منذ عدة أعوام ظهرت فكرة الجمعة البيضاء ووافقت يوم 25 نوفمبر من كل عام، وهي يوم أو أكثر يتميز بالخصومات الهائلة التي تقدمها العديد من المحال التجارية والمؤسسات المختلفة. صحيح أن هذه الخصومات قد تكون حقيقية أو وهمية، ولكن فكرة الخصم بحد ذاتها تدفعنا للشراء في الكثير من الأوقات. ولا شك أن الشراء والتسوق لهما تأثير نفسي جيد على صحة الإنسان للتخفيف من بعض ضغوطات الحياة، ولكن هل للجمعة البيضاء هذا التأثير الإيجابي؟

يختلف تجاوبنا مع الجمعة البيضاء حسب الموقف والحالة المادية التي نتعرض لها، فبالنسبة لي تعرضت العام الماضي لازدحام شديد للغاية في إحدى المولات الشهيرة، وكدت أن أفقد الوعي نتيجة هذا الازدحام، ولذا لم أكررها هذا العام وفضلت الابتعاد عن الخصومات حفاظًا على صحتي. كما أني لاحظت يومها بأن الناس تحولوا إلى شخصيات هجومية وغاضبة بدون أي مبرر سوى أن كل فرد منهم يرغب بالشراء أولًا!

ولذا فإن تأثير الجمعة البيضاء على بعضنا قد يصل إلى حد الغضب الشديد أو القلق أو تدني الأخلاق والاحترام في التعامل لدرجة تشعر البعض بالحزن. بالإضافة إلى ذلك فإن الموظفين في تلك الأماكن يعانون ضغط العمل الشديد تلك الأيام وزيادة عدد ساعات العمل، وهو ما يؤثر عليهم بالسلب أيضًا ويمكنه التسبب في قلة الإنتاجية أو كره العمل.

وتصوروا معي لو كان أحدهم مصابًا بالوسواس القهري أو إحدى أعراض القلق المزمن، حينها سيتملكه القلق من فكرة الشراء، وربما يسرف في الشراء لحد كبير كي لا تفوته لحظة الخصومات.

ولا ننكر أن للجمعة البيضاء تأثيرها الإيجابي اللحظي في أثناء وقت الشراء وزيادة هرمون الدوبامين الذي يشعرنا بالسعادة.

ولمحاولة التخلص من سلبيات الجمعة البيضاء على صحتنا النفسية يمكننا التخطيط الجيد قبل الذهاب إلى المتاجر التي تعرض الخصومات وتحديد المنتجات التي ننوي شرائها بالضبط، بالإضافة إلى تحديد الميزانية التي ننوي الشراء بها وأخذ قيمته فقط دون زيادة.

ماذا عنكم.. هل تؤثر عليكم الجمعة البيضاء بالسلب أم الإيجاب، وكيف تتعاملون مع هذا اليوم للخروج بأقصى فائدة؟