الشخصية المكيافيلية - من هو المكيافيلي وكيف نكشفه

اضطراب الشخصية الميكافيلية هو واحد من عدة أنواع من اضطرابات الشخصية مثل النرجسية، وهو شخص يركز تركيز شديد على اهتماماته الخاصة بحيث يتلاعب بالآخرين ويخدغهم ويستغلهم لتحقيق أهدافهم، ولقد طور كريستي وفلورنس ما يسمى بمقياس الميكافيلية وهو مقياس يستخدم كأداة رئيسية للتقييم كاختبار "Mach-IV".وهو عبارة عن سلسلة من الأسئلة ويتم تقييمهم من 100 درجة.

وهؤلاء الأشخاص الميكافيلين هناك ارتفاع معدل انتشار الاكتئاب بينهم يكون مرتفع.

والثالوث المظلم غالبا ما قد أن نجد أن الشخص الذي يصاب بواحد من الثلاثة النرجسية أو الميكافيلية أو الاعتلال النفسي، قد يجمع بين أكثر من اضطراب منهم، وللتفرقة بينهم ببساطة لأن هناك أشخاص كثيرين لا يعرفون التمييز بينهم،

فالنرحسية هي الاعتقاد أنه يستحق الإعجاب وأن يتم التعامل معه بطريقة مميزة ومختلفة عن الجميع (التقديس)

الميكافيلية تدور حول التلاعب لتحقيق مكاسب شخصية

الاعتلال النفسي او الاجتماعي ويدور حول كون الشخص يتسم بكونه باردا وغير حساس لاحتياجات الآخرين.

حياتنا لا تخلو من مثل هؤلاء الشخصيات، ولكن الفيصل هنا؛ كيفية تعاملنا معهم. من المفترض أن ندرك وأن نكون على وعي و معرفة بعلامات وسمات الشخصية المكيافيلية. بعد ذلك نحاول قد المستطاع تجنبهم إن لم نستطع، فيمكننا أن نضع حدود بيننا وبينهم في بعض الأمور.

أيضًا لابد أن نكون حذرين في تعاملنا معهم، لهذا من الأفضل عدم مشاركتهم بأسرارنا،.

التعاطف مع أنفسنا وذاتنا هي سلاح يجب التمسك بها في حال واجهنا مثل هؤلاء الأشخاص ، فمثل هؤلاء اينتهزون الفرصة في الانتقاص من شخصياتنا. لهذا لابد أن نثق في أنفسنا.

كمت من الأجدر علينا أن نرمن أن مثل هؤلاء الأشخاص لا يمكن تغييرهم. عدم مواجهتهم ومجابهتهم وإلا سنخسر أنفسنا وسنتعب نفسيًا.

ميكافيلي وكتاب الأمير

كنت دائمًا أسمع اسمه منذ عمر ال12 تقريبًا وكان مرتبط بجملة (الغاية تبرر الوسيلة) لكن لم أقرأ كتابه إلا بعد ال24. وهو الكتاب الأصعب بالنسبة لي على صغر حجمه؛ لكن الأفكار الشيطانية التي تناولها كافية؛ لتجعل الشخص يظن أن الشيطان خطه بيده. وما ميكافيلي إلا نموذج أول للكثير ممن هم على شاكلته على مر العصور.

هل واجهتك شخصية مكيافيلية في حياتك؟ كيف تعاملت معها

هي شخصيات وليست شخصية واحدة، لكن أكثرهم تشربًا لشر هذا الفكر؛ كان شابًا لا يمكن أن أنساه بحالٍ من الأحوال؛ كنت أتعامل معه بحذرٍ شديد؛ وكنت أحاول أن أكون سببًا في تغييره؛ لكن مع الأسف لم أفلح في ذلك. وقد علمت أنه هكذا حتى مع أقرب الناس إليه. كان يستمتع بالمكائد، ويبتسم لحزن الآخرين، كان تركيبةً عجيبة؛ لم أر مثله في حياته. والله لولا أنني أعرف أنه إنسان لظننته شيطان يجول بيننا. لكن لم أجد حلًا إلا أنني سألت الله أن يحفظني من مكائده وشروره، وقررت أن أتجنبه وأعتزله تمامًا.

ميكيافيللي وما أدراك ما ميكيافيللي، أنهيت الشهر الماضي قراءة كتاب الأمير، وأثناء قراءتي لصفات الشخصية الميكافيلية التي طرحتها، استطعت اسقاطها جميعها على محتوى الكتاب، نعم تستطيع أن تلمس وجود هذه الصفات بوضوح في رسائل ميكيافيللي في الأمير .

