اطلعت مؤخرًا على نتائج دراسة مثيرة أجريت في النرويج توضح أنه لا يوجد صلة بين الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي ومعدل ازدياد الاكتئاب والقلق خاصةً لدى المراهقين .. وقد تم ذلك عن طريق مراقبة عدد كبير من الشباب تتراوح أعمارهم بين 10 لــ 16 عامًا، وقيموهم كل عامين. وخلال جميع المقابلات التي قام بها الباحثون مع المشاركين حول سلوكياتهم على الإنترنت (مثل نشر الصور، وعمل "إعجاب" أو التعليق على منشورات الآخرين)، وإجراء تقييمات سريرية للاكتئاب والقلق باستخدام مقاييس نفسية معيارية. لم يجد الباحثون أي دليل على أن زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أتبعها زيادة في القلق أو الاكتئاب، ولكن تتعارض هذه النتائج مباشرة مع أفكار الكثيرين أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يؤدي إلى تراجع الصحة النفسية. وعلى الرغم أن هذه الوسائل لم تؤثر على المراهقين بشكل سلبي، إلا أنها أيضًا لم تجعلهم يشعرون بالأفضل لذا قد لا يكون لها تأثير إيجابي أيضًا.

من المتعارف عليه أن وسائل التواصل الإجتماعي " كافة التطبيقات " لها تأثيرات مختلفة اعتمادًا على دوافع المستخدم الأولية. فعلى سبيل المثال عندما يكون لدى الفرد دوافع لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لأنه يجدها مثيرة للاهتمام أو مجزية، فإنها ستجعله أكثر سعادة بكل تأكيد، بينما عندما يشعر بالإكراه أو الإلتزام باستخدامها، فإنها قد تجعله يشعر بشكل أسوأ، ناهيك أيضًا عن العلاقة بين المنشورات ومشاعرنا والتأثير اللحظي الذي يمكن أن يطرأ بشكل مفاجئ فحينما ترى شئ ينم عن السعادة فقد تشعر بها وكذلك الحال مع الحزن والإكتئاب. لذلك يجب علينا النظر من زوايا مختلفة ونعمل سويًا لتشكيل رؤية أوسع للوصول للتأثير الفعلي لوسائل التواصل الإجتماعي.

وفي هذا الصدد هل تعكس هذه الدراسة واقعية الاستخدام اليومي لوسائل التواصل الإجتماعي أم هنالك أي عوامل آخرى قد تؤثر على هذه النتائج ؟ وما هو رأيك الشخصي في هذا الأمر ؟