من خلال تجربتي في العمل الحر، أدركت أن تخصيص 20٪ من وقتي للتطوع والعمل على مشاريع مع مؤسسات كبيرة حتى بدون مقابل مادي كان له أثر كبير في بناء سمعتي المهنية، هذه الاستراتيجية التي تعتمد على استثمار جزء من الوقت والطاقة في مشاريع ذات قيمة منحتني فرصة لعرض مهاراتي أمام جهات مؤثرة، مما ساعدني في الحصول على توصيات قوية وفرص عمل مستقبلية، وبرأيي أعتبر هذا النوع من الاستثمار خطوة مهمة لتحقيق تقدم كبير في مجال العمل الحر خاصة إذا تم مع مؤسسات معروفة وذات تأثير قوي. برأيكم هل تعتقدون أن العمل التطوعي على مشاريع كبيرة باستخدام استراتيجية الـ20٪ يمكن أن يكون مفتاحًا لبناء سمعة قوية لنا كمستقلين؟
استراتيجية ال20%، هل تؤيد استثمار جزء من وقتك في مشاريع بدون مقابل لتحصل على عملاء كبار؟
هي فكرة جيدة ولكن أجد بها مخاطرة، كأن يقولوا فلان يعمل بالمجان، فلماذا ندفع له، فأحيانا ما يتم الحصول عليه بالمجان نراه رخيصا، وبالتالي لا نعطي له قيمة لذا نحن مضطرون للتعامل من أين ينتهي تفكير من حولك، لذا لا أحبذ هذه الاستراتيجية
نعم قد تنتشر سمعة أنه يعمل بالمجان، ولكنه خصص الاستراتيجية على العمل مع المؤسسات الكبيرة ذات السمعة المرموقة، التي قد يرغب أي شخض في الحصول على فرضة تدريب internship فقط فيها، لأنها تثقل المسيرة حتى ولو كان العمل بالمجان.
صحيح تمامًا، فالحصول على شهادة خبرة واحدة من مؤسسة مرموقة قد يكون له تأثير كبير في فتح العديد من الفرص الوظيفية في المستقبل، كما أن العمل مع مؤسسات ذات سمعة طيبة يضيف قيمة كبيرة للسيرة الذاتية، حيث يعكس مستوى الاحترافية والخبرة المكتسبة، حتى لو كان العمل بدون مقابل فإن الفائدة التي يمكن أن يجنيها الشخص من التدريب في بيئة مرموقة تتجاوز بكثير العائد المادي المؤقت، وتكون التجربة بمثابة استثمار كبير في المستقبل الوظيفي.
يعني قد تبدو وسيلة جيدة لي كضياء لبناء علاقات وكسب خبرة، ولكن عندي إشارات استفهام، هذا ألا يؤدي إلى استغلال مهاراتي من قبل الآخرين دون ضمان حقيقي لتحقيق عوائد مستقبلية؟ يعني ما الذي يضمن لي المكاسب التي تذكرينها؟
وهناك أمر ثاني، ألا يُمكن أن يقلل هذا من تقديري لذاتك وقيمتي المهنية، مما يُشجع العملاء المحتملين أنفسهم أو هؤلاء العملاء الكبار على توقع خدمات مجانية أو أقل من السوق دائماً؟
كيف واجهت هذه الأسئلة التي أعتقد أنها خطرت لك؟
يعني ما الذي يضمن لي المكاسب التي تذكرينها؟
فكرة العمل في المؤسسات الكبرى نفسها والشعور بالفخر والقدرة على إثبات الذات في بيئة مرموقة تمنح الشخص ثقة كبيرة وتفتح أمامه أبوابًا وفرصًا لا تُقدر بثمن. لدي قريب واجه تجربة مشابهة وتمكن من الحصول على وظيفة مرموقة في إحدى الشركات الكبرى بفضل دورة تدريبية شارك فيها بإحدى المؤسسات العريقة، هذه الدورة التي كانت تقدم عادةً مقابل آلاف الدولارات، حصل عليها بشكل مجاني كعرض استثنائي، كانت هذه التجربة هي السبب الرئيسي وراء تحوله المهني وفتح آفاق جديدة أمامه، مما يثبت أن مثل هذه الفرص نادرة ولكن عوائدها تستحق الجهد.
