هل يمكنك التخلي على الأسرة في سبيل الحرية الشخصية؟


التعليقات

للأسف مؤخرا انتشر هذا المفهوم فعلا بين الشباب، حتى الفتيات أيضا أصبحن ينظرن للحياة الأسرية بهذه الطريقة، ويجدونها ستقف حائلا بينهم وبين أحلامهم، وأن تكوين عائلة سيثقل عاتقه ويحد من حريته، وبرأيي هذا يأتي من التربية الخاطئة التي ينشأ عليها الأشخاص، فترسيخ قيمة العائلة والروابط الأسرية بقلوب الشباب قبل عقولهم سيجعلهم يدركون أن العائلة هي المحفز الأول والأساسي للتميز والنجاح.

وبرأيي هذا يعود للنموذج الذي ينشأ عليه الفرد، فتجدين من ينشأ بين عائلة تعطي وتحب وتقدر كل فرد بها، عائلة تقف في ظهر كل فرد بها وتدفعه للنجاح سيكون رؤيته إيجابية وسيجد أن العائلة أساسية للنجاح والتميز والعكس أيضا صحيح.

في هذه الحالىة، ألا تعتبرين الأسرة مقبرة أحلام؟

الجانب الذي ذكرتيه عفاف هو الذي يخلق النموذج المتمرد الذي يرفض فكرة الأسرة أو يراها مقبرة كما تقولين، لذا تطرقت للنشىء والتربية والطابع المكون بذهن الطفل عن العائلة منذ نعومة أظافره حتى يصبح شابا.

لكن بالنموذج الصحيح الذي يجب أن تكون عليه الأسرة لن تجديها أبدا مقبرة، بالعكس العائلة هي من تدعم أول بأول، وفي حياتي من أولها حتى الآن السبب الحقيقي لنجاحي بعملي وبدراستي وحتى بمنزلي الذي أسسته مع عائلتي الصغيرة هي عائلتي الأساسية والدتي وأخواتي، بكل وقت ضغط وكل وقت عصيب كانوا بظهري، لذا أعرف قيمة الأسرة ودورها في نجاحنا، وأنه مثل ما قدمت عائلتي لي، علي أنا مسئولية الآن كرب أسرة أن أقدم لأولادي كل الدعم للنجاح والتميز.

هل تعتقد أن المجتمع العربي ذاهب في مسار التخلي على الروابط الأسرية، أم لا؟

كما أسلفتي فإن المجتمع الغربي من ثقافته أن يعطي الحرية الكاملة للأفراد عند بلوغهم 16 أو 18 سنة ,

مع انفتاح العرب في الاطلاع على الثقافة الغربية عبر الانترنت من خلال الأفلام او المسلسلات

وحتى من خلال مواقع التواصل الاجتماعي,

قد تكون تسربت بعض الأفكار الغربية لمجتمعاتنا العربية منها وما يخص الاسرة فيها , قد تضعف الرابطة الاسرية وقد يميل الانفراد للاستقلال عن اهلهم , لكن ليس لحد بعيد كما في الغرب .

هل ترى أن التخلي على أسرة يحد من حريتك الشخصية؟

نوعا ما نعم , لكن حتى سن معينة ( أكبر مما هي في الغرب ) وأجدها مبررة نوعا ما ,

لأن في سن المراهقة مثلا , يكون الانسان اندفاعي جدا وقد تكون رؤيته مشوشة ,

واحتمال كبير أن يرتكب الكثير من الأخطاء.

ما بعد سن المراهقة قد لا يقيدني أهلي فعلا (بالذات بعد أن يكون لدي حرية مالية) ,

لكن هناك بعض الامور والتي تأتي في اطار البر لهم قد تمنعني من شيء معين أو تجبرتي على آخر.

ماذا ستفعل في هذه الحالة؟

ما دمت حر ماليا لن يستطيع أحد اجباري على شيء لا أرغبه , كما أن قوة الشخصية عامل مهم أيضا , تبقى أن تريد لا تغضب أهلك منك (قدر المستطاع) للبر فقط , في حال قضايا مثل الانفصال بالسكن ,حتى لوكانوا معترضين في البداية لكن سيعتادون على ذلك فيما بعد ,

ورجوعا للمناقشة الفنية: ما رأيك بالفيلم مبدئيا؟

من قصة الفيلم يبدو أنها مكونة من مجموعة "كليشيهات" قد شاهدت العديد منها قبل ذلك (بالذات بالأفلام الهندية) ,

لذا قد تكون أحداث الفيلم متوقعة جدا بالنسبة لي بالذات نهاية الفيلم ,

وهذا أكثر ما لا أحبه أثناء متابعتي للأفلام والمسلسلات, وتجعل تقييمه له يقل.

