كيف تتعامل مع العميل الذي يطلب منك عملاً مخالفاً لمبادئك؟

دعني أتحدّث أولاً عن هذه الحالة بشكل خاص، أي الحالة التي قمت باستعراضها حضرتك، الكتابة عن موقع رهانات، بالنسبة لي لا أجد نهائياً أي دافع أخلاقي قد يجعلك فعلاً تقوم برفض هذا العمل، ما المشكلة في أداء هذا العمل؟ أنا ميّال للقبول بكل تأكيد، ربما قد لا أعتبره مشروع لهُ أولوية عندي إن وجد غيره ولكن بحال أنني أبحث عن عمل أقوم به لن أرفض هذا الأمر نهائياً، لإن لدي أمر أعتمد عليه في هذه الحالات، هذا الأمر هو أسئلة، أسئلة تبرئني أو تدينني مسبقاً قبل أن أقوم بهذا العمل فأعرف من خلال هذه الأسئلة ما الذي عليّ فعلاً أن أقوم به، أوّل هذه الأسئلة في الحالة التي طرحتها حضرتك: هل كتابتي لهذا المقال سوف يسبب أي أذية لأشخاص معيّنين، أذيّة جسدية أو مادية حقيقية أكون أنا متسبب فيها أو جزء منها؟ بهذه الحالة الإجابة طبعاً: لا. من يشترك بهذه المواقع يدخل طواعيةً، لا سلطة أمارسها عليه، هو من يقترف هذا الفعل الغبي، إذاً ما علاقتي أنا؟ الأمر مشابه لمن يبيع الدخان في الأكشاك بالمناسبة، هو يستعرضها، هناك من يرفضها وهناك من يشتريها ويؤذي صحته على مهل، ليس سلاحاً، من يبيعها يريد أن يحصل على مال مقابل ذلك، وهذه نيته وبهذه النية الأمور سليمة وجائزة برأيي، الامتناع قد يكون أفضل ولكن العمل بهذه الأمور لا يعرّضنا لأي مسؤولية أخلاقية أو قانونية حتى.

حصل معي موقف مشابه وندمت بعده لأنني لم أعطِ الأمر الوقت الكافي للتفكير ونفذت فورًا دون التفكير على اعتبار أنني إن لم أقم بهذه المَهمة فهناك غيري ممن سيقومون بها وقد أخسر العميل جراء رفضي. ظننت أنّ مبرراتي ستغفر لي وأنّ الغاية تبرر الوسيلة، ولكنها لم تفعل للأسف.

فهمت بعد ذلك أنه كان عليّ تعلم ذلك الأمر بالتجربة. صرت أتحرى المشروع قبل البدء في تنفيذه اقتناعًا مني بأن الكاتب هو وسيط، وبدونه لن تكتمل الحلقة التي تصل بين العلامة التجارية والمشتري. لذلك الأمر مسؤولية بل مسؤولية كبيرة علينا أن نعتني بها أيمّا اعتناء.

وأحييكِ على موقفك بالمناسبة.

مع أن هذا أحزنني قليلًا لأنه عمل معي لأكثر من سنة،

لا تحزن زميلي، من ترك شيئا لله عوضه أحسن منه، لو كنت معك أفعل مثلك، العميل يأتي ويذهب والعمل كذلك لكن المبادئ تبقى مرافقة لك كل العمل، وحتى لو تبت عن عمل مخالف لمبادئك ودينك ضميرك يبقى يأنبك، الأفضل ترك الأمر والمضي بما يرضينا وما يتماشى مع قيمنا ومبادئنا وما نشعر نحوه بالراحة.

حصل معي هذا الأمر ، عدة مرات. لكني لا أجد حرجا في الرفض أبدا .

الأشياء التي لا تناسبني أرفضها دون الإساءة للعميل، أنا أؤمن بأن هناك ألف طريقة لتقول " لا" دون أن تقول "لا".

ليس من الجيد أن تضع قيودا على أعمالك ..

سيؤدي ذلك لفقدانك لعملائك

إن طلب منك احدهم الترويج بالمحتوى لنوع من السيكارة

فلما ترفض ! انه عمل وان لم يعجبنا

إعلم أن ليس الجميع مثلك .. ولكن يبقى من حقك الرفض

إن لم تكن مرتاحا نفسيا للأمر وتشعر بأنه سبجلب لك عقدة ذنب

ساقوم بنفس ما قمت به اخي الكريم فقط اعتذر له بذوق بارك الله فيك سيرجع لك بعد فترة ويعرف انه مخطئ وربما تكون هذه سببا في هدايته ايضا

حتى وان لم يعد ثق ان الله سيعوضك خيرا منه