هنا سأتحدث عن هرمون التستوستيرون ليس بصفته هرمون الرجال أو أدواره الأساسية في الجسم؛ فقد لفت نظري أنّ بعض الخبراء يتحدثون عما إذا كان لارتفاع مستويات هذا الهرمون علاقة بسلوكيات العنف والعدائية لدى الشخص. في هذا الصدد جاءت بعض الدراسات والأبحاث لتجيب عن هذا السؤال بنعم، هناك ثمة علاقة.

من خلال دراسة أجريت على عدد من السجناء اتضح أن من ارتكبوا الجرائم الأكثر عنفًا وعدوانية كانت لديهم مستويات أعلى من الآخرين... 

لكن التستوستيرون ليس سيئَا إلى هذا الحد، فعلى الجانب الآخر، توجد دراسات أخرى تشير إلى أنّ مستويات عالية منه قد تجعل الرجال أكثر كرمًا وقد تعزز من سلوكيات اجتماعية إيجابية أخرى لديهم. 

دراسات أخرى ربطت بين ارتفاع نسبة الهرمون وانخفاض مهارات التواصل البصري لدى الأطفال؛ ذلك أن الإناث أبدين قدرة أكبر على التواصل البصري من الذكور من نفس الفئة العمرية.. جدير بالذكر أن الإناث أيضًا يمتلكن نسبة من هذا الهرمون أقل بكثير مما لدى الذكور.

يربط بعض الباحثين كذلك بين التستوستيرون وزيادة احتمال الإصابة باضطراب مثل التوحد كونه أكثر شيوعًا بين الذكور من الإناث. وما زالت الأبحاث قائمة لإيجاد الروابط بين هذا الهرمون والصفات والأمراض التي قد تكون له علاقة بها. 

في الفترة الأخيرة انتشر بين الشباب مصطلح "هرمونات" الذي يطلقونه على أي شخص يخضع لمشاعره ويتقلب مزاجه كثيرًا وينفعل على أتفه الأسباب.. السؤال هنا: هل يمكن حقًا أن نكون لعبةً في يد هرموناتنا وأن تكون هي المتحكم الأساسي في كل اندفاعتنا ومشاعرنا؟