كمستقل، يعاني عملي من غياب ساعات العمل المحددة، فأجد نفسي أعمل بشكل مفرط في كثير من الأحيان لتلبية المواعيد النهائية، وأكون دائمًا متاحًا. وبالطبع هذا يسبب لي الإرهاق البدني والذهني، ويقلل من إنتاجيتي في بعض الأحيان، ويؤدي للشعور بالإحباط وفقدان الشغف، فمن خلال تجاربكم كيف أتجنب الإرهاق المهني؟
كيف يمكن لنا تجنب الإرهاق المهني في ظل غياب ساعات العمل المحددة؟
مشكلتك كنت أتحدث بها مع الخياطة البارحة عندما كانت تنهي لي بعض الأعمال، وكانت تشتكي أنها طوال الوقت تعمل وهذا يجعلها تشعر بالضغط والإرهاق، وخلال حديثنا وجدتها تقبل بشغل جديد، وهنا سألتها هل لديك وقت لهذا العمل، ردت بالتأكيد لا، فلماذا قبلتيه، قالت حتى لا يغضب العملاء، وهنا أجد أن تعلم قول "لا" خطوة مهمة
فتعلم كيفية رفض المشاريع أو المهام الزائدة التي قد تؤدي إلى زيادة العبء عليك. كن واقعيًا بشأن ما يمكنك إنجازه. هذا يسهل الأمور عليك أكثر
الكثير في هذه الظروف الإقتصادية يجد صعوبة كبيرة في رفض الفرص، فهو قد لا يحصل عليها مجددًا خصوصًا أصحاب الأعمال الذين يمكن استبدالهم بسهولة وبالتالي نخسر عميل على المدى الطويل، ففي النهاية أن يكون ضغط العمل مبالغ فيه أفضل من أن يكون أقل من المطلوب.
أغلب العملاء يفضلون التعامل مع نفس المستقل طالما أنه محترف وملتزم وارتاحوا في التعامل معه، وبالتالي خيار الاستبدال والبحث عن مستقل آخر ليس محبب لهم، على العكس هي مغامرة قد يندم عليها، لهذا لا يجب أن تكون دائما في حالة خوف من خسارة العملاء، وضح لهم كل فترة والأخرى طالما أن عملكم ممتد أنك تحتاج لبضعة أيام للراحة أو للقيام بأشياء أخرى ومن ثم العودة للتركيز على مشاريعهم، عن نفسي أنا أقوم بذلك من البداية والعملاء اعتادوا أنني لن أكون متاحة في بعض الأوقات ولكن هذا لن يؤثر على سير العمل لأنني أختار أوقات التوقف عندما يتم إنجاز كم معقول يسمح للتوقف فترة دون التأثير على الإنتاجية.
هناك بعض العملاء أجدهم يشيرون دائمًا ولو من طرف خفي أنه يمكنه استبدال المستقل في أي وقت وكأنه يعمل معه كنوع من التفضل عليه ويستخدم هذا كطريقة للضغط عليه حتى يبذل جهد مضاعف، والمشكلة أن ليس كل المستقلين لديهم خيار التخلي عن فرصة العمل هذه.
ربما إذا كانوا في البداية، بالفعل أنا سأنصح بالصبر قليلا إذا كان الإنسان مازال لم يحصد نتائج عمله وجهده وبحاجة للخبرة والمال وللسمعة الجيدة في المجال، ولكن كمستقل محترف وصلت لدرجة عالية أو مقبولة على الأقل مما أشرنا إليه لا يجب أن تسمح بمعاملتك بتلك الطريقة، العمل في ظل بيئة مهددة ليس ظرف أدمي ولا يشجع على العمل ولا الإبداع، ولن يفيد سوى في زيادة الضغط النفسي وتأثر حالتنا النفسية، لهذا يجب التخلي عن هذا، تماما كالتخلي عن بيئة العمل السامة في الوظائف التقليدية.
