إلى التي ملأت جوفي منها.

لماذا نشعر أحيانًا بشعور غريب في المعدة، كما لو أنَّ فيها حفلًا صاخبًا، أو نغزات من فراشات تطير في تجاويفها، عندما نكون قريبين ممَّن نُحب؟

تُشير الأبحاث إلى أنَّ الجهاز الهضمي وحده فيه من الوصلات العصبية ما يفوق دماغ القطّة، وهذه الوصلات الكثيرة تجعلنا نتسامح مع إطلاق مصطلح "العقل الثاني" على المعدة والجهاز الهضمي.

هذا العقل الثاني لا يقوم بوظائف معقّدة كصاحبه الأول، معظم وظائفه تتجّه نحو اتمام عملية الهضم بسلاسة. هناك تواصل بين العقل الأول والعقل الثاني من خلال هذه الوصلات.

لهذا مثلًا تجد في حالات القولون العصبي، أنَّ التوتّر في عقل المريض، لكنّه يظهر على بدنه وجهازه الهضمي بسبب هذا التواصل. نحن عرفنا عن هذا التواصل لأنَّ مريض القولون العصبي لا يُعاني من الأعراض في الليل عندما ينام، بعبارة أخرى: عندما ينام العقل الأول.

عندما تكون بقرب من تحب، هذا يفعِّل استجابات من الضغط والتوتّر تُشابه الذي يحدث معنا عندما نتعرَّض لموقف خطير، ونتيجة هذه الاستجابات يحوِّل الدماغ الدم من الأعضاء الأقل أهميّة، إلى الأعضاء الأكثر أهميّة.

عندما تكون في موقف خطير، تحتاج لعضلاتك، تحتاج لدماغك، تحتاج لأن تُقاتل أو تهرب. هل تحتاج المعدة مثلًا؟ الدماغ ينقل بعض الدم الواصل إليها ويغيّر طريقه إلى أماكن أهم.

شعور الشخص بفراشات أو نغزات في معدته يأتي لهذا السبب، بسبب تقليل الدم الواصل إلى المعدة استجابة للظروف المُقلقة التي يمرُّ بها الجسم، هي بمثابة وسيلة تحتجُّ فيها تلك الوصلات العصبية في المعدة عن هذا القرار الظالم من الدماغ بإزاحة الدم عنها!

-يعني أنّها ليست فراشات حقيقية؟

-نعم، استجابات عصبية لظروف مُقلقة.

-إذن أجزاء الأجنحة التي أسعلها ليست بسبب تلك الفراشات؟

-لا!!! فلترى طبيبًا حالًا.