فوبيا "الرفض الاجتماعي" هي من أكثر أنواع الفوبيا شيوعًا، لأن ذلك ينافي ما يريده العقل من شعور بالتناغم والانتماء والقبول من الناس. فيكون هنا الخوف من أي تفاعل مع الناس أو أي مواقف اجتماعية مرعب. فدعونا نأخذ مثالًا وهو الكوميديا الارتجالية أو الاستاند أب كوميدي، شعور المؤدي وهو واقف على المسرح وأمامه حشد جماهيري يتفاعل معه ويضحك على نكاته، طبقًا للدراسات فتأثير ذلك عليه يشبه تأثير المخدرات، من تحفيز وشعور غامر بالسعادة وشعور من يجربه مرة واحدة لا يستطيع التوقف عن الرغبة في المزيد منه، ولكن ماذا عن الجانب الآخر؟ 

الفكرة هنا هي عامل الخطر، فإذا ضحك الناس، فالسعادة هنا تشبه تفاديه للموت من القفز بالحبال، لأن ذلك ما يشعر به الجسم حرفيًا قبل تأدية أي عرض، حتى لو أنه يدرك جيدًا أن ذلك لن يؤذيه جسديًا في أي شيء، لكن بالنسبة للعقل فالشخص في حالة تفعيل نظام " الكر أو الفر"، ففي حالة لم يضحك الناس، الشعور المؤلم الذي يشعر به أقوى من الخروج من علاقة عاطفية وأقوى حتى من الخوف من الثعابين السامة!

وكأن الشخص جاز الموت مجازيًا هنا، فربما تأدية العروض الكوميدية هي الأمتع بالطبع في حالة القبول الجماهيري، ولكنها الأكثر ألمًا في حالة الرفض وهذا ما يقوله المؤديين شخصيًا.

وحتى غير المؤديين، أتذكر أول مرة أقف فيها لأشرح بحثي بالجامعة، كان لدي فوبيا من عدم تقبل زملائي لي، وكيف سيكون رد فعلهم.​ في حين وجود زملاء رفضوا رفض تام الوقوف تخوفا من رد فعل الآخرين على أدائهم.

لذا برأيكم كيف نتخلص من الخوف من الرفض الاجتماعي، وكيف نعزز ثقتنا بأنفسنا بدلًا من الوقوع تحت سلطة الخوف من الرفض؟