إذا أنت هنا أنت مع فصل الحرية عن الأسرة

اعتقد ان هذا هو الطبيعي ويحدث مع الوقت ، ستقل سلطة الأسرة على الابن

عندي ملاحظة آخرى مهمة لا تتعلق بالفيلم بحد ذاته بل بالمراجعات الأخيرة لك,

اي عمل يكون من انتاج نتفلكس سيكون شعار نتفلكس ظاهر في البوستر او الصورة المصغرة الخاصة بالفيلم أو المسلسل,

ليس أي فلم يعرض على نتفلكس هو من انتاج نتفلكس نفسها ,

ايضا يكون هناك انترو بشعار نتفلكس في بداية الفيلم

في الرابط أدناه جميع اصدارات نتفلكس الأصلية - Netflix Originals

-

والتي تكون من انتاج نتفلكس ذاتها

كنت أظن أن معظم الافلام الهندية مبنية على الرقص و الخزعبلات شيء جيد أن الفيلم قصته مغايرة لِما هو معهود عليه في الأفلام الهندية ، عفاف لقد تطرقتي لموضوع جد شائك و عليه جدل كبير في الوقت الحالي في المجتمعات العربية ، هل الاسرة تشكل عائق امام الحرية الشخصية و أمام خيارات الشخص ؟ و أحيانا أمام طموحات الإنسان.

أعتقد أن الأسرة تشكل عائق في بعض الأحيان في حياة الفرد خصوصا الفتيات ، و هذا العائق يمكن تدمير الشخص بطريقة غير مباشرة و بدون أن تحس العائلة أنها السبب.

لا ننكر فضل الأسرة في التربية السليمة لكن هناك سن معين يجب ترك الفرد لميولاته و قراراته التي هو أعلم بها من غيره.

بكل صراحة أختار الحرية فطموحاتي أعلى من أي شيء .

أنا اعتقد أننا نسيء استغلال الروابط الأسرية يا عفاف، وإن لم يتغير ستلفظ الأجيال القادمة الأسر كلها ولن يعمل على التوازن أحد!

الأسرة في بلادنا العربية متسلطة ومرهقة جدًا، الكثير من الأوامر والتدخلات، الكثير من الأمور المختلطة ونزع الخصوصيات، كإنه يجب أن يدفع الشخص حريته فعلًا ثمنًا للعائلة! وبالأصل السؤال يجب أن يكون هو كالآتي: لماذا تقيد الأسرة الحرية؟

بالأصل الحربة هي الحرية، لا يوجد فرق بين الحرية الطبيعية والحرية التي تؤذنينا، الحرية هي الحرية، لكن نوعية الأفعال التي نميل إليها هي التي تؤذينا أو تفيدنا، لذا حين نعالج شخص نعتقد أنه يؤذي نفسه يجب أن نناقشه في ميوله وأفعاله لا أن نعاقبه بحرمان حريته

لو كنت أنت هل ستتخلين عن الأسرة؟

لا اعلم صراحة، افضل أن اقول بوضوح وصراحة أنني مستعدة لحبهم بلا شروط وبلا قواعد، ليس علي أن اختار بين الاثنين أصلًا! أنا احبهم على أي حال لكن حريتي هي حريتي وليس مقابلًا للتواجد معهم، إلا إذا أرادوا هم ابتزازي بها، وقتها سأختار حريتي، لأن الشخص الذي أمامي لو حقًا يفكر بي ما كان ليقيدني أبدًا.

لا عزيزتي هناك حرية مؤذية، تلك التي قد يحصلها المراهق، ويخرج مع رفقاء السوء، يدخن، يسكر، يصبح مثالا لا يحتذى به، هذه الحرية المطلقة والتي من حق الأسرة تقييدها، بل واجب عليها.. خاصة إن كان مراهقا لا يعرف كيف يناقش حتى أفعاله، أو يديرها..

الذي كرته يا عفاف أفعال سيئة وليس قيم، الحرية قيمة، فالذي ذكرتيه هو فعل سيء، قد يفعله شخص حبيس أو طليق، الطليق قد يفعله في السر أليس كذلك؟، القيم كالحق والعدل والمساواة والحرية ليس منها ما هو مؤذي وما هو ضار، الحق لا يوجد منه ما هو ضار ونافع، هو حق في ذاته، محايد ليس سلبي ولا ايجابي

إذن الحرية هي المرجحة.. وحتى إن جعلتك في خصام مع أسرتك؟

نعم، لأن السؤال بالأصل لما قد تحاول العائلة أخذ شيء مني وهو حقي بالأصل؟ يعني ولنفترض أنني مسلوبة الميراث، هل يجوز أن تأخذ عائلتي ميراثي ويقولون لي لو أخذته فنحن غاضبون عليك؟ لماذا يمنعونه أصلًا؟ الاعتداء من طرفهم وليس من طرفي!!

