لاشك أن موضوع الذاكرة وطريقة استقبالنا للمعلومات والتي تختلف كمراحل، تثير بداخلنا العديد من الأسئلة، فمثلا لماذا تعلمنا ركوب الدراجة مرة واحدة، وإن مر سنوات وعدنا سنفعلها بالتأكيد، في حين أننا قد نقرأ كتابًا ونهتم لكل تفاصيله ونأتي بعد ساعة قد لا نتذكر ما كان مكتوب، سأشارك معكم أنواع أو مراحل الذاكرة لنفهم كيف تستقبل الذاكرة وتتعامل مع المعلومات التي نتلقاها، وتدخل ضمن مرحلة محددة من الذاكرة

ناقش الباحثون والخبراء تصنيف الذكريات، ويتفق العديد من الخبراء على أن هناك أربع فئات رئيسية للذاكرة؛ إذ تميل جميع أنواع الذاكرة الأخرى إلى أن تندرج تحت هذه الفئات الأربع الرئيسية. 

  • الذاكرة الحسية 

يعتقد الكثير من الباحثين أن عمل باقي أنواع الذاكرة يبدأ دوما بتكوين ذكريات حسية، فهذا النوع من الذاكرة يسمح لنا بتذكر المعلومات الحسية بعد انتهاء التنبيه، وعادةً ما تحتفظ بالمعلومات لفترات وجيزة فقط، مثل تذكر الإحساس بلمسة الشخص أو الصوت الذي نسمعه أثناء المشي هو ذاكرة حسية.

عندما تستمر التجربة الحسية في التكرار، وتبدأ في ربط ذكريات أخرى بها، تتوقف التجربة الحسية عن العيش في ذاكرتنا الحسية وتنتقل إلى ذاكرتنا قصيرة المدى أو بشكل دائم إلى ذاكرتنا طويلة المدى.

  • الذاكرة قصيرة المدى أو الأساسية أو النشطة

تقدر الأبحاث أن الذكريات قصيرة المدى لا تدوم إلا حوالي 30 ثانية. فمثلًا عندما نقرأ سطرًا في كتاب أو مجموعة من الأرقام التي علينا تذكرها، فهذه هي ذاكرتنا.

لكن يمكننا الاحتفاظ بالمعلومات في ذاكرتنا قصيرة المدى عن طريق التمرين على المعلومات. مثلًا إذا كنا بحاجة لتذكر رقم هاتف أو مجموعة من الأرقام، علينا تكرارها حتى تدخل للذاكرة، ومع ذلك قد ننساها إن طلبت منا بعد فترة من إدخالها أو توقفنا عن استخدامها وهو في حد ذاته تكرار.

  • الذاكرة العاملة

هذا النوع من الذاكرة يتضمن كمية فورية، وصغيرة من المعلومات التي نستخدمها بنشاط أثناء أداء المهام المعرفية. بينما يرى بعض الخبراء أن الذاكرة العاملة هي النوع الرابع المتميز من الذاكرة، لكن يمكن أن تندرج الذاكرة العاملة ضمن تصنيف الذاكرة قصيرة المدى، وفي كثير من الحالات، يتم استخدامها بالتبادل. 

  • الذاكرة طويلة المدى

هذه هي الذاكرة التي نعتمد عليها كليًا، فأي حدث لا يزال بإمكاننا تذكره بعد 30 ثانية يمكن تصنيفه ضمن أنه ذاكرة طويلة المدى. لا يوجد حد لمقدار الذاكرة طويلة المدى التي يمكن أن نحملها وإلى متى. يمكننا تقسيم الذاكرة طويلة المدى إلى فئتين رئيسيتين: الذاكرة الصريحة والضمنية طويلة المدى.

ذاكرة صريحة طويلة المدى 

هي ذكريات أخذناها بوعي وعمد وتأخذ وقتًا لتشكيلها واسترجاعها. مثل تذكر مواعيد أعياد الميلاد، وغالبًا ما تتضمن المعالم الرئيسية في حياتنا، مثل: أحداث الطفولة أو تواريخ التخرج أو العمل الأكاديمي الذي تعلمناه في المدرسة.

بشكل عام، يمكن أن تكون الذكريات الصريحة عرضية أو دلالية. العرضية مثل، المرة الأولى التي نركب فيها دراجة أو يومنا الأول في المدرسة. أما الذكريات الدلالية هي حقائق عامة وأجزاء من المعلومات التي استوعبناها على مر السنين. 

الذاكرة الضمنية طويلة المدى 

تتشكل الذكريات الضمنية دون وعي على عكس الصريحة، وقد تؤثر على طريقة تفكيرنا وتصرفاتنا غالبًا ما تلعب الذاكرة الضمنية دورًا عندما نتعلم المهارات الحركية مثل المشي أو ركوب الدراجة. فمثلا إذا تعلمنا كيفية ركوب الدراجة في صغرنا، ولم نعود لها إلا بالكبر، فإن الذاكرة الضمنية تساعدنا على تذكر كيفية ركوبها.

والآن برأيكم لماذا لدينا أنواع مختلفة من الذاكرة، وكيف يمكننا تحسين ذاكرتنا؟