النظام الغذائي المحسن يطيل عمر الإنسان 10 أعوام!

قد لا يمكننا تحديد نسبة زيادة العمر التي قد يكسبها الشخص عند اتباع نظام غذائي صحي، لكن لا ننكر دور و تأثير نوعية الطعام على صحة الجسم و عمره الحيوي أو البيولوجي.

تناول ما يحلو لنا من أطعمة دون ضوابط صحية، سينتهي بنا المطاف لزيادة خطورة الإصابة بالأمراض المزمنة، التي من شأنها أن تقصر حياة الإنسان و تسرع من وفاته.

أنا لستُ من الأشخاص المهووسين بالحميات الغذائية و حساب كل قضمة أتناولها. بل من وجهة نظري هذه الأطعمة كلها من أنعام الله تعالى و لا أرغب أن أحرم نفسي منها بشكل قطعي. لكن في الوقت ذاته أعير انتباهاً دائماً على نوعية الأطعمة التي أتناولها أنا و عائلتي.

نظامي الغذائي قد يشبه نوعاً ما حمية الشاطئ الجنوبي south beach diet لكن ليس بشكل دقيق.

باختصار:

• أركّز على العناصر الأساسية التي يحتاجها الجسم: بروتينات، كربوهيدرات صحية ذات مؤشر منخفض لمستوى السكر في الدم، دهون صحية، فواكه، و الكثير من الخضروات.

على أن تكون نسبة الخضار هي الأكبر يليها البروتينات النباتية أو الحيوانية ثم الكربوهيدرات و الدهون الصحية ثم الفواكه.

و لا ضرر بين الحين و الآخر من مكافأة الجسم بالأطعمة التي يحبها من حلويات أو شيبس أو بطاطا مقلية أو وجبات جاهزة.

تتميز الأغذية في منطقة الشرق الوسط بأنها أقرب للقلوية وبالتالي فهي تناسب المعادلات التي يمكنها مقاومة الميكروبات والفيروسات، كما أنها تكون أقرب للاستفادة من كافة الفيتامينات والمعادن التي تمد الانسان بالطاقة اليومية وتحفظ جسده من الانهاك وموت الخلايا

لهذا فالحمية الغذائية الشرقأوسطية تعتبر مناسبة لطبيعة الجنس البشري فهي متكاملة في الهرم الغذائي وكذلك الطقس في منطقة الشرق الأوسط يساعد على التمثيل الغذائي السليم لها

بالتأكيد يعمل النظام الغذائي على تحسين الأداء البيولوجي للفرد بشكل عام على المدى الطويل. لكننا لا نستطيع أن نجزم بمسألة إطالة العمر بشكل علمي لأنها لا تتيح إلّا توقّعات في نهاية الأمر، فالتنبّؤ بعمر الإنسان هو عملية شبه مستحيلة، لأننا نتعامل فيهذه الحالة مع مجموعة من الاحتمالات الجينية التي لا نستطيع التنبّؤ بنتائجها الصحيحة على مختلف الأصعدة في الوقت نفسه. الخارطة الجينية للإنسان معقّدة للغاية، والجزم بإطالة العمر من خلال الأنظمة الغذائية الصحيحة هو شيء غير مقنع، لأن التغذية السليمة والنظام الغذائي برمّتها هو مجرّد جزء من الحالة البيولوجية للجسم بشكل عام، والمدخلات الغذائية ليست المتحكّم الوحيد في صحّة الإنسان وعمره.

منذ فترة كنت مهووسة بالأكل الصحي وغيره، ومنع بعض العناصر الغذائية وأغلب تلك الحميات جاءت من الغرب وأصبحت حديث صناع المحتوى، بعلم وبغير علم.

لكن بعد فترة وجدت تراجعا في صحتي، وتركيزي فعدت إلى نظامي القديم.

بالنظام التقليدي أي ( حمية البحر المتوسط أو النظام الغذائي المحسن) الذي يعتمد على البقوليات والحبوب الكاملة والمكسرات والفواكه والخضروات قد يطيل من عمر الإنسان

اتبعت طبيبا من فترة وقال إن البقوليات أكل الحيوانات وليس الإنسان، تفاجئت من كلامه، لكنني لم أوقف أكلها لأنني بصراحة أحبها، خاصة أننا نغرسها في البيت مثل الفول والحمص والفاصولياء...

ومع الوقت عدت للنظام التقليدي، والحمد لله وقعت عيني على هذه الدراسات التي تؤكد وتؤيد اختياري للنظام الغذائي التقليدي.

بالطبع يعمل النظام الغذائي الصحي على تحسين حياة الإنسان بشكل عام وهذا لا يشمل الغذاء فقط بل نمط الحياة الصحية بشكل عام. ولكن شخصيًا لا أميل لتصديق مثل هذه الأرقام التي تدعي أنها مؤكدة

نعم يمكننا القول أن النظام كذا يحسن من صحة الإنسان برقم كذا. أما أن ندعي أنها تطيل عمره فهذا غير ممكن إثباته بتلك الدقة ويعتمد على عوامل أكثر بكثير مما يمكننا ضمها في موضوع واحد.

