كمستقل، متى تطلب إلغاء المشروع؟

كأن يتأخر العميل في الرد على استفساراتنا وأسئلتنا بسرعة كافية فقد حدث هذا الأمر معي خلال قيامي بتنفيذ أحد المشاريع مما أعاق قدرتي على إنجاز المشروع خلال المدة المحددة

أعتقد إن قمت بإلغاء المشروع لهذا السبب فهذا أمر برأيي قابل للتجنّب وهناك حلول له، تسرّع أن تقوم بإلغاء المشروع لأجل أي سبب له علاقة بالتواصل، فهنا مثلاً التأخّر، يكفي أن توضّح له برسالة فوراً تأثير هذا الفعل عليك في مسألة إكمال المشروع وتسليمه، وأن تطلب منه أن يقوم بتمديد زمن المشروع لقاء هذا الوقت الضائع، بالتأكيد لن تجد عملاء يلتزمون فعلاً معك بالإجابات من الصباح للمساء، الناس تتواصل مع المستقل لكي يحلّ مكانها وتخصص تركيزها لأمور أخرى، ولذلك برأيي علاج هذا الموضوع يكمن في أن تخبر العميل بغلطه وتحاول أن تضعه بعين الاعتبار بأنّ هذا غلط إمّا يتحمّل مغبته بتأخير التسليم وطلبات التمديد أو بالرد سريعاً، ولا أعتقد أنّ هناك عملاء قد يرفضوا هذين الاتجاهين.

يسيقى هذا سؤلا محيرا دوما إسلام ، طالما أن الحالات كثيرة والأسباب تتغيير من مشروع إلى أخر..

لكن مع أن العمل مجال للعقل، أحيانا أعتقد أن جملة استفت قلبك جملة صحيحة ومفيدة، استفت قلبك في ما تراه من تقلب النوايا من عميل لا يبيت خيراً، اتستفت قلبك في أمر مشروع يريدك صاحبه أن تقوم بأعمال مضاعفة عن تلك التي طلبها دون زيادة في الأجر...الخ .

أنا في نفس الحيرة تماما الأن ، أقبلت على مشروع عرضه صاحبه على أنه مشروع عادي وبسيط، مشروع تحرير كتاب من عدد متفق عليه من الكلمات، وقد قدم صاحب الكتاب نفسه على أنه كاتب سابق بعدة كتب جيدة، وأن المطلوب مني فقط هو مراجعة النص وإعادة تحرير الفقرات التي تبدو أقل ترتيبا وتحسين القليل من اللغة بمفردات أرقى، وقد طلبت سعر السوق في تحرير الكتب لكنه طلب مبلغ زهيد جدا لالى أقل من نصف الثمن ، بحجة أن ليس لذيه هذه الميزانية وان العمل يمكن أن يكون متكرر إذا سارة الأمور بشكل جيد، وأن المطلوب أصلا ليس كبيرا لأنها مجرد أعادة صياغة لبعض الفقرات وتعديلات لغوية لا غير......... وقبلت العرض ......اتفاجئ بعد ذلك النص يحتاج الى اعادة كتابة كليا وليس مجرد تحسين وأن العمل يحتاج الى جهود جبارة ومدة العمل جد قصيرة بهذا السعر، شعرت بصدمة كبيرة ولم أعرف ماذا علي أن أفعل سعر زهيد جدا لمشروع ضخم في عدة أيام ، وبقيت في حيرة هل أطلب سعرا أعلى لأستمر براحة نفسية أكبر، أم أطلب ثمن ما كتبته وأنسحب من المشروع أم انسحب دون اي مقابل،، لا أدري ...شعرت بأن صاحب المشروع نصب علي بشكل سيء وانه لاحساس موجع .

