لعلَّكم تتذكرون الرجل الذي زُرع له قلب خنزير قبل شهرين، وكان أوَّل شخص في تاريخ البشرية يخضع لهذه العملية ويعيش بعدها بنجاح، لمن لا يعرف القصّة، اقرأ ما كتَبت نورا @NoraAbdelaziem عن الموضوع.

قرأت خبرًا مفاده أنَّ الرجل قد مات عن عمر 57 سنة في المستشفى بعد شهرين، وحصل في أيامه الأخيرة على علاجات مُسكِّنة مُخفّفة بعد أن تأكدوا أن لا سبيل من نجاته.

لم يُعطِ اطبّاء المستشفى سبب الموت، لكنَّ الرفض المناعي أو الالتهابات الناتجة من تثبيط جهاز المناعة بعد الزرع (ليتقبَّل الجسم الجزء المزروع ولا يحاربه) قد تكون أهمّ الأسباب كحال بقيّة عمليات الزروع.

هذه أطول فترة يعيش فيها انسان على قلب حيوان آخر، كان هناك طفل في الثمانينيات عاش لواحد وعشرين يومًا على قلب نوع من القرود.

الرجل وعائلته كانوا مُتفهمين لصعوبة العملية، وقال ولده أنَّ ما قام به الأطبّاء معجزة، وأنَّ والده علِم بأنَّه لا ضمانات مع هذا النوع من العمليات.

ويُجدر الاشارة أنَّ المريض لم يخضع لعملية زراعة قلب من انسان، والتي تكون أكثر نجاحًا عادة، لأنّه كان يمرّ بحالة من عجز القلب، وعدم انتظام في ضرباته، إضافة إلى تاريخ طويل من عدم الالتزام بالأدوية، ممّا جعلهم يستثنونه من صلاحية الخضوع لهذه الزراعة.

عمومًا، هذه التجربة من شأنها أن تشجِّع العلماء على العمل أكثر في مجال زراعة أعضاء الحيوانات، وربما تجربة الأعضاء التي لا يؤدِّي فشلها إلى موت مفاجئ، مثل الكُلى.

والعمل جاري على هذه النقطة، بعض التجارب على كُلى خنازير معدَّلة جينيًا لتُناسب الانسان تتم حاليًا، وتنتظر موافقة منظمة الصحّة والغذاء لاجراء بعض التجارب السريرية.

دعونا ننقل الآراء لمنحنى آخر، فقد قرأنا الآراء العلمية في تعليقات منشور نورا، هل تظنون -فطرةً ودينًا- أنَّ الأمر مُمكن؟ أنَّ الخالق إذ فطر هذه المخلوقات، وبثَّ فيها هذا التنوع، أمكنَ نقل أعضائها لغيرها؟ أم أنّنا لا نعلم من العلم إلّا قليلًا، وإنّ التقدّم العلمي سيتمكَّن من احكام هذه العمليات بعد إذنه تعالى؟