بشكل شخصي أحاول إتباع النظام الصحي بكافة الطرق بدون مسميات معقدة أو تفاصيل غريبة. فقط أقلل من الكربوهيدرات وأولي اهتمامًا للسعرات الحرارية وأحاول التقليل من الدهون غير المشبعة والمواد الحافظة والأغذية المصنعة قدر الإمكان.

أنه ليس مثاليًا ولكن يمكن إتباعه وهذا المهم بالنسبة لي.

مؤخرا، قد تم تسليط الضوء كثيرا على موضوع الاكل الصحي المنتظم وفوائده من طرف صناع المحتوى المرئي، وذات مرة تساءلت لما كل هذه الضجة، فمن البديهي ان الاكل الطبيعي يفوق الاكل الاصطناعي واكلات السريعة، لما اجدادنا كونوا دائمي الاهتمامي بالاكل الصحي النباتي ولم يسبق ان سمعنا منهم بأن الاهتمام بالاكل ومعرفة محتوياته وطريقة طهوه تحيلنا اما لجسم سليم او هش.

لذلك يمكن ان نقول مثل هذه المواضيع اصبحت تتداول على اساس ان برستيج يتم التظاهر للعلن بأن اتباع نظام غذائي يسمح بإطالة العمر، الغذاء اذا لم يكن يحتوي على فيتاميات وطبيعي فلن يجدي نفعا، واحيانا يتم تحذير من اكل بعض البروتينات التي تتضمنه بعض الاغذية والاكثار من الفيتامينات، وهي فالحقيقة جسمنا يحتاج لكل شئ طبيعي ومنتظم، واحيانا اكثار من تناول البعض واهمال الاخر هو سبب المشكلة.

شخصيا، منذ صغري اتبع نظام غذائي الذي تعودنا عليه من و والدتي ولم اتاثر بمحتويات السوشيل الميديا.

أعتقد أن أسوأ ما يسبب الخلل في نظامنا الغذائي الحديث، هو الشبع الزائد أولا، وثانيا، وفرة اللحوم بشكل لم يسبق للبشرية معايشته على الإطلاق. فاللحوم كانت وجبات معدودة في شهور الناس عما سبق، وكانوا يعتمدون على البيض واللبن، كمصادر للبروتينات، وكانت الأغذية النباتية أكثر صحية وقيمة نظرا لأنها تعتمد على الفصول ، وتتبع سير الطبيعة الحقيقي، دون تعديل وراثي، ولا زراعة محفزة بالمواد الكيميائية والمزارع الصناعية.

ديفيد كاتز الباحث يقول بأن فكرة تحسين جودة النظام الغذائي تقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة أو الوفاة المبكرة هي فكرة صحيحة.

أتفق تماما مع هذه المقولة ، وأؤمن أن هناك ارتباط قوي بين كثير من الأمراض والتغذية الغير صحية أو الغير جيدة.

من خلال تجربتي الشخصية، أستطيع القول أنني أتناول كل ما خلقه الله تعالى لنا في الطبيعة من فواكه كمصدر طبيعي للسكر، المكسرات، البقوليات، الحبوب الكاملة والتي وجدتها أطيب وألذ كثيرا، اللبن، العصير الطبيعي دون سكر، الخضراوات بألوانها المختلفة، وعلى رأس هذه القائمة الأطعمة البحرية الغنية بOmega3.

المقصود هو أنني لم أمتنع عن تناول الكاربوهيدرات مثلا، أو نوع معين من الفاكهة كالمانجو أو البلح ، بل أتناوله لكن بكميات أقل، فأنا أؤمن بفوائد عظيمة لصحتنا أودعها الله تعالى في كل ما خلقه لنا.

كما قمت باتباع نظام اللقيمات للدكتور الهاشمي جزاه الله عنا خيرا، وكان جيد ومشبع جدا ولم أشعر بحرماني من شيء مطلقا.

ثم كان نظام الصيام المتقطع والذي يتحدث عنه الجميع، باعتبار فوائد الصيام المذهلة.

الأهم أننى لم ألقي بالا بالوزن بقدر اهتمامي بتغيير مقاسات الجسم( أقوم بمقارنة المقاسات قبل وبعد الحمية الصحية)

كذلك أقوم بممارسة الرياضة بروتين دائم ومستمر.

حاولت تغيير الmindset الخاص بفقدان الوزن والشكل فقط، ليصبح اهتمامي أكثر بالصحة بوجه عام، وأن يصبح الطعام الصحي جزء من طبيعة حياتي وحياة أسرتي ، حتي في اختياراتنا للأكل الجاهز نبتعد عن الوجبات السريعة ونستبدلها مثلا بمطاعم الأسماك أو المشاوي، نقوم بالتحلية بآيس كريم بدل الحلويات، شرب العصير الطبيعي بدل الصودا، البعد عن المقالي، البعد عن الأغذية المعلبة والمحفوظة، استخدام عسل النحل للتحلية بدل السكر، الشوفان والفريك والبرغل خيارات صحية وهكذا.