شاهدت في التلفاز العديد من الأعمال التي يتبرع فيها الابن لأمه بقطعةٍ من كبدِه لينقذ حياتَها من كبدها المُتهالَك، أو صديق يتشارك مع صديقه كُلى من كُليتيه في أسمى معاني الإنسانية التي تدعى العطاء. تأثرت بهذه المشاهد حقًا، تعطي شخصًا ما قطعة مِن جسدك الحي. وما هو شعورك إذا أنقذت شخص بجزٍء منك؟ 

بطبيعة دراستي مرَّ عليّ مصطلح زراعة الأعضاء لكنه لم يكن بهذه البساطة مطلقًا. لنعرض سويًا بعض المعلومات. زراعة الأعضاء هي عملية جراحية يُبدل فيها العضو التالف بعضو سليم، العضو السليم ممكن أن يكون من مُتبرع حي، أو مُتبرع متوفى، أو حيوان. هل كل أجزاء الجسم يمكننا التبرع بها ونحن أحياء؟

بالطبع لا، فإذا كنا أحياء لا يمكن أن نتبرع بالقلب. لكن في العموم الأعضاء التي يمكن زراعتها هي: القلب، الكُلى، الكبد، الرئتان، البنكرياس، الأمعاء، والغدة الزعترية. وبعض الأنسجة مثل: العظام، الغضاريف، قرنية العين، الجلد، صمامات القلب، الأعصاب، والأوردة. رأيتم كل هذا يمكن أن يستفاد به شخص آخر. أنواع زراعة الأعضاء مختلفة لكن صلب موضوعنا هو نوع يُسمى "Allograft"، هو الأشهر بين جميع الأنواع، وهو عبارة عن زراعة عضو بين شخصين غير متطابقين وراثيًا.

هل تعلمون أن متبرع واحد فقط ممكن أن ينقذ حياة 8 أشخاص؟ على سبيل المثال أكثر من 100000 شخص في الولايات المتحدة ينتظرون عملية زرع الأعضاء في الوقت الحالي. وهذا يشمل أعضاء مهمة مثل القلب والكبد والكلى. عندما يسجل شخص ما كمتبرع بالأعضاء، يصبح من الممكن المساعدة في إنقاذ الأرواح بطرق ربما لم نكن نعتقد أنها ممكنة من قبل.

إذا كنّا نتطابق بشكل مباشر لفرد موجود في قائمة زراعة الأعضاء، فمن الممكن مساعدة الشخص المحتاج في الوقت الحالي. يمكننا التبرع بأعضاء معينة ونحن ما زلنا على قيد الحياة. تشمل التبرعات الحية الآن كُلية، وأجزاء من الكبد، وأجزاء من الرئة، أو البنكرياس، وبعض الأنسجة المعوية أيضًا. إذا لم نكن مرتاحين لهذا النوع من التبرع الحي، فلنفكر في التبرع بالدم، أو التبرع بعد مماتنا، وهذا ما قررته أن أقوم بالتبرع بأعضائي بعد مماتي حتى أنقذ حياة ناس آخرين منتظرين سنوات عدة حتى يكملوا حياتهم، وسأقوم بالبحث عن الإجراءات اللازمة لذلك.

ماذا عنكم، ما رأيكم في موضوع التبرع بالأعضاء؟ وعلى ماذا تم بناء هذا الرأي؟