أريد أن آخذ عطلة ولا أريد خسارة العميل، كيف أتصرف؟

كيف يخبر عميله بذلك؟ مشروع يستغرق 5 أيام كيف سيطلب المستقل 7 أيام لأنه احتسب عطلته الأسبوعية، وهل سيؤثر هذا سلبًا على علاقته المهنية بالعملاء؟

الموضوع لا علاقة لهُ نهائياً بعدد أيام المشروع برأيي أو طبيعته، الأمر مرتبط أوّلاً وأخيراً بالحالة والظرف الحالي وبالاتفاق المسبق مع العميل، ما الذي يعنيه هذا الكلام؟

يعني أنني أرفض وبشكل قطعي رغم أنّي واحد من الذين يعملون في مجال العمل الحر ولست من أصحاب الأعمال أن تكون العطل على أساس الراحة، هذا غير مقبول في المشاريع، ولكن لماذا؟ لإنّ السمة الوحيدة المُميّزة للعمل الحر عن الوظيفي، هو أنّ المستقل يتعهّد عند بداية أي مشروع بالتالي: إنهاء العمل كاملاً وفقاً للاشتراطات الموجودة داخل صيغة العرض والمُتفق عليها ضمن إطار زمني محدد مسبق، الإخلال بالإطار الزمني يعني الإخلال بالمشروع كاملاً وعدم الالتزام وبالتالي للإجابة على هذا السؤال:

وهل سيؤثر هذا سلبًا على علاقته المهنية بالعملاء؟

أقول نعم، في الحالة السابقة.

لكن هل هُناك حالات يُمكن فيها التغيّب وهي حالات مشروعة 100%؟

بالطبيعة أكره مسألة التعامل الآلي بين البشر، ولذلك في حال دخلت بظرف صحّي معيّن أو ظرف صحّي خارج عن إرادتك مثلاً يجب على العميل أن يتقبّل الأمر دون أيّ مناقشة، إذ من يضمن حال مستقر لنفسه؟ هذا التعاطف الـ empathy أجد أنّها ليست أموراً ترفيهية في أي مشروع أو عمل، بل هي أداة أساسية تميّزنا نحن البشر عن الآلات ويجب أن تدخل بطبيعة كل عمل وثقافة كل شركة.

كيف تطلب ذلك؟

بالصدق وشرح الأمور كما هي دون أي لفّ ودوران والتفافات وليّ للحقيقة مؤمناً بأنّ ما يُمكن أن تحصّله بالصدق هي ذاتها النتيجة التي قد تصل أيضاً إليها بالكذب، لذلك الشرح بكل هدوء أمر مطلوب والتفهّم ليس دائماً نتيجة أكيدة، لكنّها لا تغيّر واقع حالك وتغيّبك. (في حال ظرفك أصعب فعلاً).

مشروع يستغرق 5 أيام كيف سيطلب المستقل 7 أيام لأنه احتسب عطلته الأسبوعية،

ليطلب منذ البداية 7 أيام وإذا تساءل العميل أن المشروع يحتاج أقل وكان على دراية بالوقت الذي يحتاجه المشروع، حينها يقوم المستقل بتوضيح السبب وهنا مرونة وقابلية العميل تحكم الأمر أكثر. أما إذا طلب العميل العمل في ذلك الوقت تحديداً فعلى المستقل أن يختار إما عطلته أ كسب العميل.

ومن واقع تجربة أمر بها في هذا الوقت فإن الصدق في العمل كان أفضل طريقة حصلت بها على إجازة من العمل لظرف قاهر رغم أن من حق العميل الرفض في حال تضرر مشروعه.

كيف يخبر عميله بذلك؟ مشروع يستغرق 5 أيام كيف سيطلب المستقل 7 أيام لأنه احتسب عطلته الأسبوعية، وهل سيؤثر هذا سلبًا على علاقته المهنية بالعملاء؟

نعم سيؤثر في أغلب الأحيان، لا يمكننا التعميم على كل المواقف ولكن هذا هو الأقرب لطبيعة العمل التي على الرغم من مرونتها فهي أيضًا تحتوي على قدر كبير من الإلزام والمسؤولية تجاه العميل والمشروع.

هل رأيتني ذكرت كلمة "مرونة" في السطر الأول؟ إذًا فهو كذلك، المرونة هي كلمة السر، إذا كان المستقل -كما تقولين- لا يريد خسارة العميل فليؤجل عطلته الأسبوعية حتى إنتهاء المشروع، هنا تتحقق المرونة والتكيف مع المتغيرات والتي يجب أن تكون سمة أساسية لدى أي شخص في مجال العمل الحر.

احيانا الظروف تكون فوق طاقتنا، لذلك مهما كانت هناك حسابات واحتياطات، نكون تكون سليمة في كل الأوقات.

كيف يخبر عميله بذلك؟

اذا كان العميل وفيا ودائما يمكنه يمكنك إعلامه بأنك ستكون غير متوفر للعمل خلال الفترة المحددة، وذلك لتقليل أي تأثير على الأعمال اليومية. يمكنه أيضًا العمل على إتمام أي مشاريع قبل أن يغادر، أو تعيين شخص بديل للعملاء للتواصل معه خلال غيابه.

يمكنه البحث عن فرص زيادة الوعي بمنتجاته وخدماته من خلال الإعلان عن عطلته عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعن طريق البريد الإلكتروني، وكذلك الترويج للعروض الخاصة التي يمكن تقديمها بمناسبة عودته من العطلة.

لماذا لا نؤخر العطلة لبعد انتهاء الخمس أيام؟ أليس من الأفضل أن نلتزم بمواعيد العميل وحتى أن انهاء المشروع ب5 أيام أفضل من 7 لأنني سأبقى مرتبطة به وأشعر بالمسؤولية اتجاهه.

أرى أن الموقف نفسه لا يستحق أن تكون مشكلة، ويعني المشروع خمسة أيام يعني لن يمر علي أسبوع عمل متواصل من الأساس فلماذا أتحدث عن ذلك من البداية، هذا ممكن إن كان المشروع طويل وهنا لن أخبره بعطلتي الأسبوعية ولكن سأضع المدة وفقا لمعدل إنجازي. ولو أني صاحب مشروعي وتحجج لي أحدهم في مشروع قصير مثل هذا بعطلته سيعطيني انطباع عن عدم جديته بالعمل.

الأمور لا تحسب بهذا الشكل عزيزتي فاطمة، يجب أن يقدر المستقل الوقت الفعلي لإنجازه المشروع المستقل بغض النظر عن ظروفه ، العميل غالبًا يكون مضطرًا هذا ما أجده بالعمل الحر ، تأخرك بتسليم يعرضك لخسارة المشروع والعميل والمال سويًا؛ لذا ضبط الوقت من أهم الامور التي يجب أن تولى اهتمامًا ، لا أنكر ما أعانيه لضبط الوقت مع كثرة الاستلزامات ولكني أكابح لأجل أن أبقى عن حسن ظن من يثق بي ويفوضني عمله.