ألا يُمكن أن يقلل هذا من تقديري لذاتك وقيمتي المهنية، مما يُشجع العملاء المحتملين أنفسهم أو هؤلاء العملاء الكبار على توقع خدمات مجانية أو أقل من السوق دائماً؟
لا أعتقد ذلك، لأن الخبرة أو العمل الذي حصلنا عليه من الشركة المرموقة يمنحنا قيمة حقيقية ويعزز من تقديرنا لذاتنا وثقتنا بقدراتنا، فبدلاً من تقليل قيمتنا المهنية أرى أن هذا النوع من التجارب يرفع من مكانتنا في أعين العملاء الكبار، وهذا يجعلهم يتوقعون خدمات ذات جودة عالية، وبالتالي بأسعار تتناسب مع هذه القيمة وليس العكس.
أقدر حقيقة هذا التفكير. فهو يشبه إلى حد كبير عالم الاستثمار المالي، حيث لا يعمل شيء بالمجان. أتذكر حديثاً بيني وبين أحد الأصدقاء عن عمل مشروع معين، وكنت أقدم له بعض النصائح. حتى النصائح المجانية التي حصلنا عليها من أشخاص آخرين لم تكن بدون مقابل فعليًا. فقد تكون هذه النصائح قد جاءت نتيجة تجارب شخصية أو احتكاك بمبدعين في حل المشاكل، أو اكتشاف طرق جديدة وأكثر فعالية، أو التعامل مع جمهور جديد.
في النهاية، لا يوجد شيء بالمجان في الحياة. كل تجربة تضيف لنا قدراً من الخبرة بشكل أو بآخر.
لا يوجد شيء بالمجان في الحياة. كل تجربة تضيف لنا قدراً من الخبرة بشكل أو بآخر.
من خلال تجاربي الشخصية أدركت فعلاً أنه لا يوجد شيء بالمجان في الحياة، فكل قرار اتخذته وكل مشكلة أو تحدي واجهته كان يحمل ثمن معين، سواء كان ذلك من الوقت أو الجهد أو حتى التنازلات، ولكن مع كل تجربة شعرت أنني أكتسب شيء جديد، سواء كان درس أو مهارة تضيف إلى خبراتي، صحيح ربما لم تكن النتائج دائمًا كما توقعت، لكنني أؤمن أن كل تجربة مهما كانت صعبة تشكل جزء من الرحلة التي تجعلني أقوى وأكثر وعي بالحياة.
مفتاح قوي للغاية لو كانت هذه المؤسسات ستعترف بما قدمته، أما لو كنت ستنكر أو تنسب جهدي للغير فلن أهدر في ذلك دقيقة واحدة.
وأذكر أنني منذ أربعة سنوات سافرت لجمعية تابعة لجهة خاصة لأنهم كانوا قد أعلنوا عن بدأ تنفيذ حملة مجانية لعلاج الإدمان في الشوارع تحديداً، عرضت عليهم ووقتها كنت أمتلك خبرة جيدة أن أساهم في توجيه فرق التطوع وتنفيذ آلية المتابعة ولكن عرضوا أن أعمل ورحبوا بشرط أن لا يتم ذكر اسمي ولا اتواجد في أي اجتماع رسمي أو إجراء حكومي أو مؤسسي، وهذه بالنسبة لشخص مثلي إهانة لم أكن اقبلها بأي مقابل.
لذلك الخبرة لا تكفي وحدها طالما يظن هؤلاء أنني لا استحق التواجد معهم، وبالمناسبة المدير التنفيذي لهذه الجمعية يعمل اليوم على مشروع معي ولكن بشرط أن يكون ليس له سلطة على أي قرار نهائى ( لم اتعمد إهانته وهو على ما هو عليه من خبرة ولكن أردت أن يفهم خطأ ما فعله معي سابقآ)
التعليقات