أعتقد أننا نلاحظ حالتنا المزاجية بعد تناول أطعمة محددة، فمثلًا في حالات التوتر والانزعاج، نرغب في أطعمة غنية بالسكريات والدهون (أحيانًا الأطعمة المُصنعة أو الطعام السريع) لأنها ببساطة تحقق الهدف المطلوب، الأول هو إفراز الدوبامين، وعليه يكون الثاني، وهو تحقيق تغيير في المزاج، ولكن كما نعلم، فمنحنى الدوبامين غالبًا ما يهبط سريعًا ما أن تحدث "المكافأة"، وهي الطعام السريع أو المليء بالدهون هنا، ونجد أنفسنا في خلال ساعة عدنا للمزاج السيئ.

نقطة مهمة أخرى، أنواع الطعام التي نتناولها تؤثر في إنتاج كلًا من الدوبامين والسيروتونين (الأول مسؤول عن الشغف والتحفيز والثاني الراحة والسعادة)، والأهم إنها تغيّر وتعدل في المحتوى الميكروبي لمعدتنا، وهنا تأتي أهم نقطة، وهي أن عاداتنا الغذائية حرفيًا لها دور محوري في مزاجنا وقرارتنا اليومية.

الأطعمة المُصنعة مُعدة من الأساس لتكون إدمانية، هي ليست قيمة غذائية في ذاتها، بل هي تحفز مستقبلات محددة في المخ واللسان حتى نستمر في تناولها دون أي إحساس بالشبع، وعليه نجد معدلات السِمنة المرتفعة جدًا، والأمراض المزمنة المنتشرة، وكل ذلك لأن الجسم لا يحصل أصلًا على طعام حقيقي، مثل: بروتين صحي، وألياف صحية، وأوميجا 3 (أسماك-مكسرات)، بروبايوتك (زبادي- مخللات- الجبن- وبعض أنواع الأكلات والمشروبات التي بها نسبة تخمير صحية)، وأخيرًا مضادات الأكسدة الموجودة مثلًا في البص والثوم والعنب والتوت والفراولة والسبانخ وغيرها..

ما نأكله في الصباح مهم جدًا لإفراز الدوبامين مثلًا، من بروتينات ودهون صحية، عكس فترة المساءK التي نرغب فيها في الراحة والهدوء عن طريق إفراز السيروتونين، فنأكل وجبات خفيفة من الجبن والألبان والبيض، حتى تهضم المعدة تلك المكونات دون شعور بعبء من تناول وجبات تحتاج إلى مجهود هضمي مرهق، نشعر بعده بالتخمة.

وأنتم، ما نظامكم اليومي وعاداتكم في تناول الطعام التي تجعلكم في أفضل مزاج؟