عندما نكتشف فجأة أن المشروع أصعب وأعقد مما توقعنا، قد نشعر بالإحباط أو الضغط، خاصة مع ضيق الوقت. في بداية مسيرتنا كنا نحاول إجهاد أنفسنا لإنجاز العمل بسرعة، لكن مع الوقت تعلمنا أن الحل ليس في الضغط المستمر، بل في إعادة تقييم المشروع وتنظيم الأولويات بشكل مرن. أحيانًا يتطلب الأمر تعديل الخطط، أو طلب دعم، أو حتى إعادة التفاوض مع العميل. أدركنا أن المرونة والشفافية في التعامل مع التحديات هما السبيل للحفاظ على جودة العمل وثقتنا بأنفسنا. فما هي خططكم واستراتيجياتكم عندما تواجهون مشاريع أكبر وأصعب مما توقعتم؟
كمستقل، ما خطتك عندما تكتشف أن المشروع أصعب مما توقعت؟
أول ما أحس إن المشروع أكبر من المتوقع، بفككه لأجزاء صغيرة، وبراجع الاتفاق، وبفتح حوار شفاف مع العميل.
الهدوء + الصراحة = إنقاذ المشروع بدون خسارة الثقة
هذا تحديداً من أكثر الأخطاء التي يقع فيها المستقلون في بداية مشوارهم. التحمّس للمشروع دون تحليل دقيق، أو التسرع في قبول العرض قبل استيعاب كافة تفاصيله.
في الغالب أعتذر بمنتهي الصراحة و في حالات أخري، أول خطوة أقوم بها هي التوقف عن الانفعال والتصرف برد فعل، وأبدأ بتفكيك المشروع إلى أجزاء أصغر لفهم مصدر التعقيد تحديدًا: هل المشكلة في المتطلبات؟ في الوقت؟ في المهارات التقنية المطلوبة؟
بعدها، أراجع الاتفاق المبدئي مع العميل وأقيّم مدى مرونة البنود. أحيانًا يكون التفاوض لإعادة ضبط نطاق العمل أو المدة الزمنية خطوة ضرورية ومهنية، خاصة إن تم توثيقها بوضوح.
وإذا تبين أن الحل يتطلب مهارة إضافية، لا أمانع الاستعانة بمستقلين آخرين لدعم التنفيذ مع الحفاظ على الجودة.
لكن الأهم من ذلك، أن أكون صريحًا مع العميل من البداية في حالة ظهور تحديات غير متوقعة. الصدق والشفافية هنا ليست ضعفًا، بل حماية للمشروع ولسمعتي المهنية أيضًا.
ما ذكرتَه يعكس فهم عميق وتطبيق عملي لمبادئ التعامل مع التحديات في العمل الحر، خاصة أهمية تحليل المشروع بدقة قبل القبول. أنا أوافق تمامًا على ضرورة التوقف والتفكير بهدوء بدل الانفعال، وتفكيك المشروع إلى أجزاء لفهم مصدر التعقيد. كما أن مرونة التفاوض والشفافية مع العميل هي مفتاح للحفاظ على جودة العمل وسمعة المستقل. وأضيف أن تجربة تعديل الخطط أو طلب الدعم أحيانًا تكون ضرورية لتجاوز العقبات دون الضغط على النفس، وهذا ما أؤمن به وأطبقته في مسيرتي.
بالفعل حدث معي هذا الموقف، تقدمت لمشروع وتحمست له ولكن عند بدء العمل به أدركت مدى صعوبته النابعة من عدم توافر مواد على الانترنت بشكل كبير عن هذا الموضوع، قمت بالبحث من خلال الفيديوهات، والاستعانة بصديقة تعمل في نفس المجال، أتممت جزء من العمل ثم قمت بالتفاوض مع العميل من أجل تغيير الخطة .
في أغلب الأحيان لا يحدث معي هذا الأمر فأنا ادرس كل مشروع حتى قبل أن أقبل على التقديم عليه أو استلامه لو كان عميل على أرض الواقع.
