The Shawshank Redemption"العبودية النفسية" كيف يصبح بعض السجناء "مسجونين نفسيًا" حتى بعد إطلاق سراحهم؟

السجن لديه قواعد وروتين صارم، وبغض النظر عن كونه قمعي أو صعب، لكنه بيمنح للسجين نوع من الأمان. ليس كل شخص يقدر على مواجهة العالم الخارجي بحرية كاملة، خاصة بعد ما يكون انفصل عنه لفترة طويلة. الذي حدث مع "بروكس" و"ريد" ممكن أن يكون رد فعل طبيعي على "فوضى" العالم الخارجي مقارنة بالنظام الذي كانوا فيه داخل السجن.

أرى أن المشكلة بشكل أساسي تكمن فى عدم التفكير أو الإعتماد على الروتين والعادات لأني حينما لاحظت إختيار بعض الناس من حولى لاحظت أن الناس دوما تختار نفس الإختيارات فى معظم الموقف وحينما يتم وضعهم فى موقف ما مرات عديدة يتم إختيار نفس الإختيارات وغالباً هذا يحدث بسبب عدم التفكير أو إعمال العقل فى كل خيار.

إن السجن النفسي يكون غالبا أصعب من السجن الجسدي لأن الإنسان في حال السجن النفسي يصبح هو من يحد من حريته بنفسه، نعم هو حر البدن لكنه مسلوب الإرادة لا يستطيع اتخاذ الخطوة ولا الإقدام إلى كثير من شؤون الحياة ولا يقوم باغتنام الفرص، وكل هذا لأجل تأثره بشيء معين، قد يكون سجنا، أو ربما حادثة، خيبة أو صدمة حصلت له سابقا أثرت فيه وجعلته يقيد نفسه بنفسه لتجنب الوقوع في نفس الصدمة ولحماية نفسه، ويكون هذا واضحا في الأشخاص الذين خسروا في العديد من التجارب، يفضلوا الراحة والسكون على خوض تجربة جديدة قد تحمل في طياتها الفشل أو الألم حتى لو لم تكن بصعوبة سابقاتها، وذلك لكي يحمي الإنسان نفسه، لكنه لو علم أن التجارب الجديدة(ومنها تجربة الحرية) قد تكون المفتاح في خروج الشخص من ماض مظلم إلى مستقبل مبهج مشرق لبادر في القيام بها وأسرع إلى فعلها .

المجتمع المحيط وقواعده قد تدفع الشخص أن يصبح سجين نفسه وأفكاره، ومن ثم الخوف من التغيير والخروج من هذا السجن لأنه يعتقد أنه لن يقبله أحد، فالخروج من هذه الحالة يكون بالاستعانة بشخص خارجي يحثنا على فهم أنفسنا بالإضافة إلى الدافع الداخلي تماما مثلما حدث مع ريد فهو كان لديه الدافع من البداية ولكنه كان محبط ولكن عندما وجد صديق يقف بجانبه ليساعده ويعطيه الأمل فهنا تغيرت نظرته وأصبح حرا وليس سجين داخل عقله بعد الأن. فبرأيك أيهما أكبر تأثير للخروج من حالة العبودية النفسية، الدافع الداخلي أم المؤثرات الخارجية؟

وإذا ما أسقطنا مفهوم "العبودية النفسية" على العديد من التجارب الشخصية. فالبعض يصبح "مسجونًا" في روتينهم اليومي أو يخشى التغيير والفشل

جيد أنك تطرقت لهذا التعبير، فعلًا الأمر أبعد من مفهوم "السجن المادي" فكل محيط نخشى أن نخرج عنه أو نغيره هو بمثابة سجن لنا حتى دون أن نشعر.

اظن انه من الجيد ان يكون هناك اعادة تاهيل للسجين مثلاً. فهذا انسب له، في احدى الدول العربية تبنو فكرة "السجون المفتوحة" و "خدمة المجتمع" قبل العفو عن السجين.

من وجهة نظري أن فكرة العبودية النفسية تؤثر علينا عندما نجعل شخص أو عمل روتين في حياتنا لفترات طويلة، لذا ماذا إذا جعلنا كل شيء في حياتنا قابل للتغيير والتجديد هنا لن يؤثر علينا فكرة العبودية النفسية، فإذا فقدنا شيء في حياتنا لن تكون مؤثرة بقدر كبير على حياتنا وسوف نتجاوز ما تم فقده واستبداله بشيء أخر سريعا.

احييك على هذا الكلام الرائع

اتفق معك في عرض الفيلم لمفهوم العبودية النفسية

وللقضاء على هذا المفهوم يتطلب الشجاعة والوعي الذاتي كما ذكرت

واسمح لي ان اضيف أن سياق الفيلم عرض ايضا طريقة الشفاء من هذا المفهوم

وهو التمسك بالكتاب المقدس فقد كان فيه الخلاص

حيث قام البطل بتخبئة أداة الحفر بداخله والتي هرب بفضلها خارج السجن ليبين العمل الفني أن الخلاص بداخل الكتاب