في الحقيقة ترددت كثيرا قبل أن أكتب تلك المساهمه حيث أن المضمون العام لها قد لا يتفق مع الكثير او ربما الجميع، كما أراه أيضا لا يتوافق بشكل ما مع قناعاتي الشخصية و لكن عزائي في الأمر أنه حدث فعلياً.

في إحدى الاجازات السنوية ذهبت إلى زيارة صديق لي يعمل في مجال المنسوجات منذ عدة سنوات حتى أنه اصبح يمتلك مصنعا ليس بالصغير ، و بينما كنا نتحدث عن أحوال السوق المصري من ناحية القوة الشرائية و العرض و الطلب و ما إلى ذلك فاجأني قائلا ما رأيك ان نقوم بعمل مشروع جديد سألته و ماهو ذلك المشروع ؟سكت بعض الوقت حتى ظننت أنه قد نسى ما هو المشروع ، سألته ساخرا هل نسيت؟ اذا دعنا نسأل جوجل ، ابتسم قائلا "سوبر ماركت"

قلت له و لكن هذا بعيد عنَّا كل البعد ، بدأ في سرد فكرته بحماسة ذاكرا جميع التفاصيل ، قلت له مرة ثانية و لكن مثل ذلك المشروع يريد خبرة كبيرة في ذلك المجال و بالطبع كلانا لايعرف شيئا عن ذلك السوق ، قال لي سنقوم بادخال صديق لنا كشريك ثالث و هو الذي سيدير كل شئ فهو يملك من الخبرة مايؤهله لذلك ،قلت له حسنا دعنا نعرض عليه الأمر و بالطبع هو سوف يفيدنا أكثر حول ذلك المشروع،ذهبنا إليه و بعد عرض صديقي للفكرة ما كان منه إلا أن رحب بحماسة شديدة و بدأ في سرد كل المميزات و عندما سألته عن المشاكل او السلبيات التي ستواجهنا تكلم وقتها عن بعض المشاكل القليلة و التي لا تكاد تذكر ، انتهينا من الكلام و اتفقنا أن نتقابل في اليوم التالي لنتحدث أكثر في التفاصيل و الأمور المالية.

عندما ذهبت الى المنزل بدأت البحث عن تفاصيل اكثر عن المشروع حول المشاكل و كيفية التغلب عليها و بدأت في عمل بحث مبدئي حول الأسعار و الكميات و كل شئ متعلق بذلك المشروع، قبل ان نتقابل قضيت مايقارب العشر ساعات في اعداد كل شىء ربما لان هذا ما اعتدت عليه في عملي قبل بداية أي مشروع .

تقابلنا و تحدثنا كثيرا و عند وصولنا الى الامور المالية تفاجئت مرة اخرى بالمبلغ الذي تم تحديده و الذي لم يتجاوز نصف ما توقعته، قلت لهم إذا دعوني اعد لكم دراسة جدوى حقيقية و لكن بدت عليهم ابتسامه خفيفة عرفت ما ورائها و كان الرد ( خليها بالبركة) دعك من كل تلك التعقيدات ،قلت لهم مستنكرا أهكذا تدار الأمور!!! اعتقد ان المشروع سوف ينتهي قبل ان يبدأ،

كانت الاجازة قاربت على الانتهاء اعطيت لصديقي المبلغ المتفق عليه .بدأوا بعدها في تجهيز المكان و بعد مرور شهر اصبح المشروع قائم بالفعل.

مر الان مايقارب العامين و أصبح المشروع له فرعين أخرين و الجدير بالذكر انه تم استرداد المبلغ الأصلي في غضون عام و مازال المشروع يسير كما قالوا (بالبركة)