يردد عدد كبير من الناس أنهم كائنات ليلية, حيث يرون أن إنتاجيتهم تكون أفضل عندما يحط الظلام. في واقع الأمر فإن الإنسان كائن ثدي نهاري وهذه حقيقة علمية تطال الجميع وبالتالي لا وجود لإنسان خفاش دراكولا ولا مُستذئب إلا بأفلام الرعب الكلاسيكية.

لماذا نشعر بالنوم ليلا؟

عندما يحل الظلام تتوقف العيون عن التقاط الضوء, فتدرك منطقة تدعى "نواة فوق التصالبة البصرية" ذلك بفضل ارتباطها بالعصب البصري, فتحثّ "الغدة الصنوبرية" على إفراز هرمون الميلاتونين تدريجيا وهو الهرمون المسؤول عن النوم, إذ يخفض درجة حرارة الجسم وضغط الدم وهرمونات التوتر واليقظة, قبل الاستسلام للنوم.

يبدأ مستوى هرمون الميلاتونين بالانخفاض تدريجيا وهرمونات الاستيقاظ والقلق بالارتفاع إلى أن يطلع النهار فتستقبل العيون الضوء الذي يحد من إفراز الميلاتونين ويرتفع هرمون اليقظة والقلق الكورتيزول.

تتدخل عدة هرمونات أخرى بالعملية, وهذا ما يطلق عليه بالساعة البيولوجية, حيث يتعود الجسم على إفراز الهرمونات بأوقات محددة بتأثير من البيئة الخارجية.

الكائنات الليلية كالقطط والذئاب لها إفرازات هرمونية معاكسة لتلك لدى البشر.

لماذا يشعر البعض بحال أفضل ليلا؟

لأنهم عبثوا بساعاتهم البيولوجية, فهم يجلسون طول الليل تحت الإضاءة الاصطناعية, أو بالظلام أمام شاشات أجهزتهم مما يثبط إفراز هرمون النوم الميلاتونين, ويغطون في النوم صباحا بغرف مظلمة, وعندما يستيقظون بساعات متأخرة من النهار يشعرون بتشوش الذهن لأن هرمونات الاستيقاظ لم تصل ذروتها بعد, فتصل ذروتها بوقت متأخر من اليوم مساء وهكذا يشعر الإنسان بالنشاط ليلا. وماكان لمثل هذه الحالات أن يكون لها وجود لو لم نخترع الكهرباء والمصابيح الكهربائية, التي تحاكي ضوء النهار.

يباع هرمون الميلاتونين الصناعي بالصيدليات كمنوم لمن يعاني من اضطرابات النوم ولا يتم صرفه إلا بوصفة طبية.

ماذا عنك؟ هل أنت أيضا ممن يفضلون السهر ليلا؟ هل تعاني من اضطراب ما من اضطرابات النوم؟