لماذا نعجز عن فرض الرقابة على النفس في الظلام بينما نفعل ذلك بسهولة في النور ؟

سؤالك يحتاج إلى تفكير عميق فيه إذا عدنا لمثال الذي ضربته بنفسك فانت في حضور الاخوة والكبار تستحي من نظرهم إليك نعم قد تقول هذا احترام وليس خجل ولكنك في طبيعة الحال تجد في نفسك حاجز يمنعك من القيام بهذا العادة او هذا السلوك الادماني امامهم بينما في الخارج لا يوجد من تستحي منه او تخاف من نظره في المنزل كذلك الامر .

ملاحظة: ما تحدثت عنه حدا الان هو تناول سطحي لموضوع فانا لا اقصد انك لا تخاف من الله ونظره إليك ولكن مثل هذا السلوكيات تحتاج منظومة كاملة من اجل التعامل معها ومعالجته تستند لابعاد الدينية والنفسية والاجتماعية واما التدخين فهو إدمان وهناك العديد من المصادر التي تتحدث عن كيفية الاقلاع عن السلوك الادماني واهمها سلسة فهم التعافي لعماد رشدي وكتاب الداء والدواء ايضا كتاب ملئ بالفراغ وايضا هناك بودكاست فنجان نشر حلقة منذ مدة قريبة مع عماد رشدي تصل لثلاثة ساعات تتحدث ايضا عن طبيعة عقلية المدمن وكيف يتعامل معه

أعتقد أن السبب ببساطة هو أننا أحيانًا نعتقد أنه يمكننا الاسترخاء والتساهل مع أنفسنا عندما نكون بمفردنا أو في بيئة تسمح لنا بالتصرف بحرية، فعندما لا يكون هناك من يراقبنا أو ينتظر منا التصرف المثالي، نشعر وكأننا قد نأخذ "استراحة" من الالتزام، لكن الحقيقة أن السيطرة على النفس تصبح أصعب عندما نكون في دائرة الراحة أو في لحظات نعتقد فيها أنه لا أحد يلاحظ، بالطبع الوعي هو المفتاح، فإذا تمكنا من السيطرة على أنفسنا في تلك اللحظات، نكون قد قطعنا شوطًا كبيرًا في تحسين سلوكنا.

عندما نكون بمفردنا، نحتمي بالعزلة من القباء، فنتحلل من كثير القيود الأخلاقية والإلتزامات الاجتماعية، التي تشكل ضغوطا علينا، طلبا في عيش لحظات على سجيتنا دون شرط أو قيد، ونسمح لنفسنا بالتجاوزات، والتصرف بحرية أكبر من المعتاد، علنا نجلب بعضا من الراحة النفسية، وقسطا من الصفاء الذهني، ليتسنى لنا شحد قوتنا، والقدرة على الإمتثال للتوافقات الاجتماعية.

أري لأن رقابة الناس أحياناً تكون أقوى من رقابة الضمير عند البعض، فنحن نتربّى على الخوف من نظرة الآخرين، لا من نظرة الله، ولهذا نُحسن التصرف في العلن لا حباً في الصواب، بل خوفاً من العيب أو النقد. أما في الخفاء، فتنكشف حقيقة دوافعنا، ويظهر مدى قوة ضميرنا أو ضعف إرادتنا

في التجمعات نريد أن نحصل على القبول منهم، والقبول سيجعلنا أكثر تفاعلية وإندماجًا، ونتجنب الأفعال التي قد تسبب الرفض أو النفور بأي طريقة، ولا سيما الأفعال التي نعلم إنها خاطئة أو غير راضين عنها داخليًا، ولكن ما أن نصبح بمفردنا، حتى نتخلى عن الأقنعة. نقطة أخرى أيضًا، فكرة وجود رقابة "ظاهرية" يجعلنا قادرين على ضبط سلوكنا، وعليه تكون كل عبارات الإرادة حول فكرة "أنت رقيب نفسك".

هذا لأننا ببساطة نكون فريسة سهلة للشيطان في الوحدة .. حيث يبدأ ببث الأفكار مع تيسير الأمور التي قد لا يبدو من السهل إنجازها في العلن ,

مرحبا أ. إسلام

بينما في حضور الإخوة أو الكبار اسيطر على نفسي تماماً احتراماً لهم، بينما اعجز وأنا بمفردي.

قد يكون السبب الاحترام كما تقول، أو الخجل لأنك تعلم أنك تفعل شيئًا خاطئًا، أو ربما هو خوف من نظرتهم لك وأحكامهم عليك.

كذلك لو دققنا النظر سنجد أننا في العلن بشخصية وفي الخلوة بشخصية، نستطيع أن نظهر بصورة مثالية، لكن نتوهم العجز عن الاستمرار في ذلك.

لا أحد "مثالي" مهما حاول، فالكمال لله وحده، ونحن بشر نخطأ ونصيب، الرابح هو من يتعلم من أخطائه.

رأيي الشخصي أنه ليس كل الناس بشخصية في العلن وشخصية أخرى في السر، فهناك من يوافق داخلهم ما يُظهرونه ويقولونه، لكن هذا يحتاج لكثير من العمل على النفس ودرجات من النضج والسواء النفسي.

فلماذا برأيكم يفقد أغلبنا الرقابة والقدرة على التحكم بنفسه عندما يكون بمفرده أو وسط دائرة تقبل تصرفه ؟

أعتقد أن ذلك له علاقة بالخوف من إطلاق الأحكام، فالشخص حين يكون بمفرده أو مع من يتصرفون مثله فلن يقول له أحد هذا خطأ، أو لماذا تفعل هكذا، أو ابن عمتك لا يفعل ذلك، أو خيبت أملي فيك وهكذا...