بالبداية اعتقدت أن الإجازات الطويلة ضرورية لإعادة شحن طاقتي ولكن سرعان ما أدركت أن الغياب الطويل أعاق سير عملي بسبب أنه أحياناً يكون لدي مشروع يجعلني ألغي الإجازة أو أؤجلها وأعاق أيضاً تواصلي وعلاقاتي مع العملاء ولذلك حوّلت للفترات القصيرة الكثيرة يومياً دون الانقطاعات الطويلة، لقد كان إلغاء الإجازات واعتماد فترات الاستراحة والراحة الساعية اليومية في حياتي بمثابة تحول حقيقي في أسلوبي ضمن مجال العمل الحر لإنه أدى إلى تغيير وتحسين بإنتاجيتي وصحتي النفسية بسبب الحفاظ على زخم العمل دون الضغط الناتج عن الأعمال المتراكمة! وصرت أعرف بهذا كيف أوفي بالتزاماتي بشكل أسهل.
لغيت الإجازات والعطل واعتمدت الاستراحات القصيرة
أعتقد أن مسألة الإجازات والإستراحات وطريقة تنسيقها تختلف حسب الشخص وطبيعة العمل، لكن المبالغة في الإنخراط في الأعمال والمشاريع بشكل مستمر ويومي قد يؤدي أحيانًا إلى الإحتراق الوظيفي، وفي هذه الحالة تصبح الإجازة والإبتعاد ضرورة وليس اختيار، ناهيك طبعًا عن الحالات الطارئة والمفاجئة، الإجازة المطولة ضرورية في الأعمال التي تتضمن ضغط عالي، هنا لن تحتاجها فقط لترتاح بل حتى لتتجدد طاقتك للعودة للعمل بعد انقضاء الإجازة.
المشاريع بشكل مستمر ويومي قد يؤدي أحيانًا إلى الإحتراق الوظيفي،
لاحظت مؤخرا انتشار مصطلح الاحتراق الوظيفي، والحاجة الضرورية لأخذ إجازات أو التوقف عن العمل لفترات وخلافه، ولكن هنالك ناس العمل بالنسبة لهم عبارة عن تجديد طاقة مستمر وعندما يتوقف عن العمل بسبب إجازة أو عطلة يفقد هذه الطاقة التي كانت لديه، فهل تري النقطة كما أراها وهي أنه فترات الراحة ليست للجميع ولكنها تعتمد على الفرد نفسه، ولكن في نفس الوقت نجد استنكار عام في وقتنا الحالي على من يعمل بلا انقطاع، دون محاولة معرفة أن هذا الأنسب له ولا يسبب احتراق له هو بالخصوص.
الكل يحتاج استراحة، هذا أمر مفروغ منه، في النهاية لسنا روبوتات، مع العلم أنه حتى الروبوتات إذا تم تحميلها فوق طاقتها يمكن أن تحترق ولكنه حريق حقيقي وليس مجازي!
إذن الراحة للجميع، الإختلاف فقط يكمن في توقيت الإجازة ومدتها، لذلك ينبغي على الشخص أن يقيّم وضعه بالأخص عندما يكون في عمله المرونة الكافيةالتي تسمح له باختيار وقت الإجازة ومدتها، أما في الإجازات الموسمية الطويلة، ففقدان الطاقة عند العمل أمر وارد ولا أراه مشكلة، في النهاية سيسترجعها إذا اجتهد، ولكن إذا ما شعر بالحاجة لوجود شكل من أشكال العمل خلال الإجازة يحافظ بها على طاقته فلا بأس بالقليل من الأنشطة والمشاريع البسيطة خلال تلك الفترة، يمكنه حتى التطوع في مجاله إذا أراد.. الأمر واسع.
تقريبا أعتمد نفس النهج ولكن ليس إلغاء تام، وإنما عطلة واحدة طويلة في العام تكفي للاستراحة، بينما أحرص على توزيع فترات قصيرة ومتكررة من الراحة على مدار اليوم، أعتقد أن هذا النهج يمكن أن يكون فعّالا للغاية لأنه يساعد في الحفاظ على توازن صحي بين العمل والحياة الشخصية، ووجدت أن العطلات القصيرة المتكررة تساعد على تجديد الطاقة والحفاظ على تركيز عال دون الشعور بالإرهاق الناتج عن العمل المتواصل.
أنا مستاء الصراحة من العطل، فمثلاً فب بلادي هناك ٢٥ يوم عطلة عدا عطلة الجمعة والسبت، يعني حوالي ١٢٠ يوم بالسنة بلا عمل! هذا ما الذي يمكن أن ينتج غير مزيد من الفقر؟ أول ما تبنى عليه العائلات والدول هو الانتاج سواء في المهن التقليدية أو في العمل الحر، نحن بيئات غير منتجة بسبب هذه العطل الغير مبررة التي لا تنبع من حاجة بل من استجابة
حوّلت للفترات القصيرة الكثيرة يومياً دون الانقطاعات الطويلة
لم أفهم تلك النقطة، هل تأخذ استراحة كل ساعة مثلًا أو كل عدة ساعات ترتاح ساعة؟
بالنسبة لي أعتمد الراحة والابتعاد عن العمل كل عدة أيام مثلًا لمدة نصف يوم أو يوم، ويعتمد طول الأيام على ما ألتزم به من مشاريع أو ارتباطات بالعمل والمناسبات الخاصة بالأسرة، وهذا أيضًا يساعدني على عدم الانقطاع عن العمل لفترات طويلة مما يسبب الخمول، وهو ما عانيت منه لفترات في حياتي ويكون عودتي للعمل مرة أخرى صعب للغاية.
