هل ستقبل الدخول في علاقة عاطفية إن كنتَ تعلم أن لها تاريخ إنتهاء ؟ حلقة Hang the DJ من مسلسل 4 The Black Mirror

ولكن ألا تظن أن هناك فرقا بين أن نعرف حقيقة أن أي علاقة لها موعد انتهاء وذلك بالطبع نتيجة أن الدنيا بحد ذاتها فانية، و قد تكتمل العلاقة وتنجح ولكن عند لحظة ما سيأتي الموت لا محالة.. هناك فرقا بين ذلك وبين أن ندخل علاقة عاطفية ونحن على علم بموعد انتهائها؟ هُنا موعد الإنتهاء لا علاقة له بالأسباب المرتبطة بالموت أو بالقدر.. أم أن لك رأيا آخر فيما يخص ذلك؟

أي علاقة لها موعد انتهاء، قد يكون قريب أو بعيد المدى، وهناك اسباب كثيرة منها الموت، ولا أقصد أنّ اكون سوداوي لدرجة كبيرة، ولذلك الاصل في الحياة هو تعويد النفس على تقبّل الفقد، وليس البقاء. تأهيلها لهذا المعنى من وقت لآخر ، حتى لو على شكل طرقات خفيفة لعقلك الباطن أن هناك لحظة فقدان ما ستحدث عاجلاً أو آجلاً ، حتمية ، قادمة لا محالة ...

أؤمن جيدًا بذلك وأؤمن بوجوب تقبل الفقد أيضًا، ولكن هذا لا يمنع أن الأمر مُختلف في العلاقات، وخاصة العلاقات العاطفية .. ما الذي يجعلني أدخل في علاقة وأنا أعلم أنها ستنتهي وتفشل ؟!

أليس ذلك استنزاف للمشاعر وإقبال على جرح .

لا مُشكلة من خوض التجربة، وخصوصًا أنّك تكلمتي عن القدر ... ربما لأن تكوين القدر نفسه غير قابل للإدراك العقلي ، وأن التعامل الوحيد معه هو الصبر لأبعد مدى ، مهما بدا ان الذي يحصُل غير خاضع للمنطق أو الآدمية ، ومهما بدا انه يعطيك صورة بشعة عن طريقة تنظيم الكون ، التي احيانًا تبدو امامك عبثية جدًا، وفوضوية ، وظالمة وبشعة ..

الفكرة اننا لا نعلم ما يُخبئة لنا القدر، ولذلك ندخل العلاقات وبداخلنا نوايا أن نُكملها للنهاية، وماعدا ذلك فهو نزوة وليست علاقة عاطفية طبيعية !

أما إذا كنا سوف نتكلم عن هذه النقطة فالأمر كله قائم على المشاعر لأنّها عبارة عن عواطف، والعاطفة تتحكم بجميع أشكال الحياة، تواصل، حب، قرار شراء، التأثير على الآخرين ... إلخ، بمعنى فالشخص في النهاية يختار الذي أمامه بناءً على عواطفه في الأول، وفي اللآخر وليس لأنّه مثالي، التأثير على الأشخاص لا تكون بالمثالية، بل بالمشاعر، ومن ثم يأتي مبدأ التقبل المبني على قاعدة الاقتناع.

وما رأيك في الأشخاص الذي يتغاضون عن الاختيار العاطفي، ويلجأون إلى الإختيار المناسب أو المثالي من وجهة نظرهم؟ سواء كان من الناحية المادية أو بمعايير أخرى بعيدة كل البُعد عن المشاعر !

وجهة نظر جميلة فعلا ... بعض الاشخااص ربما قد يدخلون ععلاقات عاطفية مؤقتة للتسلية ير مبالين ان كان تهدم مشاعرهم ام لا لكن لو قدر لك الدخول في علاقة مؤقتة ماذا ستفعلين لشدة تعلقك بالشخص ربما انها ستكون اكثر الامور ايلاما لكنها ستعلنا كيف سنتصرف بعدها

تعلمين حفصة، خطر لي شيئاً من خلال قرائتي المساهمة والتعليقات، كيف لنا أن نتحدث عن أمر مؤقت ومن ثم نذهب لربطه بشيء ثابت وهو القدر والمقدر بشكلٍ قريب أو بعيد.

الفكرة ان القدر يعطينا احيانا علاقات مؤقته ليست ابدية، فمن هنا جاء التشبيه، ولكن فكرة الاختيار في القدر غير مفهومة فهو لا يعطي للإنسان الاختيار بشكل مباشر بقدر ما تظهر علامات تبرز للشخص دلالات تجعله يرغب في الاختيار اما في الاستمرارية او الترك، وهنا ايضا لدينا فرصة للاختيار ولكن النتيجة والمتعة تتوقف على صحة الاختيار، التي لا اعتقد انها متوفرة في علاقة مؤقته باتفاق الطرفين بشكل مباشر، اتمنى ان يكون اتضح لكِ ما اقصده .

