تجربتي مع الموسيقى.


التعليقات

مرحباً صديقتي.

هنالك من يستطيع الموازنة، وهنالك مَن لا يمكنه أن يُقحم قلبه بأكثر من اهتمام واحد.

بعض قلبه بحجرة واحدة لا تتسع إلا لأمرٍ واحد وآخرون لديهم من الحجرات الكثير بإمكانهم إسكان كلّ ما يحبونه بحجرة.. ويبدو لي أنكِ من أصحاب القلب ذوي الحجرة الواحدة لا يجتمع لديكِ متناقضان معاً، ودليل ذلك الانعكاس الذي كانت كلمات الأغاني تتركه في نفسك وروحك.. بمعنى قد تكونين شخصاً شفافاً ومرهف الحسّ..

قديماً قيل لأحد العباد كيف تتواصل مع ربّك؟ فقال: إذا أردت أن أحدثه صليتُ له ودعوته في صلاتي وحدثّثته بما في نفسي، وإذا اشتقت لحديثه قرأت قرآنه فشعرتُ الربّ يتحدث إلي فينصحني ويعظني ويقوّمني في كلّ آية.

مَن أدرك هذه الحقيقة سيعيش ما تعيشين ويشعر به تماماً.

طالما أنتِ راضية بما أنتِ فيه وهانئة ومطمئنة فاستمري، ففي النهاية ما يعنينا سوى أن تجد أرواحنا الراحة، وطالما روحك وجدت طريق راحتها فامضِ في هذا الطريق هانئة مطمئنة..

همسة: ذلك السمّو في النصّ من بدايته حتى الخاتمة يعكس لي أيّ شخصية رقيقة وحساسة أنتِ.

أهلا ايفاي ثبّت الله قلبك

كلامي قد يبدو للبعض وكأن به تشدد أو كيف ترين الموسيقى أمراً سيئاً

أفهمك جدا وأستشعر ما قلته بكل تفاصيله، وبما أنّ المساهمة تجربة شخصية فسأجيب بتجربتي.

منذ كنت طفلة وأنا أكره الموسيقى، وحين كنت مراهقة كنت أختم القرآن حتى في غير رمضان أقلها مرتين في الشهر، وكان مقتي للموسيقى يزداد، كانت ختماتي في رمضان تصل ست وسبع مرات، وكأنني أحفظه.

لكن في فترة ليست بالبعيدة انقلب كل شيء وأصبحت الصفحة الواحدة كأنني أتسلق الجبال، حينها فهمت أن السبب كان في الموسيقى..

كنت في السابق أسمع أناشيد بين فترة وفترة، لكن ما إن تذوقت الأغاني حتى تخلت عني حلاوة القرآن ونبذتني، في عراء وغربة الموسيقى

لم أتوقف عن سماع الموسيقى كليا لكنني أرى أثرها في يومي، وفي صلاتي وفي أذكاري...

صدقت فيما قلت، القرآن والموسيقى لا يجتمعان في قلب الإنسان مهما أوهم نفسه أنه لا يتأثر بالموسيقى .

لم يحدث أن حزنت يوما وقرأت القرآن إلا وارتاحت نفسي واطمأنت،

وما لجأت للموسيقى يوما إلا وبعثرتني، وجمعت علي وحوش المعاصي والآلام وكل المساوئ التي رأيتها في حياتي.

وأنا مثلك لم أقطع الموسيقى تماماً بعد، ولكني ابتعد عنها اكثر فاكثر، ربما استمع مرة في الاسبوع.

مع الفترة تختفي كليا لا عليك، فقط استمري ...

اعاننا الله كلنا وشكراً جداً لمشاركة تجربتك صدقتي في كلمة بعثرتني بالذات :(

فعلا لأن الموسيقى تبعثر فينا ما رتبه وهذبه القرآن، وإني لأجد أثر الموسيقى في تأخيري للصلاة ونومي عن الفجر، وحتى الثقل في صدري وميلي إلى شهوة الكلام وحتى الحزن والإكتئاب.

"فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا"

إن الله يهدي من عباده من يشاء، والشخص يشعر بهذا في قلبه شعر بدفئ لا يعدله دفئ، أدعو الله أن يرزقه لنا جميعاً، حب القرآن الكريم هبة من الله عز وجل، هي راحة للقلوب والعقول أيضاً.

