لدينا أستاذة جامعية قديرة، لا أذكر مرّة أن خرجت من درسٍ لها إلا مستفيدةً مستمتعةً بعلمها وطرحِها له، كانت تتيح لنا أي شيء، فبإمكاننا أن نأكل، نشرب، نستأذن ونخرج ، وبين كلّ هذا لم تشترط سوى شرطًا واحدًا !
ألَّا يُغلق باب المدرّج أبدًا، ويظلّ المكان مُفتّحًا من كلّ جانب بما فيه من نوافذ وأبواب.
الأمرُ بدا لي طبيعيًا وظننتُ أنّ أستاذتي فقط أريد ألّا ننزعج إثر ضوضاء من الخارج، لكن ما اتضح بعد ذلك كان مفسرًا لي رغبتها لكن بطريقة أخرى.
دخل زميلٌ لنا وأغلق الباب خلفه متناسيًا أمر الباب، وإذ بملامحها تتغير تمامًا إلى شخص يبدو عليه الخوف والإختناق، الغير منطقيّ وطالبت سريعًا بفتح الباب معلّلة أنّها تعاني من فوبيا الأماكن المغلقة وفي اللحظة التي فتح فيها الباب تخفّفت تمامًا من خوفها ويكانّ ثِقلًا كبيرًا قد انزاح عنها.
في الحقيقة لم تشعر أستاذتي بخجلٍ أو عارٍ لكونها تعاني من هذا الشيء وأخبرتنا أنّ لكلٍّ منّا فوبيا خاصة به يعلمها وقد لا يحدّدها لانّه لم يمرّ بها بَعد.
وبفطنةٍ ولتحويل الموقف إلى ظاهرة أشبه بالعموم أخذت تتساءل ما إن كان لدينا فوبيا نعاني منها في بعض المواقف
أنا أعلم في نفسي أنّي أعاني من فوبيا الزواحف خصوصًا الأبراص، وقد هجرتُ مكانًا بأكمله لحظة رؤيتي لشيء يزحف على الأرض.
صديقتي الجالسة بجواري والتي ننعتها بمزاح أسماء مياو، نعلمُ أنها تعاني من رهاب القطط.
زميلٌ آخر ذكر أنه لديه فوبيا المرتفعات والمرة التي حاول فيها زيارة برج القاهرة كاد يسقط مغشيًا عليه.
والكثيرُ الكثيرُ من الحاضرين والذين اجتمعوا على وجودهم في حالة أشبه بـ الخوف المستمر الغير واقعي من شيء أو حيوان أو نشاط معين، وانّه إحساسٌ يفوق إحساس الخوف البسيط، وعلى الرغم من الوعي بعدم منطقية الخوف، إلا أنه لا يستطيع السيطرة عليه.
وكانت الأعراض التي تتضح إثر الإصابة بهذا الشعور من تجارب الأغلبية : تسارع دقات القلب، شعور بالاختناق الدوار ، ألم في الصدر على شكل إبر ودبابيس، الغثيان.
أما عن أغرب أنواع الفوبيا وإثارتها للدهشة :-
* رهاب الكلمات: Onomatophobia
إثر سماع كلمة أو اسم معين، وبمجرد سماع أو التفكير في هذه الأسماء، يبدأ القلق وقد يصبح شديدًا لدرجة الإصابة بنوبات ذعر.
* رهاب الخيط: Linonophobia
Linonophobia وقد يعاني الشخص الذي يعاني من الذهاب إلى متجر الملابس خشية أن يرى خيوطًا فضفاضة في بعض السلع. ومن المحتمل أن يكون هذا القلق المفرط أحد المسببات للمعاناة العقلية!
* رهاب الأزهار: Anthophobia
يقول سانام حفيظ ، أخصائي علم النفس العصبي أنّ "الأشخاص الذين يعانون من فوبيا الأزهار قد يخشون كل الأزهار أو أنواعًا معينة فقط منها".
وقد يتسبب هذا النوع من الرهاب في شعور صاحبه بالهلاك والعجز التام خلال تعرضه للأزهار.
* رهاب الاستحمام: Ablutophobia
و هو الخوف الشديد من الاستحمام أو التنظُّف، وقد تشتمل أسباب رهاب الاستحمام علي
تجربة سلبية تضمنت الاستحمام أو الاغتسال.
والآن شاركوني النقاش بالفوبيا الخاصة بكم؟ وهل عاهدتم أنواعًا أثارت دهشتكم ممّن حولكم؟ وكيف نعالج هذا الرهاب ليصل إلى المستوى الطبيعي في التفاعل معه ؟
التعليقات