لا الاسرة تراها فيما اظن اختراقًا للقيم وعليه لا نصلح الدافع الذي جعلنا نتخذ ها الفعل المشين وانما نقوم بالحرمان من الحرية، بينما كان من الاولى أن نقوم بتقويم السلوك، فالحرمان من الخرية أرى أنها نوع من الاستسهال ليس إلا

أما بالنسبة للفتيات اللاتي يقمن بأشياء متدنية القيمة إن صح الوصف، فهن يقمن بهذا في أنفسهن، وليس احدًا آخر، فهذا ليس اعتداءا على المجتمع وإنما اعتداء على أنفسهن، لذلك لا يجب ان بكون العقاب من ناحية الردع خاص بالمجتمع، يمكن تقويمهن في نطاق الأهل والرفقة الشخصية

مبدأياً قصة الفيلم مشوقة للغاية، وأكثر ما اعجبنى فيها أنها خالية من الرقصات التى كنت أُمررها أثناء مشاهدتى للأعمال الهندية. كما أنها تناقش قضية تمسنى أنا على وجه الخصوص يا عفاف.

الحرية، والروابط الأسرية عنصران مستقلان برأيى. الروابط الاسرية امر طبيعى بين أفراد الأسرة الواحدة، وعدم وجودها يعنى وجود خلل بين أفراد العائلة. أما الحرية فهى حق كل فرد فى الاختيار، واتخاذ قراراته دون اجبار من أحد. الروابط الأسرية تحتم على افراد العائلة الإرشاد، والمساعدة فى رؤية الصواب لكنها لا تُعطى الحق فى اختيار الطريق، واتخاذ القرارات بالنيابة عن الفرد .

برأيك هل توجد حالات يمكن للعائلة ان تُجبر احد أبنائها على فعل شئ؟

أما فيما يمسنى فى تلك المساهمة أننى إبنة أحدى العائلات التى تستعمل الروابط الاسرية كوسيلة لإلغاء الحرية. وأنا لا اقصد هنا الحرية التى تؤذى المرء، او تودى به إلى الإنحراف، بل تلك التى تمنحه الحق فى اختيار طريقه، والتعثر، والتعلم من الأخطاء.

من فضل الله علىّ أننى اتمرد، وأرفض، وألح حتى اصل إلى ما أريد.

هل مستك تلك المساهمة ايضاً يا عفاف؟

أعتقد أن المجتمع العربي لن يستطيع ذلك، بسبب طبيعته الفطرية وتأصل تلك التقاليد في أعماق أسرنا العربية، ورغم ذلك فيوجد الكثير من الشباب والفتيات الآن يحاولون التخلص من تلك العادات بإعتبار أنها تقتل أحلامهم وطموحهم.

وهؤلاء الشباب بعضهم لديه كل الحق، وبعضهم ليس محقا في تفكيره أبدا.

إحدى الطالبات كانت تعشق الكتابة ولديها موهبة فطرية ممتازة، ولكن والدها كان يحارب هذا الأمر معتبرا أنه إضاعة للوقت ولا فائدة منه، لدرجة أنه كان يمزق كل دفاترها وأوراقها، ويمنعها من شراء الكتب والروايات.

كانت لا تجد متنفسا للكتابة إلا في الجامعة، وكانت تترك كل ما تكتبه مع صديقاتها!

مثل هذه الفتاة أعتقد أنها تعاني بالفعل، ومن حقها أن تفكر بتلك الطريقة.

ولكن هناك من يسعى لذلك من باب حب الظهور لا أكثر، ليس لديه فكر أو طموح أو حلم، إنه فقد يود أن يقلد ما هو غربي، ويود أن يتسكع في الطرقات ليلا مع أصدقاءه دون رقيب أو حسيب، فقط لأنه تجاوز السادسة عشرة من عمره!!!!

مثل هؤلاء لا أعتقد أبدا أن لديهم الحق في ذلك، ولا أن يخطر في بالهم حتى.

أما عن سبب عدم حدوث ذلك بشكل مجتمعي عام، فنشأتنا عاطفية بشكل كبير، كثيرا ما نحتاج لدعم الأهل والأصدقاء المقربين، نحب أن نتشارك في الأفراح والأحزان، ونحب أن نتشارك على مائدة الطعام، ونحب الحكايات والأحاديث الجماعية، ولا نقدر قيمة وجودهم إلا في حال إبتعدنا عنهم سواء بالفقد أو السفر.


أفلام وسينما

كل ما يخص عالم الأفلام والسينما وأخبارهما سواءً العربية أو الأجنبية.

65.8 ألف متابع