أرى أنه قد يكون من الأفضل تفادي طلب إلغاء المشروع حتى اللحظة الأخيرة، وخاصة إذا كان بإمكانك إيجاد حلول أخرى أكثر نجاعة للتحديات التي تواجهك في التعاون مع العميل، ومن الجيد أن تفكر في بعض الخيارات البديلة قبل اتخاذ القرار النهائي بطلب الإلغاء؛ فقد تجد حلاً لصعوبات التواصل مع العميل من خلال استخدام وسائل تواصل فعّالة مثل الواتساب، أو تحديد جدول زمني للاجتماعات الافتراضية لمتابعة تقدم المشروع، كما يمكن الاستعانة بالادارة لتنبيه العميل، كما سيكون من المفيد إجراء اجتماعات دورية مع العميل لتوضيح المتطلبات والتأكد من فهمك الصحيح لها، لأن هذا سيقلل من حدوث التغييرات الكبيرة في المشروع.

لكن يبقى القرار بناءً على سياق المشروع والتحديات التي تواجهها، كالعوائق الصحية أو الشخصية، وإذا كانت التحديات تستمر وتؤثر بشكل كبير على إنجاز المشروع، فإن طلب إلغاء المشروع قد يكون الخيار الاخير.

القرار بإيقاف المشروع في منتصف الطريق هو قرار حساس يتطلب تقديرًا دقيقًا للظروف والعوامل المختلفة التي قد تؤثر على تنفيذه بنجاح. من الواضح أن العوامل التي ذكرتها، مثل صعوبات التواصل مع العميل والمشكلات الشخصية، يمكن أن تؤثر بشكل كبير على قدرتك على إتمام المشروع بالطريقة المثلى.عندما يتعلق الأمر بطلب إلغاء المشروع، يجب أن تكون شفافًا ومباشرًا مع صاحب المشروع حول الأسباب التي تدفعك لاتخاذ هذا القرار. يمكنك توضيح صعوبات التواصل التي واجهتك وكيف تؤثر على تنفيذ المشروع، بالإضافة إلى الأوضاع الشخصية التي قد تؤثر على قدرتك على العمل بكفاءة.عند طلب الإلغاء، يمكن أن تقدم بدائل بناءة مثل تأخير المشروع أو تعديل بعض الشروط لتسهيل عملية التواصل أو تخفيف الضغوط عنك. من المهم أيضًا أن توضح لصاحب المشروع أن هذا القرار يأتي من مصداقية ورغبة في تقديم العمل بأعلى مستوى من الجودة والإنجاز.في النهاية، يعتمد قرار إلغاء المشروع على تقديرك للظروف واحتياجاتك الشخصية والمهنية. يجب أن تكون واثقًا من قرارك وتعبر عنه بوضوح وصدق مع العميل لضمان فهمه وتعاونه في المستقبل.

أعتقد أن كل ما قلته ينطبق علي، ولكن أجد نفسي أحياناً أشعر بأنني مجبر على إكمال بعض المشاريع حتى وإن كان ذلك على حساب صحتي فمثلاً أنا لدي عميل من خارج مستقل جاء من ترشيح أخي له وهو صديق لأخي ، وكنت أعتقد أن هذه ميزة ستسهل العمل والتواصل وسيكون بناء الثقة أسهل ، ورغم أنني قمت بوضع شكل أحترافي للعلاقة بيني وبين هذا العميل وقمت بتقديم ضمانات كافية ومرضية للعميل من حيث جودة الشغل المطلوب لكني بالمقابل لم أجد أي مهنية في تعامله معي رغم أهتمامه بتنفيذ المشروع معي ، فأجده يتجاوز حدوده بفعل العشم المبالغ فيه ، ويتعمد تجاهل الخط الزمني لتنفيذ العمل وتسديد الدفعات و وجدت نفسي مضطر لإكمال العمل إلى تلك اللحظة فقط إرضاءاً لشقيقي رغم أن شقيقي بنفسه لم يجبرني على ذلك ، وبالطبع السبب الثاني الذي لا يمكنني إنكاره هو حاجتي الشديدة للمال في تلك الفترة ، وهو ما جعلني أبتلع مزيد من السخافات التي عزائي فيها أنها تبدو لي غير مقصودة ... هو فقط عميل لا يعمل بطريقة أحترافية .. ومع ذلك لا يزال يراودني فكرة ترك العمل دون إكماله حتى لو أدى هذا لخسارة عميل يمكن أن يصبح العمل بيني وبينه متجدد ومستمر.