فيلم The Man Who Laughs (1928): ماذا لو كان لديك واجها ضاحكا باستمرار مهما كانت انفعالاتك؟

أعتقد أن سؤالك يتيح لي فهمه بطريقتين الطريقة الحرفية أي نفس ضحكة الممثل، وطريقة إسقاط ذلك على حياتنا وسأجيب على الأثنين.

بالنسبة للطريقة الحرفية، لا أستطيع تخيل نفسي مكانه إطلاقًا، لأني ربما سأصبح كشخصية خواكين فينيكس في فيلم joker ، لا أريد أن يتعامل معي أحدهم على أني بلهاء أو لا مشاعر لدي أو حتى التهاون في حقوقي كبني آدم، وربما ذلك قد يدفع أي شخص مهما كان سويًا للخروج عن مألوفه وآدميته والتحول لشخص بغيض بالنسبة للناس ولكنه يحاول حماية نفسه في نظره.

بالنسبة للطريقة المعنوية، أي التمثيل بأننا بخير وربما الضحك في أوجه الجميع بالرغم من أن ذلك هو عكس حالتنا النفسية تمامًا، الأمر حقيقة مرهق جدًا ولكنه بشكل ما يحمي الشخص من نظرات الشفقة ممن حوله وخصوصًا في حالة عدم تفهمهم، ويحميه أيضًا من انتقاداتهم في حالة شعورهم أنضيقه لا يستحق الاهتمام بل هو مبالغ فيه، أو حتى لا يصفونه بالشخص الشكاء. شخصيًا أراها الطريقة الأفضل في التعامل مع الدرجة البعيدة من الناس حتى ولو كانت مرهقة بشكل ما، أو عدم التواجد معهم تمامًا والبقاء مع الأقرباء فقط.

أول ما قرأت المرض النادر الضحك القهري جاء في مخيلتي الموظفين وخدمة العملاء المضطرين دائما إلى الابتسام في وجهة العميل سواء كان العميل ساخطا أو راضيا وعليهم الحفاظ بشكل دائم على الابتسامة والهدوء الظاهري مهما كان بداخلهم من انفعالات، وفور أن يرحل العميل لو كان عميلا ثقيلا تجدهم لا إراديا يقولون عنه أنه عميل رخم أو مستفز ولكن ما باليد حيلة هذا عملنا، وواجهة للشركة. ومثال آخر جربته بنفسي كتجربة شخصية فعلتها لغرض بحثي في علم الاجتماع قررت أن أسير في الشارع لمدة يوم أوزع الابتسامات يمينما ويسارا بسبب أو بدون ابتسامات هادئة وأقول أهلا ومرحبا للناس وتفاجئت أن بعضهم لا يهتمون بل يرونك غريبا أو مسخا وبعضهم قال لي مباشرة لماذا تبتستم؟ هل أنت مريض؟ والبعض قام بحركة بيده تدل على أنني مجنون وكان البعض يبتسم بالمقابل. من هذه التجربة أستنتجت أن الناس بالفعل لديهم الدافع الجيد للابتسام والبحث عن الفرح ولكنهم يتأثرون بالنظرة المجتمعية من حولهم فمن غير المعتاد أن ترى شخصا يضحك بلا سبب طبقا للمثل الشعبي "الضحك من غير سبب قلة أدب" لهذا واجهني البعض بسخرية أو بهجوم مثل نعتي بالمجنون مثلا لهذا الأمر صعب جدا وله تأثير سلبي بنسبة كبيرة على الشخص الذي يوزع الابتسامات كالموظفين كما قلنا فأغلبهم يشعر بالارهاق بل وبالغضب كثيرا ويتمنون لو يختفي العميل في أقرب فرصة، ولكن على المستوى المجتمعي الجميع لديه الرغبة في الابتسام ولكنهم يخشون نظرة المجتمع لهم رغم أنهم يشعرون بالرضا والسرور لو ابتسم احدهم في وجهه طبقا للمقولة "الابتسام في وجه اخيك صدقة." فهذا التضارب في فكرة الابتسام يتم تحديده من قبل الشخص وبناءا عليه يقرر أي مقولة يتبع.

