الثانتوفوبيا: إلى أي درجة يمكننا أن نتصالح مع الموت؟

في النهاية لتخبرني ماذا يعني الموت بالنسبة لك، وهل تخشاه أم لا؟

المؤمن بالله سبحانه وتعالى والمؤمن بالقضاء والقدر، حق الإيمان بالعكس سيحب لقاء الله سبحانه وتعالى وسيتمنى الموت للقائه، وهذه مرحلة ومستوى عالي من الإيمان، إذ تصل لدرجة الأنبياء والرسل والصالحين.

أما نحن المذنبون العاصون، الذين يتخبطون في شهوات الدنيا، بين مال وعمل ولهو ولعب، بين دين ودنيا، فالموت لا شك أنه سيخيفنا وسيثير في أنفسنا الرهبة والهلع، لأننا لم نستعد بعد للموت.

والأمر المطلوب هو أن نستعد للموت، لا أن نخاف منه، الإستعداد له سيكون بفعل الخيرات وترك المنكرات وبعبادة الله كما أمر، معرفة سر وجودنا في هذه الحياة وغايتنا وهدفنا من الوجود وهو عبادة الله تعالى، ستجعلنا نغتنم كل دقيقة وكل يوم من حياتنا كي نرضي الله خالقنا لا أن نجري وراء المخلوق، أن نتوجه نحو الغني عن خلقه لا إلى الأغنياء من خلقه، فالموت حق ونحن جميعا حتما ميتون، وإنا لله وإنا إليه راجعون وكل نفس ذائقة الموت.

بمنتهى الصراحة، يأتي عليّ وقتٌ في أحيان قليلة لا أستطيع إزالة ثقل هذا الأمر من رأسي. لكن في المقابل، وعلى الرغم من المأساة شديدة القسوة التي يعانيها البشر في سياق هذا الحدث الذي لا مفرّ منه، نتعرّض جميعًا إلى مرحلة من مراحلة سوء إدارة المفاهيم، خصوصًا تلك المفاهيم التي لا نعرف عنها أي شيءٍ على الإطلاق، والتي على رأسها الموت بالطبع. وعليه، أرى أن محاولات الإنسان لفهمه هي التي تضعه في هذا الوضع. أمّا فكرة التعايش مع هذا القصور، والعمل على التساؤل من حوله بعدّة طرق أخرى غير الطرق التقليديّة، كلّها أمور قد تبرّد هذه الأفكار بعض الشيء.

في النهاية لتخبرني ماذا يعني الموت بالنسبة لك، وهل تخشاه أم لا؟

بالنسبة لي متقبلة تمامًا لفكرة الموت ولا تفزعني أبدًا، كل شيء في الحياة له عمر محدد وسينتهي وهذه الفكرة تجعلني أتقبل كل شيء سواء خسارة شخص أو فقدان شيء مادي او معنوي بالنسبة لي، وما أحرص على فعله يوميًا يكون لأجل أن أكون جاهزة للموت مثلًا في أي لحظة يشعرني الأمر بالراحة.

ولكن ما أخشاه فعلًا هو فقدان شخص قريب مني، الفكرة تُفزعني لأنني أفكر فيما بعد وفاة هذا الشخص كيف ستكون الحياة بالنسبة لي وبالنسبة لأهله ولا أتقبل موتهم بسرعة أبقى فترة طويلة أشعر بأنه حلم ولم يحدث بالحقيقة، وهو أمر مرهق فعلًا.

على الجانب الآخر يعتقد بعض الناس أن تقبل حتمية الموت كما هو والتسليم لها بكل واقعية يمكن أن يكون هو الحل أحيانًأ لأنه يجعلنا نفكر في الوقت الذي ينفد منا وعلينا أن نستغله وننفقه قبل أن يذهب من بين أيدينا. وبالمثل، يرى آخرون أن الموت مجرد تطور طبيعي للحياة بل جزء منها، وأن الخوف منه يزيد فقط من معاناتنا.

أنا أفكر بكلا الجانبين :))