أتفهم رأيك وهو صحيح بالفعل لكن قد تختلف الأمور غير المقبولة بالنسبة لمستقل عن آخر، وحديثك عن بيئة العمل السامة للوظائف التقليدية ذكرني بأيام عصيبة في حياتي العملية عملت خلالها في بيئة مكتبة لا يمكن بالنسبة لي وصفها سوى بهذا التعبير، خصوصًا ما يتعلق بتعامل المديرين مع الموظفين والنميمة والتنمر ونقل الكلام ووو ويجعلني هذا أحمدالله على حتى مشاكل العمل الحر وبعض العملاء الذين يثيرون الأعصاب في بعض الأحيان 😂
تعلم كيفية رفض المشاريع أو المهام الزائدة التي قد تؤدي إلى زيادة العبء عليك
اقتراح جيد من الناحية النظرية؛ لكن عمليا لا يمكن تطبيقه.
فما هي المعايير التي تؤدي للرفض: هل مثلا من المنطقي أن أرفض مشروع قيمته 1000 دولار لأني حاليا مشغول بمشروع قيمته 20 دولار؟
الإنسان دائما ما يقول: سأنجز المشروع الذي ب20 دولار بسرعة ثم أتجه للمشروع الذي ب1000 دولار فأركز فيه. هذا هو الشيء المنطقي.
ومنا من يجعل الأمر متعلقا بالمواعيد النهائية لكل مشروع مثلا.
لكن فكرة أن مستقلا يرفض مشاريع هذا شيء غير معتاد. وأنا أتساءل بما أن وجهة نظرك صحيحة فكيف يمكننا جعله معتادا على المستوى العملي التطبيقي؟
سأنجز المشروع الذي ب20 دولار بسرعة ثم أتجه للمشروع الذي ب1000 دولار فأركز فيه. هذا هو الشيء المنطقي.
ولكن لن أقبل مشروع ثالث معهما قيمته ١٠٠ دولار مثلا طالما أن المشروعين الآخريين يأخذان كامل وقتي، وهذا هو المقصود أن يكون هناك حد أقصى يتوقف عنده المستقل عن قبول المشاريع حتى يستطيع الالتزام وتقديم كل أعماله على نفس القدر من الجودة، وإلا الخسارة قد تكون أكبر إذا ما تم ترك انطباع سيء عند العميل صاحب ميزانية ١٠٠٠ دولار، فتجد أنك خسرت فرصة معاودة العمل معه، وخسارة ١٠٠٠ دولار أخرى في مقابل ١٠٠ دولار.
الأمر تحدده عوامل أخرى، فمثلا لو هو عميل منتظم معي فلربما أؤجل مشروعه بعض الوقت ويتسامح معي لمعرفته بمستوى عملي.
أنا أعرض وأتبنى وجهة نظر تحدث بالفعل بغض النظر عن كونها صحيحة أو غير ذلك لكنها تحدث وهناك أشخاص بل وشركات وكيانات كبيرة تفكر من هذا المنطلق.
فكيف يمكن ثنيهم عن مثل هذه الأساليب في العمل والتفكير؟
أظن أن حل هذا الأمر يحتاج فقط لورقة وقلم وإدارة وقتك بشكلٍ جيدٍ، قم بتحديد ساعات عملك واحترام ذلك، وضع في حساباتك بأن تخصيص وقت كافي للراحة سيكون أمر هام في تقليل الضغط النفسي الذي ستواجهه لو أصبح وقت العمل غير محدود، فخصص وقتًا كافيًا لأهلك وأصدقائك، ومن أهم الاشياء أن تتعلم قول كلمة لا لو وجدت إضافة العمل سيزيد من ضغطتك، أو سيكون غير لائق.
