لنجعلها دليلًا لأصحاب المشاريع: ما هي المشروعات التي يبتعد عنها المستقل؟

أتجاهل تلقائياً تلك العروض التي يتحدث فيها العميل بصورة مستعلية بصيغة الأمر والنهي المباشرين وأظن أن العديد من المستقلين يبتعدون عن مثل تلك العروض أيضاً.

أوافقك بقوة يا عبد الرحمن في تلك النقطة. فأنا لا ألقي بالاً على الإطلاق لتلك المشاريع التي يتحدث أصحابها في عروضهم: سأعطيك تقيماً سلبياً. سأقوم بإغلاق المشروع. ترجمة جوجل أمر مرفوض مرفوض! وغيرها الكثير. وذلك لأني أظن أن صاحب المشروع في يده أن يفعل ذلك كله ويتأكد منه دون أن يعلن عنه وبتلك اللهجة الصارمة؛ فهو لم يدفع بعد ولم يتقاض المستقل مالاً فعليه باللهجة الحسنة و التنبيه برفق وإن أخطأ المستقل لاحقاً يمكنه أن يطلب منه تعديلات.

التحدث بلهجة استعلائية

هل تقصد أولئك الذين تجد في عروضهم تهديدا مباشرا بإنهاء المشروع والتقييم في حالة وجود خطأ ما.

قبل يومين أعجبني مشروع وفكرت بالتقديم عليه، وحين دخلت وجدت تهديدا بإلغاء المشروع والتقييم مباشرة في حالة عدم تقديم محتوى قيّم. ألا يوجد هناك فرصة للتحاور؟

ماذا لو ظن العميل خطأ أن محتواي غير حقيقي أو غيرها من الاحتمالات بسبب جهله. هل هذا يعطيه الحق في ذلك أيضا؟

العميل الذي يضع شروط تعجيزية ومجالات متضاربة مع بعضها ويطلب الاحترافية في النتيجة من مستقل واحد، كذلك لا يمكنني التقديم على مثل هذه العروض أبدا.

هذه النقطة بالتحديد تبعدني عن الكثير من المشروعات للأسف، وتمنعني من الترشح على مشروعات أنا فعلًا قادر على إتمامها بأسهل طريقة وأعلى جودة. لكن المطلوب الزائد عن الحد، ورفع سقف الطموح إلى ما هو غير ممكن من قبل صاحب العرض، كلها أشياء تدعل المستقلين ذوي الخبرة والمهارة يفرّون من أمام العرض على الفور إلى الصفحات التالية، وبعدها يأتي تحليله بنتائج عكسية بأن هنالك مشلة في المستقلين المرشحين أنفسهم، دون أن يدرك أنه حصر المشروع -دون أن يقصد- في المستقلين المبتدئين.

هذا حقيقي فعلًا يا مصطفى. فعلى سبيل المثال، لي العديد من التجارب المهنية في كتابة محتوى السوشيال ميديا لحسابات منصات التواصل الاجتماعي وصفحاتها. وفي هذا الصدد، عانيتُ ذات مرة مع أحد العملاء الذي استعان بي لكتابة محتوى حسابه على تويتر، حيث أن كان يصر على أنني مسؤول عن عدد المتابعات. وعلى الرغم من أن المحتوى له علاقة بالطبع، فإن الزيادة التي كان يطمح إليها لن تتحقق خلال مدة الشهر إلّا من خلال الحملة الإعلانية الممولة، وهو لم يكن يعي ذلك، وحدث بيننا خلاف لكنني استطعتُ إقناعه في النهاية باللين والتواصل المهني لحسن الحظ.

أحيانا العروض غير المرفق بها الملف المطلوب العمل عليه ( في حالتي كمترجم)

لكن أحيانًا يا خالد يكون هذا الملف هو المشروع وبالتالي يتسم بالسرية لصاحب العمل فلماذا أطلب منه أن يضعه أمام الجميع؟ أليس من الأفضل أن يضع عينة أو حتى يرسلها لمن ينوي التواصل معهم فقط؟

معدل التوظيف المتدن ( ذلك يشعر بعدم الجدية)

أوافقك هنا لكن النقطة أنني كمستقل لا أرى ملف صاحب العمل إلا بعد التواصل معي وهذا يعني أنني قد وضعت مشروعي بالفعل. بالنسبة لي فأنا أكمل على أي حال وأحاول الخروج بأفضل نتيجة ممكنة لكن هل هناك طريقة أفضل للتعامل مع هذه الأرقام؟

المدة الزمنية التي لا تتفق مع حجم العمل و جودته المطلوبة ( أحدهم قد يضع ترجمة 30 صفحة متخصصة في يوم!)