لذا ما أُقدمه لكي خطوة فرقت معي شخصياً، إشتري المصحف المفسر، وأقرأي كل يوم صفحة مفسرة بالمعاني والقصد منها وفمن نُزلت وهكذا، ستحببك كثيراً في قراءة القرآن ، ستنير طريقة تفكيرك وتفهمي كتابنا الكريم حق الفهم، خطوة فارقة في حياتي، وإن لم تفعليها بعد فهي بإذن الله فارقة في حياتك.

اختي كلماتك جميلة مثل هتان الصباح وموضوعك به مكاشفة جميلة شفافة واتمنى لك التوفيق. واعتقد ان القرآن اكبر من مقارنته باي شيء آخر مثل الموسيقى والقراءة او اي نوع آخر من الاداب والفنون. فالقرآن هو لغة حياة كاملة دين ودنيا وعالم متكامل. واعتقد انه لن يتعارض مع حبك لكافة انواع الفنون والآداب.

أهلا بك إيفاي

بالنسبة لي، كنت فتاة تكره تماما الموسيقى و خاصة الروك و الراب و ما شابه، لكنني كنت أقرأ القرآن و أحبه و أتأثر به، أبكي على آياته.

هذا العام فقط، كنت أقرأ كتابا حيث وصف الكاتب مقطوعة لبيتهوفن و تأثيرها عليه، و لأفهم المغزى قلت لا بأس من سماع المقطوعة لهذا الملحن الشهير. و كانت أول مقطوعة سمعتها هي ''ضوء القمر". أعجبت بها بشدة، و أعدت سماعها مرات و مرات. ثم بدأت بالبحث عن مقطوعات بيتهوفن الأخرى، و فجأة وجدتني أسمع ليس لبيتهوفن فقط إنما لعمالقة الموسيقى الكلاسيكية: موزارت، شوبان، فيفالدي، تشايكوسلوفيسكي، ليست . . .

أعجبت بالموسيقى الكلاسيكية بشدة و أحببتها، صرت أستمع لها طوال اليوم، و هي طبعا بدون كلمات (في بعض الأحيان فقط تكون معها أوبرا). أعجبني جدا كيف استطاعت هذه الموسيقى ترجمة الكثير من مشاعري.

لكن عكسك تماما، لم يؤثر ذلك على علاقتي بالقرآن. لا زلت أقرؤه بنفس التأثر، لا زال يحدث نفس الوقع و أشده على قلبي، لا زلت أبكي على آياته المؤثرة.

لا يمكنني مقارنة تأثير الموسيقى علي بتأثير القرآن و لا أرى أن دخول الموسيقى لقلبي أثر على مكانة القرآن فيه. أبدا

ههههه، و أنا لم أفهم يوما الذين يحبون الروك و الراب و البوب، أراها مزعجة و سريعة أكثر من اللازم.

هل جربت يوما الاستماع للموسيقى الكلاسيكية؟

قضية أذواق، غريبون نحن البشر

بالمناسبة إيفاي، أنت من الأعضاء القدامى المعجبة بهم، أرجو أن تبقي معنا بحسوب

نعم معك كل الحق؛ الموسيقي الكلاسيكية من أجمل ثقافات البشر جداً، فرحت كثيراً بوجود شخص يحب هذا النوع من الموسيقي، حين أسمعها أشعر بعلو عقلي بين الكواكب، وهذا شعور خاص ولا مبالغه فيه، لأنها تستحق هذا الإعجاب، وما يزيد جمالها أكثر حين أسمعها وأنا أقرأ كتاب أحبه، أو أشرب مشروبي المفضل، وأفضلها أكثر عن أي نوع من الموسيقي أو أغاني الراب والبوب ...إلخ

، بالنسبة إليَّ تحسن من مزاجي ولا أضطر لأشحن قلبي بمشاعر مؤلف أو مغني آخر، إنها تصفي ذهني، وتساعد علي التفكير كثيراً.

كان من الشرف التعرف إليك.

ياه، و أنا أيضا سعيدة لوجود شخص يشاركني نفس الاهتمام، من النادر أن وجود شخص يحب الموسيقى الكلاسيكية.

وما يزيد جمالها أكثر حين أسمعها وأنا أقرأ كتاب أحبه، أو أشرب مشروبي المفضل

و كأنك تصفني تماما، سبحان الله. أنا أيضا المتعة العظمى لدي هي السماع للموسيقى الكلاسيكية و أنا أقرأ كتابا و أشرب مشروبي المفضل.

