الكل يتحدث دائمًا عن أهمية التخطيط، وعن ضرورة أن يكون لكل شخص أهداف محددة وخطوات واضحة، وكأن النجاح لا يتحقق إلا لمن يسير وفق جدول صارم لا يخرج عنه.

لكن كثرة هذه النصائح التي تربط النجاح بالتخطيط الدقيق قد تخلق نوعًا من الضغط النفسي، وتجعل الشخص يشعر بأنه يفشل لمجرد أنه لم يلتزم بكل ما خططه مسبقًا. ومع الوقت، يتحول العمل إلى عبء، والسعي نحو الهدف إلى سباق لا ينتهي. بينما المرونة تمنحنا مساحة للتنفس، وتُشعرنا أن الطريق ليس مفروض علينا، بل نحن من نختاره خطوة بخطوة. أحيانًا، السير دون ترتيب صارم يجعلنا نكتشف أنفسنا أكثر، ونتعلّم من التجربة بعمق أكبر.

ربما النجاح الحقيقي لا يأتي من الالتزام بالخطة بقدر ما يأتي من التوازن بين النظام والعفوية، بين السعي والهدوء، وبين ما نخطط له وما تمنحنا الحياة من فرص غير متوقعة.