مرة واحدة فقط حدث خلل على مستقل طلب عميل مشروع ثم عند التسليم أخبرني أنه يحتاجه بنسخة فرنسية أيضا، تواصلت مع الدعم فكان ردهم محايد وأنا هنا بين إلغاء المشروع مع تقييم سلبي أو تحمل الأمر، وقتها دفعت تقريباً أكثر من نصف ثمن المشروع لمترجم حتى ينتهي الأمر، أنا لن أسامح العميل ولكن كان علي الحفاظ على سمعتي مهما يكلف هذا
تصرفك في هذا الموقف يعكس قدر كبير من الاحتراف والحرص على السمعة المهنية، حتى في ظل غياب الدعم الكامل من المنصة. رغم أن المفاجآت غير المتوقعة في المشروع قد تكون مرهقة، إلا أن التعامل معها بهدوء واتخاذ القرار الذي يضمن الاستمرار دون المساس بالثقة أو الجودة هو ما حاولت الإشارة إليه في المساهمة. ما حدث معك يؤكد أن التحديات أحياناً تفرض علينا اختيارات صعبة، لكنها تترك أثر مهم في مسيرتنا المهنية
في بداية حياتي كمستقل، واجهت هذا الأمر لمرتين أو ثلاثة، خاصة أنها كانت تجربة جديدة علي ولم تكن لدي خبرة في هذا المجال، فكنت ملازمًا لجوجل، عندما أتعثر في عمل شيء ما، أقوم بالبحث على جوجل وأشاهد فيديوهات فأتعلم وأنجز، لكن عندما كنت أشعر أن الأمر خرج عن السيطر وأن الوقت المتاح ليس كافيًا كانت الصراحة أفضل بكثير من أي خيار آخر، خاصة أن في بداية عملي كمستقل كان أصحاب المشاريع يعرفون أن خبرتي ضئيلة، أينعم كان يتم استغلال هذا على حساب السعر، ولكن كانوا يتفهمون حاجتي لمزيد من الوقت خاصة مع الصراحة
من خلال تجربيتي أري أن المحافظة على هدوء العقل وتنظيم الوقت أولويات تساعد على تحويل التحدي إلى فرصة للتعلم والنمو، بدلا من الوقوع في فخ الضغط والإحباط.
فما هي خططكم واستراتيجياتكم عندما تواجهون مشاريع أكبر وأصعب مما توقعتم؟
تعرض لتجربة مشابهة وكنت في بدايات عملي كمترجمة، وجدت أن المشروع أكبر من إمكانياتي قليلاً، بالإضافة إلى أن الوقت الذي وضعته لتسليم المشروع كان قليلاً بالنسبة للمطلوب،
كنت أمام خيارين إما الانسحاب وخسارة مشروع هو الثاني أو الثالث على ما أتذكر على المنصة، وإما أن أطلب الدعم،
صراحة لا خاب من استشار فقدت وجدت مساعد واتممت المهمة على خير وتعلمت درساً وقتها أن أتحدث في كافة التفاصيل من كل الجوانب قبل قبول المشروع.
لو كنتي مكاني هل تقبلين عزيزتي ثقافة الاعتذار عن العمل؟
تصرفك كان صحيح جداً، فقد اخترتِ الحل الأصعب لكن الأجدى، وهو طلب الدعم بدلًا من الانسحاب، وهذا يتوافق تمامًا مع الفكرة التي طرحتُها في المساهمة، بأن الحل لا يكون في الضغط على أنفسنا، بل في إعادة تقييم الموقف وطلب المساندة عند الحاجة.
لو كنتي مكاني هل تقبلين عزيزتي ثقافة الاعتذار عن العمل؟
أنا أرى أن ثقافة الاعتذار عن العمل ضرورية في بعض الحالات، بشرط أن يكون القرار مدروسًا، لا مجرد هروب. أحياناً يكون الاستمرار مع الدعم هو الخيار الأفضل، وأحيانًا أخرى يكون الاعتذار هو الأنسب إذا كان المشروع يتجاوز قدراتنا بشكل قد يؤثر على جودة العمل أو سمعتنا المهنية.
التعليقات