بماذا ستشعر وكيف تتخيل إنعكاس ذلك عليك وعلى من حولك إيجاباً أو سلباً ؟

ربما الشعور الوحيد الذي سيتملكني هو الرغبة في التقوقع والهروب من مواجهة هذا العالم الذي يحيط بي ف غالبا كل من حولي سيعاملني أما بتهاون واستخفاف أو شفقة وكلا الشعورين قاتل لأي شخص، حتى الذهاب للعمل والتعامل في محيط العمل كيف سيتم، حياة خانقة قاتلة لا أتمناها لأي شخص خصوصا أن المرض غير متعارف عليه في وطنا العربي ولا أتخيل المصاب به يمسك لافتة مكتوب عليها أنا أضحك قهرا

قبيل شهر بالضبط من اليوم ، صادفت واحدة من اغرب واصعب الحالات التي التقيتها في حياتي ، فتاة في مقتبل العمر، جميلة جدا بملامح طفولية جدا، وعينين بريئتي جدا، كانت تجلس أمامي في مقعد الترامواي بينما اتوجه للجامعة صباحا، لاحظت انها تبتسم معي لكن عندما ابادلها الابتسامة لا تتعرف على مشاعري ، بعد دقائق من المراقبة عرفت أنها لا تسبتسم بشكل ارادي ، على ما يبدوا أنها مصابة بمرض عقلي ربما يكون ااضطراب في الشخصية الحدية أو انفصام حاد ، لكن كمية العذاب الذي يظهر على وجه الفتاة يجعلك تشعر بالارهاق أنت ايضا، كانت تبدوا كما لو أنها في قمة السعادة والراحة، لكنها على العكس من ذلك تماما لو تدقق فيها ملاحظة، يمكن أن تجعلك تبكي حريفا.

إجمالًا فأنا من الأفراد الذين عند خروجهم للمجتمع يضعون مشاكلهم جانبًا ويرتدوون ابتسامتهم على مبدأ أن لا أحد مضطر لتحمل مشكلاتي الشخصية فلكل واحد منّا فيه ما يكفيه. ولكن الابتسامة التي أضعها هي الابتسامة الودودة والمحببة وليست الضحكة الصاخبة, فتلك الضحكة الصاخبة التي تحدثت عنها تحتاج لبالٍ هانئ كي تصدر بشكل عفوي وحقيقي. أنا ضد التزيّف في المشاعر التي نظهرها للآخر. نعم عليّ أن أبعد الآخرين عن مشاكلي ولكن عليّ أن أتجنب إظهار ما لست أحس به بإفراط وذلك من أجل حماية صحتي النفسية.

أعتقد أن الشعور بضحكة مستمرة على وجهي مهما كانت حالتي النفسية سيكون تجربة معقدة ومليئة بالعواطف المتناقضة. من ناحية، سأشعر بالسعادة والراحة من كوني دائمًا في مزاج جيد. سأكون قادرًا على رؤية الجانب المضحك من الحياة حتى في أكثر الأوقات صعوبة. كما سأكون قادرًا على التواصل مع الآخرين بسهولة أكبر، حيث سيجدونني شخصًا مرحًا وممتعًا.

من ناحية أخرى، أعتقد أن الضحكة المستمرة يمكن أن تصبح مرهقة وقبيحة في بعض الأحيان. قد أشعر بالحاجة إلى إخفاء ضحكتي أو كبتها في بعض المواقف، مثل عندما أكون حزينًا أو غاضباً. كما أنني قد أشعر أنني غير قادر على التعبير عن مشاعري الحقيقية، لأن ضحكتي ستُفسَّر دائمًا على أنها تعبير عن السعادة.

فيما يتعلق بتأثير الضحكة المستمرة على من حولي، أعتقد أنها يمكن أن تكون إيجابية وسلبية. من ناحية إيجابية، يمكن أن تجعلني شخصًا أكثر جاذبية وشعبية. كما أنها يمكن أن تساعدني على تكوين علاقات أفضل مع الآخرين، حيث سيشعرون بالراحة في القرب مني.

أيضاً ، يمكن أن تجعلني الضحكة المستمرة شخصًا غير موثوق به أو غير محترم. قد يعتقد الآخرون أنني أتظاهر بالسعادة أو أنني شخص غير صادق. كما أنني قد أجد صعوبة في التواصل مع الأشخاص الذين لا يقدرون روح الدعابة.

بشكل عام، أعتقد أن الضحكة المستمرة يمكن أن تكون تجربة إيجابية أو سلبية، اعتمادًا على كيفية التعامل معها. إذا كنت قادرًا على استخدام الضحكة كطريقة للتعبير عن نفسك وبناء علاقات إيجابية مع الآخرين، فيمكن أن تكون تجربة رائعة. ومع ذلك، إذا وجدت أن الضحكة تصبح مرهقة أو قبيحة، فقد يكون من الأفضل البحث عن علاج.