جنة الواقع الافتراضي أم حقيقة الواقع القاسي؟ فيلم 2024 Utopia

لست مستعدًا صراحةً، أشعر أن الحياة المثالية دون أي صعوبات أو مشقات أو ألم ستكون فارغة من المعنى. فالقيمة الحقيقية للحياة تكمن في التحديات التي نواجهها، وفي قدرتنا على تجاوز العقبات واكتشاف أنفسنا من خلالها.

الألم، رغم قسوته، يعلمنا الصبر والقوة. والمشقات، مهما بدت ثقيلة، تصقل شخصياتنا وتساعدنا على النمو. الحياة المثالية، الخالية من هذه العناصر، قد تتحول إلى سلسلة متكررة من اللحظات السعيدة التي تفتقر إلى العمق الحقيقي أو الغاية.

الواقع الافتراضي، رغم إغراءاته، قد يسلبنا هذه الفرصة لتجربة الإنسانية بمعناها الكامل.

ألا تجد بحياتنا الشخصية ما يتلاعب بأفكارنا وقراراتنا حتى؟ لا يوجد أحد برأيي حر فكريا ١٠٠%

مما لاشك فيه أن الواقع الافتراضي أعطانا فرص رائعة لخوض تجارب لم تكن الحياة الحقيقة أن تمنحنا إياها بتلك الروعة وجعلتنا نعيش مخاطر ربما لو كانت في الحياة الحقيقية لفقدنا حياتنا معها، مما أدى إلى نمو وعينا وإدراكنا وتحسين سلوكياتنا، بعض ألعاب الـVR والواقع الافتراضي تساعد على تخفيف آثار صحية سلبية مثل السمنة والكسل، فبعض التجارب الافتراضية تزيد من حركتنا وتدفق الدماء في عروقنا وإفراز هرمونات تعطينا شعور جيد مثل الأدرينالين والدوبامين، ولكن هذا لا يجعلها جاهزة تمامًا لأن يتم استبدال الحياة الواقعية بها، يمكن فقط أن تستخدم كوسيلة ترفيهية، أو كآداة تعليمية تساعدنا لكي نستغنى عن بعض المخاطر في سبيل اكتساب المعرفة والشعور بالمتعة والسعادة المفقودين

أظن أن هناك فئة كبيرة منا مستعدة لذلك وترغب به وتأمل أن يحدث ويتاح اللحظة، الأغلبية غير راضية عن وضعها وتأمل أن ينتشلها أحد منه، وأظن أن التجربة مبنية على هذه الدوافع والرغبات.

ولكن عن نفسي وأظن أن كل عاقل مريد له نفس الرأي لا أرى أن هذه فكرة جيدة ولا أشعر أن لدي الرغبة في تجربتها، فمن المفترض أنني مسؤول عن حياتي، وهذه المسؤولية تلزمني أن اتحكم بها واجعلها تبدو كما أريد وارغب، لا أن أنتظر تجربة افتراضية توفر لي ذلك وكأني عاجز تماماً

فهل نحن مستعدون للتخلي عن حريتنا الشخصية وواقعنا الحقيقي مقابل جنة افتراضية مثالية أم أن قيمة الحياة تكمن في عيش التجارب بكل ما فيها من صعوبات وألم؟

انا في حياتي الواقعية الحقيقية وعندما تحصل معي امور اعلم اني لم ابذل جهدا فيها واعلم في قرارة نفسي أني لا استحقها.. أشعر بشيء من عدم الرضا عن نفسي تصدق!

هل استغربت لماذا فرحت كثيرا عندما كسبت أول دولار مثلا من عرق جبينك بينكما كان أبوك او امك يعيطيانك اكثر من ذاك المبلغ بدون مجهود؟

لأننا لا ندرك القيمة الحقيقية للأشياء حقيقة إلا عندما نبذل جهدا للحصول عليها، أو عندما نفقدها إذا كسبناها بدون جهد.

لذلك مهما كانت التجربة الافتراضية مغرية ومتكاملة، لا أعتقد انها ستحقق لنا نفس القدر من السعادة الذي كنا سنحصل عليه في تجاربنا الحقيقية.

جنة الواقع الافتراضي أم حقيقة الواقع القاسي؟

لا بالطبع. لن أختار الواقع الإفتراضي مقابل جنة موهومة. لأنه حتى الجنة الحقيقية ليس هنالك من طريق للفوز بها إلا معاناة هذه الحياة و الإنصهار فيها وتحربتها حلوها ومرها ومقاومة النفس.

قصة الفيلم هذه ذكرتني ب(كهف أفلاطون) المغزى المشهور وهو أننا لا نرى الحقيقة وقد نعيش وهماً! فإذا كنا في عالمنا هذا لا نرى الحقيقة المطلقة وإنما حقيقة نسبية فما بالنا بأن نعيش برغبتنا في عالم خيالي صنعناها بأيدينا ( التكنولوجيا هنا) داخل عالم خيالي لقصر حواسنا وإدراكنا عن تناوله؟!!

أعتقد أن العيش في واقع افتراضي قد يكون مغريًا، خاصة إذا كان الواقع الحقيقي مليئًا بالصعوبات. لكن هذا قد يؤدي إلى عزلة نفسية وابتعاد عن التجارب الإنسانية الحقيقية. الحرية الشخصية والهوية الحقيقية قيمتان أساسيتان لا يجب أن نتخلى عنهما بسهولة، ويجب أن تضع الأنظمة الأخلاقية حدودًا واضحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي لضمان عدم انتهاكها."

فكرة الفيلم تبدو مدهشة وتثير العديد من التساؤلات حول علاقتنا بالتكنولوجيا وتطورها. فكرة أن تعيش شخصية في واقع افتراضي لدرجة أنها ترفض العودة إلى الحياة الحقيقية تطرح تساؤلات أخلاقية وفلسفية عميقة.

إذا فكرنا في المستقبل، حيث تصبح هذه التقنيات أكثر تطورًا، هل يمكن أن يتحول الواقع الافتراضي إلى إدمان يجعلنا نرفض مواجهة مشاكلنا الحقيقية؟ وربما الأهم، هل نحن على استعداد لفقدان هويتنا الحقيقية داخل عوالم مزيفة مثالية؟ أم أن الألم والصعوبات جزء أساسي من تجربتنا الإنسانية؟"

هل تعتقد أن العيش في واقع افتراضي مثالي يمكن أن يُغني عن مواجهة الواقع الحقيقي، أم أن قيمة الحياة تكمن في تجاربنا الحقيقية، بكل ما تحمله من تحديات؟ وما الذي يمكن أن نفعله للحد من المخاطر الأخلاقية والنفسية للذكاء الاصطناعي في هذه الأنظمة؟