كيف تتعاملون مع التغيرات المفاجئة في المهام من قبل المدراء؟

أتمنى أن لا يكون نقل تعسفي وأن يكون سببه هو رؤية المدير فيكِ روح التحدي والقدرة على إضافة شيء جديد من خلال نقلك، تعرضت أيضا لموقف مثله حينما تم نقلي لأكون مدير فرع آخر من الشركة ولكنه في مدينة أخرى بجوار مدينتي فالأول رأيت أن الموضوع لم يتم نقاشه معي بقبولي أو برفضي ولكني أخذت الموضوع كتحدي لنفسي وتحدثت مع المسؤول وأوضح لي أن الفرع الثاني يحتاج إلى الكثير من الترتيبات ووجدت أنك الأنسب ولأن المدير السابق ترك العمل لأسباب ليست واضحة لي ولكن لما استلمت الإدارة عملت على تطوير الفرع والموظفين وبالفعل حقق الفرع مكاسب عالية سواء كإيرادات أو مستوى سعادة الموظفين أنفسهم، لذا التحدي يكون فعالا ولكن بالأول لو لديكِ الفرصة لمناقشة مديرك لماذا هذا النقل سيكون أفضل لمعرفة وجهة نظره ولكي تعملي بروح أعلى.

بما أني لو كنت مكانك لفكرت بنفس الأسلوب، لذلك أرى أنكِ أولًا تحتاجين لفهم لماذا أُسند لكِ مهام جديدة بالإضافة إلى مهامك، علمًا بأني أرى أن المهام الجديدة تضعك في منظور ال Design thinking بشكل واقعي وأوضح، يعني سيكون لديك الفرصة بالاحتكاك بكل التفاصيل الخاصة بشخصية العملاء وفهمها وتعزيز نقطة الابتكار على حسب نية المستخدم، في رأيي يمكنك تجربة الأمر إذا كان سيعود عليك بالنفع في تطوير مهاراتك الأساسية وربما إلمامك بكل التفاصيل، يجعلك قادرة على التقديم على وظيفة أعلى في مكان آخر فيما بعد، ولكن عليك تحديد هل ستفيدك تلك المهام الجديدة حقًا في مسارك المهني أم لا، حتى تتجنبي فقط إضاعة الوقت لو كانت خطتك للتطور الوظيفي مختلفة.

هل انقطع تواصلك مع الفريق السابق؟ يمكنك الاستفادة من خبراتهم ونصائحهم. والبحث عن دورات حول هذا الشأن

بالنسبة لي اجدها فرصة للتعلم. الوظيفة هي مكان مناسب للتعلم والكسب من خلال التعلم. كانها جامعة لكن بفرض الواجبات ويعطونك عليها مكافئة شهرية (بالطبع هذه نظرة من ناحية تعليمية وليس معيشية)

بالنسبة لك أنا متأكد من نجاحك وكفاءتك في المهمة الجديدة كما كان الوضع في مهمتك السابقة فالناجح في عمله هو ناجح أينما وكيفما كان وبالتأكيد المدير عنده وجهة نظر ويعرف طاقاتك وقدراتك. لكن عمليًا لو كنت مكانك بالتأكيد سأنزعج بادئ الأمر لأننا بطبيعة الحال نحب الاستقرار والخلود لمنطقة الراحة وأي تغيير يشعرنا بالقلق لكن رويدًا رويدُا نبدأ بالتفكير ونتأكد من أن هذا الأمر هو لمصلحتنا قبل كل شيء ويساعدنا أكثر على التكيف، وقبول التحديات بحد ذاته هو مهارة لذلك وبعد ما عشته من تجارب وتحديات في مهامي الوظيفية المختلفة والتغييرات الكثيرة التي كانت تطرأ عليها والتي دائمًا تترافق مع خوف وقلق بداخلي لكنني أصبحت متآلفًا مع التغيير ولم يعد يشكل هاجس بالنسبة لي.

الثبات في عمل واحد ومهام محددة يشعر الإنسان بالاستقرار، لكنه يخلق الملل ويجعل الحياة روتينية، والروتين قاتل للإبداع، وعليه فلا بأس من التغيير بين حين وآخر، بالإضافة إلى ما ذكرتِ من كونها فرصة للتطوير واكتساب مهارات جديدة، وبشكل شخصي، أحاول قدر الإمكان أن أقابل التغييرات المفاجئة في مهام العمل، وفي الحياة عمومًا بشيئين: المرونة (قدر المستطاع)، والتكيف.

أرى أن موقفك بالقبول صائب بالفعل، خاصة وأن المهام الجديدة تقع تحت المظلة نفسها للتخصص الذي تعملين فيه لكن تتعلق بمرحلة أخرى ومهام مختلفة لكنها تبقى ذات صلة، وأتعجب ممن ينصحونك بالرفض، ياترى هم من أي فريق الجديد أم القديم؟ الرفض كما ترجمتيه هو عجز عن التكيف وامتناع عن التعلم، الرفض ممكن إذا كان نقلك لمجال مختلف تماما لا يتعلق بالتسويق من قريب أو بعيد، لكنها فرصة للتعلم والتطور وتعددية المهارات في مجالك فلا تترددي عزيزتي. وفقك الله

من الواضح أن النقل إلى المركز العمل الجديد قد يكون تحديًا، لكنكي تتعاملين معه بشكل إيجابي ومنطقي. قبول التحدي الجديد والنظر إليه كفرصة للتطوير واكتساب مهارات جديدة هو خطوة ذكية. يمكنك البدء بالأبحاث اللازمة لفهم متطلبات المهمة الجديدة، وتعلم المهارات الجديدة التي قد تحتاجين إليها. ولكن السؤال هو هل مادفعك لقبول المهام الجديدة هو قبولك بتحدي جديد، بمعني اصح أليس عامل الوقت أحد العناصر المهمة التى تشكل قراراتنا فلو كنت ترين هذا الوقت غير مناسب لتغيير مهامك، هل كنتي ستقبلين أيضاً خوفاً من أن يراكي المدير شخصاً غير كفء؟