عندما أبدأ دورة جديدة لتعلم مهارة ما أو إتقان عمل بهدف الوصول إلى شيء معين، يرسل لي عقلي الباطني دائمًا شعورًا بالخوف والتساؤل: هل يعني استمرار السعي حتمية الوصول أم لا؟
كيف يمكنني التغلب على هذا الخوف والمضي قدمًا في التطور واستمرار السعي؟
أعتقد أن استمرارية السعي تعني حتمية الوصول طالما السعي في الاتجاه الصحيح، وهذه هي الخطوة الأولى التي يجب أن تأخذها قبل البدء في أي شيء عموما. يجب أن تسأل نفسك: هل هذا يخدم الهدف الأكبر الذي أريده؟ هل سيعود على أي جانب من جوانب حياتي بالنفع؟ إذا تيقنت أن ما ستفعله يخدم حياتك وسيعود بالنفع على مستقبلك، تيقن أنك حتما ستصل.
التركيز , الالتزام والصبر
لعل هذه الكلمات تصف ما يمكن القيام به ليتحق هذا الأمر فإن ركزت على عملك واتبعدت عن المشتتات والملهيات والتزمت بمتابعة العمل يوما بيوم ثم صبرت لمدة حتى تنتهي من تعلم المهارة ( قد تكون فترة ثلاث إلى أربع أسابيع مثلا) ستجد نفسك قد وصلت إلى مستوى كبير لم تتوقع أن تصل إليه من قبل وهو ما يشكل دفعة معنوية كبيرة لك لأن تستمر فحينما ترى أنك قطعت شوكا كبيرا في تعلم مهارة ما أو إنجاز أمر معين فسيهون عليك ما تبقى منها .
والتزمت بمتابعة العمل يوما بيوم ثم صبرت لمدة حتى تنتهي من تعلم المهارة ( قد تكون فترة ثلاث إلى أربع أسابيع مثلا)
أحيانا بسبب السرعة التي نعيش بها في كل شيء تقريبا لا نفكر كثيرا في هذه النقطة، وهو أن النتيجة لن تظهر من تلقاء نفسها بل تحتاج إلى الوقت حتى تظهر النتيجة، وأحيانا علينا أن ننتظر حتى بعد ظهور النتيجة لنشعر بالفعل أننا نستمر في التقدم، فلو فكرنا في الأمر سنجده منطقيا، فالموظف لا يترقى في وظيفته إلا بعد فترة من التدريب والعمل، والطالب لا يتخصص في مجاله إلا بعد سلسلة من الاختبارات والتعلم.
بعد عدة سنوات في الجامعة وصبري على صعوبة المواد وجدت نفسي أخيرا وصلت إلى درجة جيدة من الفهم لمواضيع وأساسات تخصصي الجامعي (هندسة الكهرباء والالكترون)
فحين يتم الحديث عن تلك المواضيع المتعلقة بالتخصص أجد نفسي حتى ولو لم أشارك في الحديث أنني ملم بالكثير مما يتم الحديث عنه واعلم ماينقصني لأطور فيه نفسي , فضلا عن المرات التي اشارك فيها بما تعلمته من خلال دراستي وبحثي
وكل هذا لم يأتي من يوم أو يومين , بل هو نتاج سنوات من الصبر والدراسة وتحمل الكثير من الأمور في سبيل ذلك
والفضل كله لله سبحانه وتعالى في هذا الأمر
وقس على ذلك بقية أمور الحياة , فالانضباط يصنع المعجزات .
كيف يمكنني التغلب على هذا الخوف والمضي قدمًا في التطور واستمرار السعي؟
أحياناً أشعر بنفس الشيء وللتغلب على هذا الأمر أحب دائمًا أن يكون لدي أهداف صغيرة قابلة للتحقيق، بحيث أقوم بتحقيق تلك الأهداف في فترة وجيزة ثم أقوم بالاحتفال بذلك، ومع مرور الوقت أجد نفسي قد أنجزت الكثير من الأشياء في فترة وجيزة، وهذا يدفعني إلى الاستمرار في السعي دائمًا خاصة مع وجود التشجيع المناسب من العائلة والأصدقاء.
أعتقد أنسب طريقة للتعامل مع هذا الشعور هو التجاهل والتركيز فقط على الجوانب الإيجابية للمهارة التي نتعلمها والتي تتمثل في كم الأشخاص الذين حققوا نجاحات بمجرد تعلمهم لهذه المهارة، أو كيف ستتحسن سيرتنا الذاتية بإضافة هذه المهارة لها. هذا سيزيل عبء التفكير السلبي الذي يتمثل في احتمالية ألا تعود. علينا هذه المهارة بعائد فوري.
بجانب توكلنا على الله والأخذ بالأسباب قدر المستطاع والتيقن الدائم في أن كل مجهود نبذله لن يذهب جفاءً.
نعم السعي وراء المعرفة او تحقيق هدف معين مرهون بضرورة الاستمرارية..
انطلاقا من تجربتي في إخراج مؤلف أدبي يعني رغم أني لم أكن أملك مقومات مادية
بدأت اولا الدفاتر عادية....
دونا كتابات.. نقحتها.. ثم جمعتها في دفتر أكبر
حاولت اختيار تنسيق داخلي لأسلوب الكتابة من تلقاء نفسي كنت دائما اتخيله كتاب المستقبل في صيغته النهائية ..
بعدما هيأت كتابي على شكل كتابات يدوية بدأت بعدها في البحث والاستفسار من دوي الخبرة والاختصاص حتى جمعت عدة أفكار معلومات... للإشارة لم أكن املك نقودا حتى للسفر بحثا عن دار نشر... بحثت عبر النيت .. فوجدت دار نشر بعد الاتفاق....
هناك بدأت في البحث والعمل قصد توفير نقود الطباعة......
ان الله كان ينظر إلى قلوبنا نوايانا
والله العظيم هيأ الله لي أسباب وأشخاص.. استطعت إخراج كتابي الى الوجود... كام سببا في زيادة منسوب الثقة والامل
في إحقاق الذات رغم ضعف الإمكانيات
التعليقات