كان لي زميل في الجامعة، تعرف على زميلتنا أيضًا، وأحبّا بعضهما حبًا صادقًا. قررا معًا بناء حياة مشتركة، منزلًا وعائلة، رغم أن غالبية شباب الجامعة لم يؤمنوا بالعلاقات الجدية، معتبرين أن الطريق طويل جدًا وأن طاقة الصبر محدودة.
تخرج الزميلان وشرعا في العمل، واجتهدا في تأمين حياة مستقرة لأولادهما. بمرور الوقت، كانت الزوجة منهكة، تتحمل عبء العمل في الداخل والخارج بلا توقف، بينما الزوج يساعدها في كل شيء، من تدريس الأولاد إلى الجلي وتسوق حاجيات البيت.
لكن طبيعة الزوجة النشيطة والحادة، مقابل ميل الزوج للهدوء وأحيانًا الكسل، بدأت تُثير نوعًا من الشجار بينهما. كانت تتطاول بالكلام أحيانًا أمام الأولاد، مؤكدة أنها محور العائلة وأنها من بنت كل شيء.
الزوج، رغم شعوره أحيانًا بالتهميش، أصبح يعرف كيف يمتص غضب زوجته ويعالج المواقف بالهدوء والكلام الجميل، حتى لو كانت كلماتها لاذعة، ويحاول التهدئة بدل الانفعال. لكنه يلاحظ أن الزوجة تصر على استفزازه أحيانًا، وتشعل غضبه في تفاصيل صغيرة، رغم أنه لا يغضب كما في الماضي، ويكبت إحباطه داخليًا.
حواره معي كان مؤثرًا:
"أحيانًا أشعر أن الحب محاصر بين ضغوط الحياة وكلماتها… أحبها، وأحب أولادي، لكن أشعر بالضيق أحيانًا من الطريقة التي تصر بها على استفزازي، رغم أنني أحاول دائمًا التهدئة."
على الرغم من كل ذلك، لم يسقط الحب بينهما. لكنه أصبح مغلفًا بالمسؤوليات والضغوط اليومية، والحب محاصرًا خلف جدار الصبر والتحكم بالغضب.
الحب لا يزال موجودًا، لكن التفاهم، التقدير، والقدرة على إدارة المشاعر هي مفتاح استمرار العلاقة.
إذا كنتم مكان هذا الزوج أو الزوجة، كيف تتعاملون مع شريك يحاول التهدئة رغم استفزازكم، وكيف تحافظون على الحب والاحترام في ظل الضغوط اليومية؟
التعليقات