في سوق العمل الحر، نسمع كثيرًا أن المهارة ليست هي العامل الوحيد الذي يعتمد عليه العميل عند اختيار المستقل. قد يمتلك المستقل المهارات المطلوبة لتنفيذ المشروع، لكنه يُستبعد لأسباب أخرى. برأيك كعميل، ما العامل الأساسي الذي يجعلك تستبعد مستقلًا رغم كفاءته؟ نود أن نفهم أكثر من وجهة نظركم حول العوامل التي تؤثر في هذا القرار، بما يساعدنا كمستقلين تحسين طريقة تقديم أنفسنا.
كعميل، ما الأسباب التي تدفعك لاستبعاد مستقل رغم مهارته؟
نشرت بعض المشاريع واخترت لها بعض المستقلين، وما يدفعني لاستثناء مستقل هو تباطؤه في الرد أو في إنجاز العمل، فأنا أوضح أن العمل عاجل، لذلك لا أستطيع أن أنتظر وقت طويل ليرد عليّ المستقل.
من الأسباب الأخرى هي تعامل المستقل بعدم اهتمام بالمشروع وباتفاقنا، فحينما ألمح جانب الإهمال في أداء مهام المشروع أو الإهمال في الالتزام بالاتفاق أحاول ألا أكرر التجربة مرة أخرى.
ربما التأخر في الرد كثيرًا، أو اضطراري لطلب أمثلة أو نماذج لأعمال أكثر من مرة وكأنني أنا من يطلب فرصة العمل لا المستقل! وكذلك طريقة وأسلوب الحديث أو التواصل السيئة والمتعجرفة أحيانًا، وأيضًا عدم المرونة والتصميم على الرأي وكأن هذا العمل أو الرأي هو الصحيح فقط لا غير.
لو كنت عميلاً أظن أني كنت لأكره المستقل الذي لا يقبل النقد ويبرر لكل شيء يتلكأ في تنفيذ ما طلب منه لأنه غير مقتنع.
وكذلك المستقل الذي لا يستقبل التعديلات بصدر رحب.
فعلاً، الاستماع للنقد وتقبّل التعديلات من أهم الصفات اللي تميز المستقل المحترف، لأن القدرة على التكيّف مع طلبات العميل تعكس مدى التزامه بجودة العمل ورضا العميل. أحياناً تكون المهارة وحدها غير كافية إذا لم ترافقها مرونة في التعامل وفهم لحاجات العميل، وهذا ما يؤكد أن الجانب الشخصي في التواصل لا يقل أهمية عن الجانب الفني.
بالنسبة لي أكره عدم التواصل وعندما يتكرر الأمر أحياناً أتواصل مع الدعم لكي ينبه المستقل قبل أن يتم إلغاء المشروع، أكثر من مرة أجد المستقل يستلم العمل ويختفي رغم اشتراطي لعملية التواصل اليومي وإرسال المستجدات وما تم إنجازه، أنا غرضي هنا متابعة سير المشروع والتأكد أن عند تسليمه سيكون مثالي ولن اضطر للانتظار مدة أخرى ليقوم المستقل بالتعديل، واتعجب بصراحة من فكرة إهمال التواصل لا أعرف لماذا يفعلون ذلك رغم أن التواصل ضروري حتى لتكوين علاقات عمل مثلاً!
بالضبط لذلك أري أن التواصل الفعّال لا يحافظ فقط على ثقة العميل، بل أيضًا يحمي تقييمي وسمعتي في السوق، لأن الرد المتأخر أو عدم التواصل يؤثر سلبًا على فرصي في مشاريع قادمة. لذلك أحرص دائمًا على إبقاء العميل على اطلاع بكل مستجد، حتى ولو كانت التحديثات بسيطة، لضمان رضا العميل وتجنب أي تأخير أو سوء فهم.
سؤال في غاية الذكاء والوعي ويعكس رغبة حقيقية في التطوير
صحيح أن المهارة عنصر أساسي لكنها وحدها لا تكفي لإقناع العميل
من واقع التجربة يمكنني القول إن العوامل التي قد تؤدي إلى استبعاد مستقل رغم كفاءته متعددة منها:
ضعف التواصل
طريقة تواصلك كبداية لها أثر بالغ فحتى لو كنت ماهرًا إن لم تكن واضحًا سريع الاستجابة لبقًا في حديثك أو لم تُظهر اهتمامًا حقيقيًا بالمشروع يشعر العميل بعدم الراحة أو الثقة
عدم فهم المشروع بعمق
بعض المستقلين يقدمون عرضًا عامًا دون أن يُظهروا فهمًا حقيقيًا لتفاصيل المشروع أو احتياجات العميل وهنا يشعر العميل أن التعاون قد لا يكون مثمرًا حتى لو كانت المهارات موجودة
الاحترافية في العرض والسلوك
طريقة تقديم العرض تنظيم الملف الشخصي التناسق في اللغة وحتى احترام التعليمات كل ذلك يصنع الانطباع الأول وهو في كثير من الأحيان ما يُرجّح كفة مستقل على آخر
القيم المشتركة والرؤية
أحيانًا يستبعد العميل مستقلًا ماهرًا لأنه لا يرى توافقًا في طريقة التفكير أو في أسلوب العمل المطلوب خصوصًا في المشاريع الإبداعية أو طويلة الأمد
باختصار الكفاءة مهمة جدًا ولكن ما يجعل العميل يختارك هو الثقة التي تمنحها له في قدرتك على التعاون بسلاسة وفهم أهدافه كأنها أهدافك
تقديم نفسك ليس فقط إبراز مهاراتك بل إظهار نضجك المهني وحرصك على نجاح المشروع ككل
التعليقات