الحمد لله على النعم بحياتي جميعها، لدي عائلة وتخرجت من الجامعة من تخصص أحبه، وحضرت دراسات عليا به، وعملت بعمل أحبه ومجزي بالنسبة لي، والأن ادرس وأوشكت على الانتهاء، وناجحة بعملي ومع عائلتي، ولكن كلما حققت شيئا أجد أني غير راضية هناك من هم أنجح مني بكثير، وأبدأ في التفكير في ما علي تحسينه درست تخصصات كثيرة، وأتطور لكن ليس بالقدر الذي يرضيني، أريد أن أسعد بإنجازاتي التي يشيد بها الجميع ما عدا أنا، فهذا شعور مرهق
مهما أفعل لا يُرضي طموحي
اولا انا فخورة بما حققتِ من انجازات أنتِ بالفعل حققتِ الكثير من الإنجازات التي تستحقين أن تكوني فخورة بها، وأنتِ في رحلة مستمرة من التعلم والتطور. شعورك بعدم الرضا أو رغبتك في تحسين نفسك بشكل دائم شيء طبيعي جدًا، خاصة عندما تحيطين نفسك بأهداف وطموحات كبيرة. لكن الأهم هو أن تتعلمي أن تحترمي وتقدري ما وصلتي إليه.
أحيانًا، نحن ننشغل بمقارنة أنفسنا مع الآخرين أو التركيز على ما لم نحققه بعد، ولكن من المهم أن توقفي للحظة وتفكري في الرحلة التي قطعتها وما أنجزتيه. إن الشعور بالإنجاز الحقيقي يأتي عندما نتمكن من تقدير ما حققناه دون النظر فقط لما هو مفقود.
أنتِ تسيرين في الطريق الصحيح، فقط تذكري أن تستمتعي بكل خطوة وأن تكوني لطيفة مع نفسك.
هذه مشكلة الطموح الزائد، وهي فعلا مرهقة، وتصيبك بالتشتت، تجعلك تركضين بكل الاتجاهات وهذا بحد ذاته قد يأتي بنتائج سلبية ويجعلك لا تحققين ما تريدين، أو تبذلي جهدا لكن لا تحصلي على ما تتوقعيه. لذا تحتاجين أن تتوقفي عن مقارنة نفسك بالآخرين، لأن ببساطة الأخرين ليس لديهم نفس حياتك أو مسؤولياتك أو بيئتك ومحيطك، فقد يكونوا بدأوا من حيث أنت انتهيت، قد يكونوا بلا مسؤوليات عائلية ومركزين على أنفسهم فقط، مليون فرق قد تحصلي عليه، لذا لا تقارني سوى بين ما كنت عليه وما أصبحتي عليه، وماذا حققتي وتقييمك لما حققتي، واشعري بالامتنان بطريقة تشعرك فعليا بذلك، ليس كافيا الحمد لله نقولها ولكن مهم أن نستشعرها فعليا
ربما لا تحتاجين للمزيد من الإنجازات، بل لمزيد من الوعي بأنك بالفعل في مكانك المثالي، حيث التكامل بين العمل، الأسرة، والدراسة. وربما مع الوقت، ستبدأين بتقدير النجاح بأسلوبك الخاص، وبدلاً من السعي المستمر للأفضل، ستكتشفين السعادة في كونك أفضل نسخة من نفسك في اللحظة الحالية.
لماذا لا تضعين أهداف مختلفة يا نور؟ هل الإنجاز أو النجاح هو في العمل فقط؟ بالطبع لا. لماذا لا تكون أهدافك الجديدة أن تكوني أسعد من قبل؟ أكثر صحة جسديا ونفسيا؟ صديقة أفضل أو ابنة بارة أكثر؟ أعني يا عزيزتي طالما وفقك الله بتحقيق إنجازات جيدة تتوافق مع شغفك في الدراسة والعمل ركزي على جوانب أخرى في حياتك، الجانب الاجتماعي على سبيل المثال أو طوري نفسك داخليا وخارجيا بعيدا عن العمل، سافري أو جربي تعلم مهارات مختلفة بعيدة عن مجال عملك، تعلمي التصوير مثلا أو صناعة المشغولات اليدوية أو تدربي على رياضة قتالية أيا كان ما يثير اهتمامك ويناسب شخصك، المهم ألا ترهقي عقلك وحياتك بالتفكير في الإنجازات العملية فقط.
الحياة العصرية تدفع بالإنسان إلى ملاحقة لا نهائية للنجاح وللمكتسبات، ويظل الإنسان يجري ويسعى وراء الطموحات ومهما حقق لا يشعر أنه حقق شيئاً يُذكر، أعتقد أنه يفيدنا أن نتوقف قليلاً ونشعر بالفخر لما حققناه، سيفيدنا أن نتريث قليلاً ونبطىء المسير ولو لبرهة لننظر لما حققناه ونهنىء أنفسنا على ذلك، فهذه هي طبيعة الحياة ساعات من السعي، وفترات من حصاد السعادة بما حققناه.
لقد كنت أنظر إلى هذا الأمر على أنه آفة يجب أن اتخلص منها لمدة طويلة، لكن مع الوقت بدأت أشعر أنه يمكن أن تكون هذه ميزة وقدرة لا يملكها الجميع. لا شك أن الرضا بما نحن فيه هو أمر ضروري، لكن الكثيرين لا يملكون الطموح والشهية المفتوحة على الإنجاز، وبالتالي فمن الممكن أن يكون الحل الأمثل هو الموازنة بين الرضا بما وصلتي إليه وهو ما كان واضحا بالفعل في بداية مساهمتك، مع التمسك بالرغبة في تحقيق وانجاز المزيد
مررتُ بتجربة مشابهة عندما كنت أحقق إنجازات في عملي، ورغم إشادة الجميع بها، كنت دائمًا أشعر أنها غير كافية. قررت وقتها أن أخصص وقتاً لتقييم إنجازاتي بموضوعية، فكتبت قائمة بكل ما حققته، وبدأت أحتفل حتى بأبسط النجاحات. تدريجياً أدركت أن المقارنة مع الآخرين تُفقدني التركيز على رحلتي الخاصة. اليوم أركز على التطور وفقاً لما يناسبني، وليس لما يفعله الآخرون، وهذا ساعدني على الشعور بالرضا والاستمتاع بما أنجزته بالفعل.
لا تخجلي من البحث عن دعم مهني أو علاج نفسي إذا شعرتِ أن هذا الشعور يعيق حياتك بشكل كبير. المحترف يمكنه تقديم استراتيجيات فعالة للتعامل مع هذه المشاعر.
تذكري أن الشعور بعدم الرضا يمكن أن يكون حافزًا قويًا للنمو، ولكن يجب أن يتم التعامل معه بحذر حتى لا يتحول إلى عبء نفسي. أنا هنا دائمًا لدعمك ومساعدتك في رحلتك نحو تحقيق توازن أكبر وسعادة أعمق. أنتِ تقومين بعمل رائع ويجب أن تفخري به.
التعليقات