من منا لا يفكر ليلا نهارا، أو حتى وهو على سريره، مع ضغوطات الحياة العملية أو حتى الاجتماعية، ولكن أحيانا وسط صخب التفكير الذي لا يتوقف، أخشى أن يضر ذلك صحتي بشكل أو بأخر، خاصةً أني من الأشخاص التي لا تتوقف عن التفكير مطلقا عقلي يعمل بكل وقت وبأي مكان، وهذا فعليا سيدرك مدى بشاعته من يتشابه معي بهذه النقطة على الرغم من بعض مميزاته.
لكن إن وصلنا للتفكير الزائد Overthinking وأن يأخذ التفكير منحى أخر فيصبح عائقا مضاد للنوم، ويقودنا للشعور بالضعف وكأن الكون كله يتآمر ضدنا، وأن كل ما نفعله ينقلب علينا، وتصبح أحلام اليقظة مرهقة وسوداوية، وأن نفكر ونعطي للقرار أكثر من حقه بالتفكير وينقلب لتردد وعدم قدرة على اتخاذ القرار.
أيضا نصبح أكثر قلقا تجاه المستقبل وما قد يحدث به، ويأخذ حيز أكبر من تفكيرنا، ونبدأ بالتخلي عن أشياء كنا نحبها أو نحب ممارستها كنشاط معين أو رياضة معينة.
كذلك اجترار الماضي بشكل أو بأخر ونبدأ في التفكير لماذا هذا حدث، ماذا لو كنا فعلنا هذا لم يكن يحدث كل ذلك، هنا أصبح الأمر مرضيا وقد يعوقنا عن ممارسة حياتنا بشكل طبيعي، والتفكير الزائد عن الحد قد يتحول لمرض نفسي ويصاحبه وساوس أو قد يتحول لاكتئاب ويسبب أيضا اضطرابات الجهاز الهضمي، وبالطبع يؤثر على علاقاتنا الاجتماعية والعملية أيضا.
يكون العلاج لهذا المرض على حسب درجة المرض وحجم الأضرار الناجمة عنه، وغالبا يتم العلاج السلوكي كبداية وبداية أي علاج هو الاعتراف بالمرض، وأن الشخص يعاني من مشكلة ليتمكن من حلها، يليها عدة حلول منها استبدال الأفكار السلبية تدريجيا بطرق أكثر إيجابية.
تطبيق جدولة التفكير، فمثلا إن أتتنا فكرة معينة أثناء العمل أو حتى أثناء النوم ندونها لنعود للتفكير بها مجددا ولكن بالموعد الذي سنحدده للتفكير وهكذا.
بالطبع إن تفاقمت الأعراض ولم يجدي العلاج السلوكي، يفضل هنا زيارة الطبيب المختص وإتباع خطته العلاجية.
أخبروني هل عانيتم من قبل من التفكير الزائد وكيف كانت أثاره السلبية عليكم، وما هي طريقتكم للتخلص منه؟
التعليقات