لا أجد فرقاً طالما كان هناك إنسجاماً بشكل يتقبله الطرفان، الحب يوجد بأشكال عدة قد يكون شغف وقد يكون ارتياح وقد يكون أي شيءٍ آخر ينسجم به الطرفين بشكل لا يستطيعان تعريفه.

معظم العلاقات في البداية يكون بها انسجام وشغف وغيرها من المشاعر الايجابية، ولكن لو كانت هذه العلاقة مبنية على خيار خاطيء وغير مناسب ستتحول الى لعنة وخاصة لو كان هناك عدم تقبل من الطرفين وتم دخول العلاقة باندفاع ليس اكثر؛ ولكن هناك سؤال يراودني .. ما رأيك في هؤلا الذين يدخلون علاقات مع اشخاص غير مناسبين على امل ان يتغير الشخص بالحب، وهل الحب يغير الاشخاص حقًا ام ان هذه اسطورة عاش عليها الاشخاص ؟

لم أكن أُريد حرق الأحداث بالجزء الخاص بالتمرد على الجهاز، فهو كان أشبه فعليًا بالتمرد على الواقع والمعايير التي يضعها للعلاقات العاطفية، وهي الحكمة المنشودة من الحلقة والتي تمنيت أن يصل لها كل مشاهد بنفس تسلسل الأحداث ليتفاجيء بها .

اما مسألة التكنولوجيا ومعناها، فهي بالفعل مقصودة في الحلقة ولكن في نفس الوقت تُشير إلى أشياء نُعاصرها نحن في الزمن الحالي، فكافة حلقات المسلسل تدور حول نفس الفكرة ألا وهي التكنولوجيا في المستقبل البعيد، وما يُماثلها من الواقع الذي نعيش فيه ونقاط التشابه واضرار كل منهما .

ولكن أخبريني هل تقبلين الدخول في علاقة وأنت تعلمين تاريخ إنتهائها؟! وكذلك ما رأيك في معايير إختيار شريك الحياة هل هي قائمة على المشاعر أم المثالية؟

لا أتعجب من ذلك لأنني أعلم بوجوده، ولكنها لا تستحق أن تُسمى علاقة عاطفية، رُبما تكون نزوة، أو علاقة لها أغراض أخرى، ولكنها ليست مشاعر حقيقية .

لكن هل قد يكون للأمر أي وجهات نظر من زوايا مختلفة تجعله مستساغا، ماذا برأيك؟

لا أجد مبرر لدخول علاقة محكوم عليها بالإنتهاء قبل أن تبدأ، ولا أرى أن هناك وجهات نظر فيها، فصدق المشاعر من الأساس يتوقف على رغبة طرفي العلاقة في أن يبقوا معًا، ما غير ذلك فهي نزوة بوجهة نظري كما ذكرتُ .

بالتأكيد التي تقوم على الشريك المثالي ، كم علاقة قد فشلت بسبب عدم إختيار الشريك المثالي ، هناك يجب أن يكون إتفاق في المباديء والأهداف بين الشريكين ، التعاون ، الإحترام ...الخ .

ولكن من ناحية اخرى هناك اشخاص يفضلون العلاقات القائمة على المشاعر وليست العلاقات المثالية، وهم يؤمنون ان الحب سيغير كل شيء غير مثالي وقادر على تحويل العلاقة لعلاقة مثالية .

هل ستقبل الدخول في علاقة عاطفية وأنت تعلم أن لها موعد إنتهاء ؟!

لا بالطبع .

لماذا؟! او ماهو رأيك في الأمر بشكل عام .

فكرة ان تعرف المجهول فكرة مخيفة جدا جدا، احيانا نحن في عقولنا نرفض ان نعرف الحقيقة لاننا نخاف ان نتألم

هل من الممكن أن يكون رفض هذه الحقيقة سبب من أسباب الدخول في هذه العلاقة ؟!

ما عن فكرة التعدد ، فأنا عني أمقتها بشدة ، اشعر انها مناقدة لفكرة الوفاء تحديدا عندما تكون اختيار وليس بسبب الظروف

لا أفهم ما قصدك عن التعدد هُنا ؟! هل تعدد العلاقات بشكل عام أم تعدد العلاقات في آن واحد ؟

اما عني فبالتأكيد ارفض الاشياء التي لها موعد انتهاء ومرتبطة بانسانيتنا وعاطفتنا، دائما ما تكون العلاقات الابدية هي الاريح بغض النظر عن الظروف التي ستواجهها العلاقة .

جميل هذا المبدأ، ولكن دعيني اسألك .. بعيدًا عن التكنولوجيا .. ما الذي يضمن لك أن تكون العلاقة ابدية ؟!