أظن أن حل هذا الأمر يحتاج فقط لورقة وقلم وإدارة وقتك بشكلٍ جيدٍ
أحيانًا للأسف تخططين وتلزمين نفسك بأوقات للعمل وأخرى للراحة ولكن عقلك لا ينفك عن التفكير في العمل في أوقات الراحة. هذا الـ switch أيضًا ما بين الراحة إلى العمل قد يكون صعبًا، بينما العكس غير صحيح :)
على سبيل المثال -وهي مشكلة شخصية تواجهني- هي أنني حين أدخل في مود الراحة، بأن أعكف على مشاهدة فيلم مثلًا، فإنني أجد من الصعب جدًا قطع الفيلم لأجل الانتقال إلى المكتب واستئناف العمل.
هذا الـ switch أيضًا ما بين الراحة إلى العمل قد يكون صعبًا، بينما العكس غير صحيح
الغريب أني مؤخرًا أصبحت ألاحظ أن الحصول على فترات راحة طويلة أصبح أمر يضغط على نفسيًا فأشعر طوال الوقت أني مقصر أو اني بإمكاني التقديم على وظائف طالما لدي وقت للترفيه عن نفسي فأصبح هذا حتى يقلل من استمتاعي بفترات الراحة.
استخلصت من التجربة أنه لابد من التواصل مع العميل وإخباره بأوقات معينة للتواصل، وعلى قدر ما تكون هذه الاستراتيجية سهلة وواضحة إلا أن تنفيذها وخطوة التحدث مع العميل بأنك متاح في أوقات معينة، إلا أن تنفيذها يحتاج بعض الحرص وخاصة أنه هنالك عملاء ربما يعتبرون هذا تقييد لهم لأنه ربما يكون عميل من بلد مختلفة والأوقات تختلف من بلدة للثانية، لذا أرى التواصل بطريقة احترافية مع العميل وسؤاله عن الأوقات التي سيكون متاحا فيها للتواصل بشأن أي تعديل أو استفسار ولو وجدت أن الوقت لن يناسبك حينها أعرض عليه بأنه بسبب اختلاف التوقيت فسأكون متاحا للرد في الوقت المحدد وهكذا.
أعتقد ان قليل من العملاء من سيقبل بالإلتزام بذلك حتى كمدير فريق أجد صعوبة في تنفيذ هذا مع أعضاء فريقي، فالكثير من العملاء قد يستجد امر ما عليهم في أوقات مختلفة وقد يتطلب عمله أن يكون المستقل متاح لإنجاز المهام والمساعدة على ذلك، فهل فكرة مثل ان يكون هناك وقت معين سعر ساعة العمل به هو المتفق عليه وإذا طلب العميل العمل في وقت آخر يزيد هذا السعر؟ فأعتقد أن هذا قد يدفع العميل إلى الحرص على ارسال المهام خلال فترات اتاحة المستقل وفي نفس الوقت يكون هناك حافز للمستقل أن يعمل خارج ساعات العمل المحددة بينه وبين العميل.
في البداية العمل على تنظيم الوقت أمر مهم وكذلك توفير وقت يكون 100% للعمل فقضاء الوقت المفتوح في التردد بين العمل والحياة الشخصية يجعل الإنسان لا يقوم بكليهما بشكل جيد وفي النهاية تشعر بضياع الوقت واليوم أما في الحالة التركيز الكامل على العمل تنتهي الأعمال بشكل أسرع. وبالنسبة لموضوع الوقت أحيانًا تكون هناك أعمال أنت من تحدد الوقت اللازم لها لذلك بالنسبة لي من الأفضل أن تعطي هذه الأعمال وقتًا أكبر من المتوقع بالنسبة لك فإن انهيتها في وقت أبكر استفدت وإن تأخرت حتى أقصى الوقت المطلوب لم تخسر شيئًا من توقعات العميل.
أتفق مع فكرة فترات التركيز الكامل على مهمة معينة لفترة من الوقت دون أي مشتتات للإنتباه، لكن المشكلة الأكبر التي تقابلنا جميعًا كجيل في هذا هي عادة السكرول وتتبع الاشعارات بشكل دائم، فلا أتصور أن اقضي وقت طويل دون أن أتفقد السوشيال ميديا الخاصة بي.
