بكل بلد ودولة هناك قوائم انتظار لزراعة الأعضاء لا تحصى ولا تعد، وهناك بالتالي معدل وفيات عالٍ نتيجة النقص الحاد بالأعضاء البشرية الجاهزة للزراعة.

وفي محاولات طبية كثيرة لإيجاد حل يتغلب على كل ذلك، ظهرت زرع أعضاء الحيوانات  في الإنسان xenotransplantation، وكانت أول مرة بالعام الماضي حيث تم زراعة كلى خنزير بجسم إنسان دون أي بوادر رفض من قبل جسم المتلقي.

والآن هناك زراعة قلب لأحد المرضى والذي كان يعاني من مشاكل قلبية متعددة، وعمره 57 عاما. حيث  زُرع قلوب الخنازير بنجاح في قرود البابون من قبل الدكتور محمد محي الدين، أستاذ الجراحة في كلية الطب بجامعة ميريلاند الذي أسس برنامج زرع القلب مع الدكتور غريفيث وهو مديره العلمي،  حيث إن استخدام أعضاء الخنازير يوفر القدرة على إجراء عمليات التلاعب الجيني، والوقت لإجراء فحص أفضل للأمراض المعدية.

قد نستغرب جميعا ونتساءل لماذا لم يتم رفض العضو المزروع من الحيوان رغم أن هذا الرفض قد يحدث في حالة الأعضاء البشرية؟

الإجابة باختصار هي الهندسة الجينية، وهذا ما توصل له العالم باكستاني الأصل محمد محي الدين حيث  عدل 10 جينات داخل قلب الخنزير ليتقبله جسم الإنسان، منهم 4 جينات ثلاثة منهم مسئول عن الأجسام المضادة التي تسبب الرفض، وقد تم إقصائهم عبر الهندسة الجينية، ولقد تم إقصاء الجين الرابع وهو المتحكم بنمو الخنزير وأعضائه بالإضافة إلى ذلك، تم إدخال ستة جينات بشرية في جينوم الخنزير المتبرع (تعديلات مصممة لجعل أعضاء الخنازير أكثر تحملاً لجهاز المناعة البشري)

استخدم الفريق عقارًا تجريبيًا جديدًا طوره الدكتور محي الدين جزئيًا وصنعه شركة Kiniksa Pharmaceuticals لتثبيط جهاز المناعة ومنع الرفض. كما استخدمت أيضًا جهازًا جديدًا للتروية للحفاظ على قلب الخنزير حتى الجراحة. عملت إدارة الغذاء والدواء بشكل مكثف في نهاية العام، وأخيراً منحت جراحي الزراعة تصريحًا طارئًا لإجراء العملية ليلة رأس السنة الجديدة.

وعلى أساس نجاح العملية الأخيرة دون مضاعفات حتى الآن، أسس محي الدين برنامجا خاصا في الجامعة لإجراء عمليات قلب بذات الطريقة بالتعاون مع الدكتور غريفيث، الذي أجرى عملية الزرع الأخيرة.

إلى أي مدى ستنجح هذه التقنية، وإلى أين ستأخذنا الهندسة الجينية لا أدري، لكن هذه التقنية ستنقذ ملايين المرضى في قوائم الانتظار بمختلف دول العالم.