أيهما الأكثر فائدة التخصص في مجالك أم تقديم خدمات متنوعة؟

هناك مجالات يفضل فيها التخصص فمثلاً المترجم يتميز أحياناً في تخصصات من الترجمة: الترجمة الطبية، الأدبية، علم النفس..لكن لا يستطيع أن يلم بالترجمات الاقتصادية والسياسية والهندسية إلا بجهد كبير، لذلك من الأفضل أحياناً التخصص.

لكن يوجد تحدي آخر، وهو أن العمل في تخصص واحد قد لا يكفي للعامل الحر من حيث الدخل وعدد المشاريع، فمن الصعب على المصمم مثلاً أن يكتفي بتصميم بروفايل الشركات فقط كتخصص.

أعتقد أن ذلك يرجع لنوعية الخدمات ووضع صاحب الخدمة، فأنا على سبيل المثال كاتبة محتوى، أستطيع كتابة المقالات واسكربتات وإعلانات ووصف منتجات وخدمات وغيرهم، أحيانًا أقوم بالتقدم لوظائف في أحد هذه التخصصات أو أقبل أعمال بأكثر من تخصص، بينما في أوقات أخرى قد أكتفى بنوع واحد فقط ككاتبة اسكربتات مثلًا، تبعًا لتوفر الوقت لدي والمجهود الذي أستطيع بذله في ذلك الوقت.

لذلك أرى أنه من المهام معرفة وإجادة أكثر من تخصص فرعي تحت التخصص الرئيسي فأنت لا تدري ماذا قد يحدث أو ما الظروف التي قد تجد بالمجال أو بحياتك الشخصية.

التخصص تميز ولكنك ستبذل مجهود كبير للوصول للعملاء.

التخصص لن تختاره بشكل سليم حتى تجرب أكثر من شئ وأنت من نفسك ستحدد أى تخصص يفر لك الكثير من العمل والكثير من المال أيضاً.

في بداياتي كنت أؤمن كثيرًا بأهمية التخصص وأراه الطريق الأمثل للتميز، لكن مع مرور السنوات وتراكم الخبرات، تغير الأمر لدي، وأصبحت لا أرى أي مشكلة في أن يقدم الفرد خدمات متنوعة، طالما أنه يتقن كل واحدة منها بإخلاص وجودة، فعلى سبيل المثال أنا أتقن الترجمة، وتدريس اللغة الإنجليزية، كما أحب التدوين وصناعة المحتوى، وأجد متعة حقيقية في التنقل بين هذه المجالات، لأنها تمنحني مساحة أوسع للتعبير والإبداع، وتكسر روتين التخصص الصارم.

انا اري ان التخصص يمنح لصاحب المهارة قوة وثقة أكبر في مجاله لأن التعمق في جزئية معينة يسمح له بتقديم خدمة ذات جودة عالية ومع مرور الوقت يُصبح مرجعًا فيها ولكنني لا أنكر أن تقديم خدمات متنوعة خاصة في بداية الطريق قد يكون مفيدًا في استكشاف ما يناسبنا فعلًا ويزيد من فرص العمل كذلك أرى أن التنوع المدروس والذي لا يشتت الجهد بل يكمّل المهارة الأساسية هو الخيار الأمثل فمثلًا كاتب المحتوى يمكنه التخصص في كتابة المقالات ثم يضيف لاحقًا كتابة محتوى السوشيال ميديا أو البريد الإلكتروني بما يخدم نفس الشريحة من العملاء المهم في نظري هو ألا يتحول التنوع إلى تشتت وألا يتحول التخصص إلى قيد يمنع النمو

أظن أنه لا مانع من التخصص في مجال معين، مع تقديم مجموعة متنوعة من الخدمات التى تتصل بهذا التخصص بطريقة ما.

أو في بعض الحالات إذا كان الشخص يتقن تخصصات متنوعة بدقة.

لكن تظهر المشكلة عندما يقدم شخص عدد كبير من الخدمات وهو لا يتقن أيًا منها بشكل كامل.

أو يتقن واحدة فقط بشكل كامل والباقي لا يتقنها جيدًا فأرى أن هذه ضره أكثر من نفعه.

أري أن المشكلة ليست في التخصص أو التنويع، بل في التوقيت. فالتنوع في البداية قد يكون ضرورة لفهم السوق واكتشاف الذات، لكنه يصبح عبئًا مع الوقت إن لم يتحول إلى مسار واضح. شخصيًا، وجدت أن التنقل بين الخدمات أتاح لي فهم ما لا أريده قبل أن أعرف ما أريده فعلاً. لكن اللحظة الفارقة كانت حين قررت التخصص، ليس لأنه الأفضل دائمًا، بل لأنه الأكثر اتساقًا مع ما أقدمه ومع من أريد أن أكون في السوق.