فلا أتصور أن اقضي وقت طويل دون أن أتفقد السوشيال ميديا الخاصة بي.
أنا أيضًا وفي الحياة العادية أتفقده فعلًا باستمرار. لكن أحاول خلق عقلية منفصلة للعمل جادة أكثر وتحاول الابتعاد عن المشتتات ولو بالإجبار كوضع الهاتف في غرفة منفصلة أو تشغيل برامج تحجب مواقع التواصل في فترة العمل وخلافه. وعندما يجرب الإنسان الفارق في تركيزه وانتاجيته في هذه الحالة يكون من الصعب جدًا أن يعود لعاداته القديمة خاصة عندما يتعلق الأمر بالعمل والمال
النوم الجيد، الاعتماد على البيانات السابقة لتحديد الجدول الزمني للأعمال بما يتوافق مع احتياجات العمل واحتياجاتك الشخصية.
تقسيم يومك على ثلاث فترات:
- القيام بالعمل المبرمج مسبقا يتخلله فترات راحة بالإضافة المحافضة على التواصل مع العملاء الحاليين لإعلامهم بالتقدم في العمل مع احترام الجدل الزمني( يمكنك الاعتماد على طريقة الطماطم)
- .الرد على رسائل العملاء المحتملين وتعديل البرنامج حسب المعطيات الجديدة(الإعتماد على بيانات حقيقية في تحديد المواعيد النهائية)
- وقت للحياة الشخصية (إيقاف خاصية الإشعارات) واحترام ساعات النوم الصحية
أرجو أن يوفقكم الله ، إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان، وأي أفكار أخرى، فصدرنا رحب لتقبل أي أفكار مفيدة.
جزاك الله خيرًا أخي، المشكلة أن هذا التقسيم الزمني المحدد غير واقعي بالنسبة لطبيعة حياتي وعملي ففي معظم الوقت أتلقى رسائل ومهمات في اوقات مختلفة من اليوم والمشكلة أن هذا ما وافقت عليه من البداية مع عملائي المستمرين.
عانيت من هذه المشكلة بشكل مستمر، خاصةً وأنني أشعر أنني في حالة ترقب دائم، أقوم بفتح " مستقل " بشكل متكرر لأتفقد ما إن كان لدي رسائل جديدة أم لا، وهذا يجعلني أفقد تركيزي بينما أفعل أي نشاط آخر كالمذاكرة على سبيل المثال.
لكن أهم خطوة اتخذتها في سبيل ذلك هي التقدير الجيد للمدة الزمنية للمشروع قبل بداية العمل، أحيانًا قد أتحمس بشكل مبالغ فيه أثناء كتابة العرض فأضع مدة يومين أو ثلاثة، بينما المشروع يحتاج بالفعل أسبوعًا من أجل إنجازه في حال عملت بشكل منتظم وصحي. وفي حال كان العمل طارئًا فأسعى لتنظيم الجدول اليومي بشكل يضمن لي جعل المشروع أولوية، مع الأخذ بالاعتبار الممارسات الصحية اليومية كالحصول على قسط كافٍ من النوم وشرب قدر كافٍ من الماء وتناول وجبات الطعم بمقدار زمني متوازن.
أقوم بفتح " مستقل " بشكل متكرر لأتفقد ما إن كان لدي رسائل جديدة أم لا
هذا يحدث معي كثيرًا أيضًا وهناك مشكلة أيضًا أنني في بعض الأوقات لا أتلقى رسالة على الإيميل بخصوص المستجدات على حساب مستقل، فهذا يجعلني أتفقده عدة مرات يوميًا ولا أعرف ما سبب هذه المشكلة وإذا كانت تحدث مع أي شخص آخر. هل يحدث هذا معك؟
التعليقات