي ما فعتله يوتيوب حينما أخفوا عداد عدم الإعجاب في الأول قلت أن الموضوع جيد لأنه يجعلك تحكم بنفسك ولا تنتظر الحكم المسبق بسبب عداد عدم الإعجاب ولكن مع الوقت أصابني التشوش لأنني أحيانا أبحث عن أشياء ولا أعلم هل هي جيدة أم لا وكان هذا العداد يمنحني شعورا مقدما بجودة المحتوى، أعتقد أننا بطريقة ما تم التأثير علينا بسبب هذا الأرقام وجعلتنا نحكم ونتشتت أيضا في الحكم.