انتهى الشتاء جغرافيًا ومعه انتهى الاكتئاب الموسمي الذي يشعر به بعض الأشخاص، ولكن بحلول فصل الربيع أجد أشخاصًا لا يزالوا في مرحلة خمول تشبه الخمول الشتوي، وكأن رغبتهم في العمل والنشاط قد انعدمت وحل محلها الإرهاق وانعدام الطاقة مع الرغبة المستمرة في النوم طوال اليوم.

وهذا ما يُدعى بخمول الربيع أو كسل الربيع. نعلم أن اختلاف الفصول يؤدي إلى اختلال توازن الجسم بالنسبة للبعض. ولكن ألا يفترض أن نشعر بالبهجة والنشاط عند حلول الربيع؟!

ما أعلمه حول الإصابات المتكررة في فصل الربيع كان مجرد الحساسية اتجاه الجو والغبار، إلا أن الأمر لا يقتصر على الأمراض التنفسية المعروفة لهذا الفصل.

خمول الربيع "Spring Fatigue" هو حالة نفسية وجسدية تحدث نتيجة عدم قدرة الإنسان على التكيف مع تغييرات الطقس المعروفة طوال العام، فتحدث بعض التغيرات الهرمونية المؤدية إلى هذا الخمول. ففي فصل الشتاء ينخفض معدل هرمون السعادة وهرمون التحفيز "السيروتونين والدوبامين" نتيجة قلة النشاط البدني وقصر ساعات النهار، ويرتفع هرمون التوتر "الكورتيزول" نتيجة الشعور بالبرد. مما يؤدي بالتبعية إلى فقدان الطاقة والذي يستمر نوعًا ما في بداية فصل الربيع.

صحيح أن خمول الربيع ليس مرضًا ولكنه معروف لدى عدد كبير من الأطباء. يرجع السبب في ذلك إلى التغيرات الهرمونية المذكورة وكذلك بطء التأقلم مع أنماط الفصل الجديد، إذ نمر بحالة تشبه البيات الشتوي في فصل الشتاء ويأتي الربيع فيطلب منا النشاط والحركة وهو ما يستغرق وقتًا للتأقلم عليه وضبط مواعيد النوم والعمل وفقًا له.

السؤال الآن إلى متى يستمر هذا الخمول؟ 

أعرف شخصًا يقضي حوالي شهر للتأقلم على فصل الربيع، ولكن علميًا يستمر الأمر حوالي أسبوعين على الأكثر.

أعراضه:

  • النعاس والإرهاق المستمر.
  • فقدان الشهية وضعف المناعة. 
  • قلة النشاط وضعف الحركة.
  • الصداع
  • وبالتأكيد تقلب المزاج والقلق والتوتر المشهور في تلك الفترة.

وهناك بعض الاستراتيجيات المتبعة للتغلب على خمول الربيع مثل: 

  • تجنب الضغط النفسي والتوتر.
  • شرب الكثير من المياه يوميًا.
  • تثبيت نمط محدد للنوم.

وسؤالي هو: هل عانيتم خمول الربيع سابقًا، وكيف تغلبتم عليه؟