وهذا ما يفسر أهمية هذه تقمص هذه الشخصية في عالم السياسة المبني تماماً على تغليب المصلحة الشخصية بشتى الوسائل ودون روادع أو مرجعيات أخلاقية، فعلى الرغم من الطريقة التي ترجم بها أو سيق بها الكتاب -النسخة التي قرأتها- والتي حاولت إظهار ميكيافيللي كرجل فاضل مرتبط ببلاده، إلا أن مثل هذه الأساليب المعلبة لا يمكن أن تخدعني، فالسياسيون ليس مثلهم أحد في القاء الخطابات المنمقة والمؤثرة، ولكننا نستطيع أن نلمس الخداع والزيف في أفعالهم بوضوح .

في حياتي الواقعية لم أقابل شخصية تتصف بهذه الصفات ولكن عيني تتعب من رؤيتهم على شاشات التلفاز وعلى مواقع التواصل الإجتماعي، مشاهير وسياسيين ورجال أعمال كل واحد منهم صنع ميكيافيللي جديد من نفسه .

ولكن هناك عنصر ناقص.. كيف نتعامل مع هؤلاء الأشخاص وهل يعد ما يمرون به مرضاً يمكن أن يعالجوا منه ؟

في السياق نفسه يا محمد، أود أن نطأ منطقةً أخرى من النقاش في هذا الأمر، وهي كيفية تحويل المنهج الميكافيللي نفسه بشكل معكوس، فأنا أرى أننا على الرغم من حكمنا الأخلاقي المسبق على المنهج الميكافيللي، يجب علينا أن نضع في الاعتبار أن العديد منّا يحتاج إلى بعضٍ من وجهات النظر الخاصة بهذا المنهج، وعلى الرغم من أن الأمر قد يكون صادمًا على الصعيد الأخلاقي، فأنا أجد في هذا المنهج ما يمكن تعديله في بعض الأحيان -تبعًا للنوايا بالطبع- وأننا في حاجة إلى بعضٍ من القدرة على المفاوضة والمكر الذي تحلّى به شخصية الأمير النموذجية، فإذا تم تهذيب هذه الشخصية وهذا المنهج بشكل أخلاقي، يمكننا أن نخلص إلى منطق ميكافيللي مغاير، يناسب أي سياق أخلاقي آخر، فهل تتفقون معي أن ذلك ممكن؟ أم أن المبدأ برمّته يعتبر مرفوضًا؟

لا اعتقد انه يمكن ان نطلق على شخص ما ان شخصيته ميكافيلية واخر انه غير ميكافيلي .. فمن الواضح ان السلوك البشري المبني على القناعات الشخصية يتأثر بما توافق الاحتياجات مع الامكانيات ومع القدرة على الفوز بالجائزة المرجوة في سباق الحياة في مختلف القطاعات.

لدي مدير لا يثق في نفسه ودائما يبحث عن الفوز او الظفر بنصيب الاسد بل انه في الاجتماعات تجده وكأنه في معركة ويقاطع الكل ويصر على رأيه وبل يقاتل من أجله. في المقابل لا يمكنني وصفه بالميكافيلية فهو صاحب قلب طيب وعاطفة جياشة ويساعد الغير ولكن اسلوبه في العمل مختلف تماما عن شخصيته الحقيقية. فما الرابط هنا بين المكيافيلية والسلوك البشري؟

بالفعل واجهت هذا الشخص في حياتي، وأعتقد أن معظم المصابين به ذكور، إذ أننا في مجتمعاتنا وفي السياقات التربوية نعزز الذكور لدرجة تحولهم إلى معنتين يتمتعون بقدرة على ارتكاب الأخطاء دون خوف من لوم أحد ومع الوقت يعجزون عن تعريف شعور الذنب، لأنهم كان يبرر لهم في صغرهم الكثير من الأمور، فمن أين سيأتوا بالشعور بالذنب!

كما أنني أوافقك أن هؤلاء الأشخاص بالغالب ناجحين ويصعب إغفال حضورهم في أي مكان، كما أنهم يتعمدون إطفاء كل من حولهم ليبرز حضورهم أو دورهم، وعن طريقة تعاملي في البداية لم أجد التصرف معهم وقد كنت أشعر للمرة الأولى أنني ضعيفة الشخصية (أي أنهم نجحوا في إسباغ هذا الشعور علي) وكنت أحاول إحسان الظن بهم وبنواياهم، ولكن حين اتضحت الأمور لي، وجهت لهم أكثر من مرة معاملة قاسية ومجحفة، وكلامًا جارحَا حقيقيًا أمام الناس. َلما سنحت لي الفرصة، وقطعت علاقتي بهم نهائيًا، وبعد التجربة إهمال هؤلاء الأشخاص واحتقارهم إن لزم الأمر هو الحل لهز التعنت الذي يسيرون به، فهو يضرب صلب ما يعملون لأجله وهو جذب الاهتمام والشعور بالعلو على الآخرين.