في بعض الأحيان يا خالد -إذا كان الأمر في استطاعتني بالتأكيد- أوافق على مثل هذه التحدّيات الزمنية بمقابل مادي أكبر، حيث أعتبرها واحدة من نوعيات "الخدمات العاجلة" إن صح التعبير، حيث أن ذلك يساعدني على الحصول على المزيد من الربح نظرًا لأن العميل يحتاج إلى محتوى احترافي في مدة أقل من المدة التي يستحقها العمل، وهنا أعتمد على نقطة مميزة في مهاراتي، وعليه فأنا أطلب وقتها مقابلًا ماديًا أكبر. لكن هذا دائمًا ما يكون مشروطًا بتفرّغي في هذه الأوقات.

مشاريع هدفها تشكيك المستقل في قدراته ومهاراته؛ فحتى لو كان خبير في مجال الترجمة او كتابة المحتوى أو في الكتابة وفقًا لقواعد الSEO ستجد صاحب المشروع يستخدم نبرة أقرب للتهديد والوعيد تجعل المستقل يتراجع عن تقديم عرضه، ويتخيل أن مشروعه حتى ولو كان احترافى لا تشوبه شائبة سيجد فيه العميل أيّ أخطاء، هؤلاء يذكروني بالمقولة التركية "لن يقتنع بمجهودك حتى ولو أمسكت بعصفور في فمك".

أتفق معك ، في الآونة الأخيرة رأيت كثيراً من العروض التي يذكر فيها صاحب المشروع أقوال تُقلل من شأن المستقلين كقوله مثلاً لن تتم عملية التسليم إلا عندما أرسل عملك لمدقق لكي يتأكد من العمل ، بالنسبة لي هذا الأمر غير مقبول أبداً.

الفئة الأولى: مشاريع تحتوي على تفاصيل كثيرة لا تفيد المستقل في المهمة هي فقط تقوم بتشتيته.

أرجو منكِ أن توضّحي لنا ما تعنينه بهذه الفئة من المشاريع يا هبة. كيف يمكن أن يحتوي المشروع على تفاصيل لا تهم المستقل من وجهة نظرك؟ أنا أظن أن أي تفاصيل مهمة للغاية بالنسبة للمستقل، ما دامت ذات صلة بطبيعة المشروع، فما هي التفاصيل التي تكون عكس ذلك؟

"لن يقتنع بمجهودك حتى ولو أمسكت بعصفور في فمك".

مثل هذه السلوكيات غير احترافية فعلًا يا هبة، وفكرة استلام العمل والاعتراض عليه وعدم الموافقة عليه أمر في غاية الحساسية في العمل الحر. أنصح المبتدئين دائمًا بأن يعتمدوا على قرارات الإدارة العليا للمنصة للفصل في مثل هذه المواقف.

العروض التي لا تتضمن شرح وافي للخدمة تعطي مؤشر لي كمستقل على عدم احترافية العميل، لا اقصد الإحترافية في العمل بل في التعامل، لا بد أن يوضح المطلوب بدقة حتى يتم فهم طبيعة العمل وتحديد ما إذا كانت مهاراتنا مناسبة له أم لا وكذلك لتسعيره بدقة. في سياق مشابه هناك من يتعمد إظهار مشروعه بأنه بسيط، حتى يقدم المستقلون عروضهم بأسعار قليلة، وهذا من وجهة نظري "غش وخداع"

هنالك مشكلة كبيرة فيما تشير إليه يا طارق لا علاقة لها بطبيعة المنصة، وهو طرح الأسئلة على صاحب المشروع، حيث أننا كمستقلّين لسنا بصدد إرسال أي رسائل لصاحب المشروع طالما أنه لم يتواصل معنا، وبالتالي فإن اختلافك معي هنا أساسه غير متاح أصلًا، فكيف يمكنني أن أطرح الأسئلة والاستفسارات على صاحب المشروع العام في حين أنه لم يتواصل معي أصلًا؟ ولن أخاطر بالتأكيد بتقديم عرضٍ لسؤاله عن التفاصيل، لأن تخميني إن كان صحيحًا، سأكون في مأزق كبير إذا ما وافق على ترشّحي هذا.