لم أفهم تلك النقطة، هل تأخذ استراحة كل ساعة مثلًا أو كل عدة ساعات ترتاح ساعة؟
أرتاح حين أشعر بالتعب غالباً، مثلاً عملت عدة ساعات وأنا أشعر الآن بتعب أو جوع أو أي حاجة أخرى؟ إذاً أقوم بأخذ استراحة. أو حتى مثلاً أقوم بالاستراحة وفقاً لمبدأ برومودورو ولكن بأوقات أحددها أنا، يعني ٤٥ دقيقة عمل ربع ساعة راحة أو نصف ساعة، المهم أن لا أجبر نفسي على عمل متعب، وأن لا أكون مشغولاً بالتفكير بعطلة نهاية الأسبوع.
أعتقد أن فترة الاستراحة اليومية ليست كافية، يجب علينا تخصيص يوم في الأسبوع كإجازة أسبوعية مثل باقية الوظائف لأن الإجازة الأسبوعية مهمة لحياتنا الشخصية وتجنب العزلة عن الناس، فلكل منا هوايات نرغب في ممارستها وأشخاص مقربين نود مقابلتهم لذا فإن الإجازة الأسبوعية مهمة جداً. ما رأيك أنت؟ هل الإجازة الأسبوعية تعيقك عن العمل أيضاُ؟
لماذا افترضتي أن الاجازات الساعية اليومية لا تتضمن ممارسة الهوايات والاختلاط بين الناس؟ التقي أصدقائي في هذه الاجازات الساعية التي أنا أحددها وأنزل للمقاهي والمطاعم، أزور المناطق التي أريد، ولكن لا يوجد أي داعي لتبديد نهار كامل بالتسلية أفعل ذلك ضمن أوقات محددة جداً وهذا أصلاً يزيد من متعتي بلقاء أصدقائي والناس الذين أعرفهم.
من خلال تجربتي الشخصية أيضًا، وجدت أن الإجازات الطويلة لم تكن مفيدة كما كنت أظن. لذا بدأت في اعتماد فترات استراحة قصيرة يوميًا، تتراوح بين ساعة إلى ثلاث ساعات، بدلاً من أخذ إجازات طويلة. هذا التغيير كان له تأثير إيجابي كبير على إنتاجيتي وصحتي النفسية.
بفضل هذه الاستراحات اليومية، أصبحت أكثر إنتاجية وتحسن أدائي بشكل ملحوظ. لكن لم امنع نفسي من الاجازات خاصة في شهر أغسطس، أخصص أسبوعًا او اسبوعين للإجازة أسافر فيه إلى أي مكان أريده، ولكن في باقي أيام السنة، أستثمر فترات الاستراحة القصيرة في ممارسة الرياضة أو المشي. هذا التوازن بين العمل والاستراحة ساعدني كثيرًا في تحسين جودة حياتي وأدائي المهني
سينتابك شعور يا لمياء أنه يجب أن لا تأخذي أكثر من ساعتين استراحة باليوم، حين ينتابك هذا الشعور خذي أربعة عوضاً عن اثنين لتكسري تماماً هذه الخواطر التي فيها جلد للذات، حتى تصلي إلى مرحلة تستطيعين بها تحديد عدد ساعات ووقت الاستراحات بطريقة تناسب احتياجاتك فعلاً لا مقاييس ومعايير الناس التي لا تنتهي تقريباً.
لا ليس بومودورو، يمكننا استخدام هذه التقنية بالساعات القصيرة الساعية عادي، ولكن أنا لا استخدم هذا الموضوع، أنا آخذ تقريباً بناءً على حاجتي، حين يتعب جسمي يرسل اشارات كما حين يجوع، ولذلك اخذ اجازات عند أي شعور مشابه، أحعلها ساعة تقريباً ومن ثم أعود على الأقل ٣ ساعات وهكذا، كل فترة آخذها بناءً على حاجتي من الراحة وطبيعة النشاط الذي سأمارسه صمن هذه الراحة، فمثلاً حين ازور صديقي آخذ ٣ ساعات عادي.
تعال واجلس بجوار أخيك؛ أنا أفعل نفس الشيء لكن الفارق الوحيد هي أنني كل فترة آخذ استراحة محارب لأسبوع مثلا أفعل فيه شيء جديد مثل السفر أو فعل هواية قديمة تركتها، وفي ذلك الوقت أفصل نفسي قدر الإمكان عن العمل والاجتماعات والعملاء.
وهذا الأمر أشعر فيه بالراحة بشكل كبير.
هل هذه تأخذها سنوية؟ من الرائع والله أن يكون لنا مساحة سنوية لممارسة نشاطات خارج الصندوق تحتاج وقت طويل كالسفر، حتى السفر الداخلي مثلاً، اكشتفت مناطق كثيرة جداً في سوريا ومصر لم أزورها وهي مناطق فعلاً تستحق إجازات طويلة وزيارات، سأنفذ هذا الأمر مثلك وأعدل خطتي لفسح مجال لهذا النشاط كل سنة في حال كنت تنفذه كل سنة.
التعليقات