الحياة صراع للوصول، تستنفذ طاقتك وتحاول آملا في الوصول الى ما تريده من الطموح الذي كرست حياتك من أجله، تظل تحاول وتحاول، ومن الممكن أن تقترب من القمة ولا تصل
هل مجرد المحاولة يضمن لك الوصول؟ أم أن الوصول والاستمرارية ليس ملكا لك؟
كل محاولة تكسب الإنسان خبرات جديدة وتصقل مواهبه، الطريق للنجاح ليس بالضرورة أحادي الاتجاه، وقد يحدد الإنسان هدفاً، لكن طريق الحياة والمحاولات المتشعبة قد تصل به لمكان آخر، ويحقق نجاح لم يكن يخطط له.
لكن على الإنسان أن يستمر في المحاولة ويجرب طريق واثنين، خصوصاً أن لا أحد يعلم أن يكون نجاحه بالتأكيد.
أؤمن أن المحاولة لا تضمن الوصول دائمًا، لكنها تعني أنني اخترت أن أقاوم بدلاً من الاستسلام. أرى أن الوصول والاستمرارية ليسا أمرين أملكهما بالكامل، فالحياة مليئة بالظروف التي قد لا تكون في صالحي مهما بذلت من جهد.
لكن بالنسبة لي، المحاولة ليست مجرد وسيلة للوصول، بل هي اختبار لقوتي وإصراري. كل مرة أحاول فيها، أكتشف شيئًا جديدًا عن نفسي وعن قدرتي على الصمود. قد لا أصل دائمًا إلى ما أطمح إليه، لكنني أتعلم وأكبر مع كل خطوة أخطوها.
ربما الحياة لا تعطينا كل ما نريد، لكنها تعلمنا كيف نواجهها بكل ما لدينا.
أرى أن استمرارية السعي لا تعني بالضرورة أننا سنصل، فممكن أن يكون السعي مغلوط أو لم يكن بالقدر الكافي اللازم للوصول، ومن الممكن أن يكون النجاح ليس قدرنا الذي قدره الله لنا.
تعودت أن أقيم نفسي على جهدي ومحاولاتي وتفكيري لا على النتيجة فهي بتوفيق وكرم الله ومن يصبر ويرضى بالتأكيد لن يضيع الله عمله
المحاولة مهمة، لكن السعي لا يعني حتمية الوصول.
الحياة مليئة بالتحديات التي تتغير وفقًا للظروف والأقدار، قد نجد أنفسنا نسعى لشيء بشغف طويل، ونقترب من تحقيقه، لكن في لحظة ما، قد تجد أن الطريق قد تغير أو أن الأهداف قد اختلفت، أو ببساطة لم يوفقنا الله لنيل هذا المراد.
لكن ما أؤمن به أن رحلة السعي أمتع من لحظات الوصول. خلال السعي، نتعلم الكثير عن أنفسنا، نكشف قدراتنا الحقيقية، ونكتسب خبرات قد تفتح لنا أبوابًا لم تكن في حسباننا.
كما أن الله سبحانه وتعالى قد يكتب لنا مسارات أخرى تكون أعمق وأجمل من تلك التي خططنا لها. حتى لو لم نصل إلى ما كنا نسعى إليه في البداية، قد نجد أنفسنا في مكانٍ أفضل مما كنا نتخيل
السقوط ليس نهاية الرحلة، بل اختبار لقوة المحاولة
لا نعلم هل هي خطوة من خطواتها أم الخطوة الأخيرة! أهم شيئ برأيي الإصرار على المحاولة ولكن بالعقل. هناك مثل بالمصري يقول: الضربة اللي ماتموتنيش بتقويني...هذا حقيقي ولكنه للا ينطبق على كل الحالات و المحاولات. فقد يكون سقوطاً مدوياً لا قيام بعده. أتذكر بيتين للشاعر علي الليثي بعد فشل الثورة العرابية قالهما في أعقابها:
كل حال إلى ضده يتحول ..... فالزم الصبر إذ عليه المعول
رُبً ساعِ لحتفه وهو ممن ...... ظن بالسعي للعلا يُتوصل.
هل مجرد المحاولة يضمن لك الوصول؟ أم أن الوصول والاستمرارية ليس ملكا لك؟
نحن نؤمن بالقاعدة السببية وأن لكل سبب نتيجة، وكذلك سعينا يستحيل ان يكون بدون اي نتيجة. الفكرة فقط ان النتيجة قد لا تكون مثلما نريدها نحن لذلك نقول "لم نصل" بينما الحقيقة ربما محاولاتك اوصلت لأمور أعلى مستوى بكثير من هدفك لكنك لم تلاحظ، وربما ستلاحظ مستقبلا تاثير تلك المحاولات وذلك السعي عليك..
وحتى لو توفاك الله قبل ان تلاحظ او تفهم المغزى من سعيك ذاك الذي بدا لك دون فائدة ولم يحقق الوصول، ستجد نتيجته في الاخرة من جهة، وكذا ستعرف انه كانت له نتيجة وفائدة وحكمة بالفعل في الدنيا عندما يكشف لك ستار الغيب
التعليقات