"ولماذا قد اضطر لإقناع الناس بعملي كمستقل! لا يهمني رأيهم، ولماذا قد يهمني في الأساس!" ربما ستكون هذه إجابات البعض ممن قرأ عنوان المساهمة، وأنا كنت منهم أيضًا، إلا أن لفت نظري هذا الإعلان، الذي اختصر أكثر المشاكل شيوعًا التي تهم المستقلون في مجال العمل الحر، حين عرض نموذجًا لمستقل يتقدم لخطبة فتاة، وعندما سألته والدتها عن طبيعة عمله، تفاجأت من عدم وجود شركة أو مقر يعمل به، ولا تأمين ولا أي شيء له علاقة بنظام العمل التقليدي، فطبعًا لم تقتنع بعمله، لأنه لم يستطع أن يشرح لها أو يوضح لها أكثر.

وهنا وجدت أن تعريف الإنسان عن عمله، بل وإقناعهم به ليس خيار يمكن تركه، بل هو ضرورة أحيانًا، فإذا كان الإنسان يتقدم للزواج، سيكون أول سؤال يُسأل له هو "ماذا تعمل؟" والأهم للمستقلين في هذه الحالة ليست الإجابة، بل إقناع الآخرين بالإجابة وقبولهم بها، وكذلك عند التقدم لوظيفة في نظام العمل التقليدي، كيف يمكن إقناع مسؤول التوظيف بخبراتنا ومهاراتنا والمشاريع التي قمنا بها وهي غير موثقة أو مصدق عليها من جهات معروفة؟