ريادة الأعمال ليست من الأمور التي تكتسب بالتعلم

مشكلة عدم توفير الجامعات للتجارب الميدانية والتدريبات هي أزمة بكل التخصصات، لكن الفيصل هنا بالطالب نفسه وسعيه للدخول بسوق العمل، كمتدرب ليكتسب الخبرات بشكل مبكر، فأثناء دراستي كنت اتدرب بصيدلية لمدة 8 ساعات يوميا، وبعد مرور 4 شهور الإجازة أؤكد لك أن خبرتي تضاعفت بدرجة كبيرة، وكلما كنت أدرس وأتعمق بالدراسة وأطبق ذلك بتدريبي كلما أصبحت متمكنة، حتى وصلت لآخر عامين بالكلية كان لدي القدرة على إدارة الصيدلية كاملة بشكل ممتاز، خطأي الوحيد الذي فعلته أني لم أتقاضى نتيجة هذه الخبرة، وظللت أتعامل كمتدربة.

ربما حدت عن الموضوع الأساسي قليلا، لكن ما قصدته أنه يمكننا نحن السعي للتدريب وتطبيق ما تدرس، بشكل تطوعي حتى تتوافر لديك هذه الخبرة. بدلا من الاصطدام بسوق العمل فيما بعد

على خرّيج الجامعة أن يبحث عن فرص التدريب قصيرة أو طويلة المدى بالإضافة إلى مشاركته في الدورات التدريبية حتّى وإن كانت عن بعد. فالخضوع للتدريبات بالإضافة إلى متابعة ورش العمل لهما أثر كبير في إثراء خبرته وتحسين رصيده وهو ما يزيد احتمال توظفيه. وعلى فكرة المقصود بالخبرة ليس حصرًا العمل ضمن مؤسسات بل قد يكون جهدًا فرديًا بامتياز.

أتفق مع فكرتك وهذا ما نبحث عنه ونريد الوصول إليه، تستفزني الجامعة حينما تغيب الطلبة ولا تعطيهم ما يستحقونه من تجارب وخبرات والميدان لا يترك لنا مجالا للعمل طالبا الخبرة، ومن أين يمكن أن نكتسب الخبرة من دون عملء هي حلقة مفرغة يدور فيها الطالب الجامعي.

لا اتفق معك للحقيقة .

صحيح ان ريادة الاعمال هي مجال من مجالات المعرفة العملية وليس المعرفة النظرية التي تقدم بشكل فوقي جامد، وكما يقول محمد العبار صاحب شركة اعمال اكبر شركة عقارات في الشرق الاوسط، يقول ريادة الاعمال ليس ما تقرأه بل ما تفهمه وتتقنه وتجيده في الواقع.

لكن مع ذلك تبقى الجامعة مهمة جدا، لانها تعطيك حقيبة غنية من المهارات الناعمة التي لم تنجح بدونها كرائد أعمال، نعلمك كيف تبني علاقات، كيف تكون اجتماعي وقادر على التواصل بشكل فعال اكثر، الثقة في النفس ، سرعة البديهة، تحسين المهارات اللغوية..الخ

زيادة عل ذلك ان الجامعات اليوم لذيها شق ريادي ايضا، فكل الجامعات المحترمة اليوم لذيها نوادي لدعمم المشاريع وريادات الاعمال والستارتابس ، سواء على مستوى الدكتوراه او على مستويات أقل، ويمكن للطلبة ان يكتسبوا عقلية ريادية من اعمار صغيرة، ويفكرون في تأسيس مشاريع لانفسهم.

لا اعلم إن كان حصل بيل جيتس على إدارة الأعمال أم لا، لكن ما أعرفه أن جامعة هارفرد كرمته كأكثر الاشخاص تركا لها وقد حققوا نجاحا كبيرا، وهذا مضحك وغريب قليلا، ولكنه نموذج قد لا نجد مثله إلا على الأصابع أو أقل، لذا ضرب المثل به قد يكون صعبا، لكن الفكرة أن ليس كل دارس لريادة الأعمال يمكنه النجاح بريادة الأعمال، لكن أي رائد أعمال لديه الخبرة لو حصل على ماجستير إدارة أعمال سيزدهر أكثر في عمله.