هل حقًا الموت عامل يوقف الحياة؟  الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا قبل أيام خلّف أثاراً كبيرة ليس فقط على السكّان والبنية التحتيّة والعامل التجاري والنقل وشبكة الطرق والأعمال، إنّما أيضاً وصل بموجته إلى النشاطات الفنيّة فألغى الكثير من الحفلات التي تحتاج مبالغ ضخمة لإنشائها، وأغلق المسارح ودور السينما ونوادي الثقافة والكثير من المكتبات مستبقاً فقط كأزمة كورونا الآفلة على المحال التي تبيع المواد الغذائية فقط!

ولكن تلك الصناعات التي تحتاجُ إلى ملايين الدولارات لاستبقائها، هل هذه أيضاً بحاجة أو يجب أن تضطر أخلاقياً إلى الانسجامِ مع حركات السكون هذه والإغلاق هذه؟ مثلاً تمتاز الصناعة التركية بضخٍ لا مثيل له للمسلسلات والأعمال الدرامية التركية، هل يجب لهذه الصناعة التي تحتاجُ تمويلات رهيبة واستمرارية دائمةٍ في الصناعة والبيع لأن تتوقف عن الانتاج وعجلته؟

برأيي هذا ضربٌ من الجنون الحقيقي! 

مئات وربما الألاف من العائلات تعتاش على مثل هذه الصناعة، من شركة الانتاج إلى التلفزيون والدعايات التي ورائها الكثير من الأعمال التجارية، هذا ضررٌ مجموعي، التوقف عن الانتاج يعني ضرر اقتصادي أكبر من إحصاء حجم قوّته، خاصة بتوقف مفاجئ كهذا. 

المُشكلة أنّ المجتمع المدني بعاطفته المُحقّة طبعاً جرّاء ما حصل معه في الزلزال وحجم الكارثة والمصيبة من حيث الدمار وأعداد الضحايا الذي يتزايد مع كل يوم يُشجّع على قرار شركات الانتاج بالتوقّف لفترة عن العمل كحداد اختياري على أبناء الوطن ولكن هذا الحداد لا يُمكن أن يكون مُشتهى من الجميع، حيث أنّ الكثيرين يحتاجون فعلياً من أجل الحفاظ على سيولة مستقرة مادية إلى الاستمرار بالعمل.

ولذلك أسأل أخيراً، هل يجب علينا في مسألة العمل التجاري ومسؤوليته المجتمعية على الأقل الأخذ بعين الاعتبار عاطفياً مسألة الكارثة وأن نوليها اهتماماً حتى ولو على حساب جودة حياة العائلات المرتبطين بالعمل داخل المنشأة؟ وفي سؤال أكثر تخصصاً وعمقاً في المسألة: هل يجب فعلاً على شركات الانتاج التركي أن تتوقف على الأقل شهرين قبل أن تعاود عملها وصناعتها للأعمال التركية الدرامية؟..