احتفاظ المدير بمساحة احترافية جافّة أنفع من العفوية والودّ بالتعامل

من وجهة نظري، المسألة تتعلق بفهم الهدف من العلاقة المهنية.. إذا كان الشخص يحتفظ بمسافة احترافية ويظل جافًا، فهذا قد يعزز من وضوح القرارات الموضوعية ويمنع التأثر بالعواطف الشخصية كما ذكرت. ومع ذلك يجب أن يكون الحذر في الحفاظ على هذا التوازن.. فالعلاقات الإنسانية تتطلب بعض الود أحيانًا لتشجيع التعاون وتحقيق نتائج أفضل، لذا يتعين على كل طرف تقييم مصلحة العمل وتحقيق توازن بين الاحترافية والإنسانية

بالنسبة ل5سنوات، يفترض أن تنكسر بعض الحدود على الاقل.. ليس فتحها تماما لكن نحن بشر، و5سنوات فيها عشرة عمر كما يقولون وفيها وفاء متبادل، فلابد من كسر قليل من الحدود

لا هذا ولا ذاك، لا أكون جافا فانكسر ولا لينا فيفهم أسلوبي خطأ، لابد أن أوزان بين الجدية والود في إطار يفرض الاحترام على علاقة العمل هذه، وأن أكون احترافيا في تعاملاتي، مع مساحة من الود قد تظهر في حالات معينة، مثلا موظف لديه مشكلة تؤثر على عمله، التعامل معه هنا بود مطلوب ليشعر بالدعم بحالته، لي زميل مدير أعجب بطريقته جدا، هو مزيج من الاحترافية والود بطريقة محترفة، فلا يفوت مناسبة عند أي أحد من فريقه وإلا يدعمه ويهاديه، وبالعمل هو مدير احترافي يجبر من أمامه بالالتزام. هذا برأيي هو القائد الناجح

للوهلة الأولى أجدني متفق مع العلاقة الجافة الاحترافية التي تجعل التعاملات مهنية ، ولكن أجد أحياناً أن لكل قاعدة شاذ يؤكدها بمعنى أن التعاملات لا يجب أن تكون بالضرورة جافة [ ولكن يتم وضع حدود معينة بشكل واضح لا يحتمل الخطأ] ومن بعدها يمكن التعامل ببعضاً من الود أو قليلاً من الود فهذا يساهم في دفع العامل أو الموظف لإنتاجية أكبر ... ولا يشعر أنه في بيئة غير مرحبة بوجوده الأنساني ((فنحن لسنا ألالات)) والدليل أنك شعرت بنفسك ببعض من الكراهية لهذا المدير بالدرجة التي جعلتك تسبه في سرك ... لذا أظن أن التوازن بين الآمرين ضرورة في بعض الحالات .

أعتقد أن هذا النهج الذي يتبعه مديرك كان لينجح في معظم المجالات، إلا المجالات الإبداعية في رأيي، إن كنت مستقلًا يعمل في مجال إبداعي، فبالتأكيد المساحة المريحة التي يتيحها مديري من التعاون والانتقادات البناءة بل وحتى التعليقات الإيجابية والتشجيع، تنعكس بشدة على أدائي، والوجه والتعامل الجاف قد يجعلني متشكك في المساحة الحرة من التعديلات التي قررت وضعها لنفسي بما أنه عمل إبداعي.

عن نفسي استعمل النهجين طوال الوقت، داخل العمل مع الفريق يدرك من معي أنه لا مجال لخلع رداء الرسمية معي أو مع أي الزملاء، وكأننا نتعامل مع شخص أول مرة نراه، أما خارج العمل فلن تعرف مدير العمليات من مسؤول الفريق من القديم من الجديد، ولو بحثت بينهمخعن منفذ المشروع وهو دوري فلن تجد شخص تبدو عليه الجدية والرسمية، ولكن أنوه عليهم دائما أن لا توسس نفس أحد له بأن يقصر أو يخطأ ويظن أن هناك تهاون بدافع صداقتنا واخوتنا لأن عقابه سيكون مضاعف أنه قصر وأنه ظن أن تساهلي معهم يسمح بذلك.