أي مقطوعة موسيقية تفضل؟

أي مقطوعة موسيقية تفضل؟
  • experience ل ludovico einaudi ، سوناتا (لحن موسيقي) البيانو رقم ١٣ (ضوء القمر) الحركة الثالثة، والكثير من اللحظات التي يتجلي فيها الإبداع.
و كأنك تصفني تماما، سبحان الله. أنا أيضا المتعة العظمى لدي هي السماع للموسيقى الكلاسيكية و أنا أقرأ كتابا و أشرب مشروبي المفضل.

أشياء لا يفعلها الكثيرون، ولكن أنصح بسماعها عن باقي الأغاني.

(ضوء القمر) الحركة الثالثة

أعشقها، إنها مجنونة حقا. أنصحك أيضا يا إيفاي بسماعها فغير مملة إطلاقا و سريعة و مذهلة. جربي فقط، ئق ليست بالكثير

هذا محدث وليس كلاسيكي بالمرة.

ان الدين و الفن يتم استقبالهما من نفس الجهاز و هو الروح، فتلقي الفنون يستدعي هامشا من الحساسية النفسية و رهافة الإحساس والمشاعر ، و هي نفس الاشياء التي يتطلبها تلقي الدين..

الرسول (ص) والصحابة كانوا يتخشعون بالقرآن رغم أنهم لا يسمعون الموسيقى، لأن القرآن دون بقية النصوص الدينية فيه موسيقى داخلية و بنائه بحد ذاته يحتوي على السجع ناهيك عن نغم التجويد و الترتيل ، ثم إن تجويد القرآن هو أصلا أمر رباني فكيف يحرم الله الموسيقى والغناء وفي الوقت ذاته يأمرنا بتجويد القرآن وترتيله ترتيلا ؟؟

التجويد هو عملية فنية صرفة...تلحين مرتجل انطلاقا من نفس المقامات الموسيقية التي يعتمد عليها الملحنون ، وإلا فلماذا يفضل مستمع قراءة عبد الباسط و يفضل آخر الغامدي وآخر يفضل قراءة السديس مثلا ؟ أليست الآيات القرآنية هي نفسها وكلام الله هو ذاته ؟

لماذا نجد تفاضلا بين مقرئا وآخر ؟ وعلى أي أساس يكون الاختيار ؟ أليس بناء على المعيار الفني والذوق الشخصي و الحس الفني والجمالي للمستمع؟ ألا يعني هذا أن الإستماع بتجويد القرآن إنما هو في حقيقته استمتاع بجمال اللحن و عذوبة الصوت ؟؟

عندما يستمتع المسلم بالتجويد فهو في الحقيقة يستمتع بالغناء لأنه لو كان الإستمتاع بكلام الله فقط لاكتفى بقرائه ، وعليه فإن من يرفض الموسيقى وفي نفس الوقت يرغب في التخشع بالدين إنما قد وقع في التناقض، لأن الموسيقى و التجويد يخاطبان الوجدان وينتميان للفن الذي يعد قيمة من قيم الجمال..

من لا يتأثر بالفن لا يمكنه الخشوع ، فالتجويد هو في النهاية تلحين للآيات القرآنية مثلما الغناء هو تلحين للأبيات الشعرية ، لأن تلقي الدين و الفن إنما يكون من نفس الجهاز النفسي، وعليه فإن من لا يتأثر بالفن يستحيل عليه أن يتخشع بالدين لأن نفس الجهاز لا يمكن ان يكون معطلا هنا و شغالا هناك..

فهمت قصدك جيدا إيفي..شكرا على ردك المميز

-1

لا يسعني أن أتدخل في معتقداتك، ولكن الموسيقى مثلها مثل أي نوع من الفنون، والفنون جميعها تمثيل للوجدان الإنساني، والواقع يقول أن الاستغناء عن الفنون، يؤدي للجمود، وضحالة الشعور البشري، وهو ما يعزز جوانب أخرى مثل الجانب الغريزي، ولذا أجد أن الفنون تجعلنا نحافظ على قدر معين من الإنسانية والحساسية للجمال المطلوبة لأنسنة الإنسان، ولذا لا يمكن اعتبار الفنون ندًا للدين، لأن كل منهما يغذي جانبًا لا يمكن الاستغناء عنه.

-1

فعلاً ان الموسيقى حلو

احينا تحسي انو الاغاني يفسر الي جواكي

(مثل … عكس الي شايفنها؟)


قصص وتجارب شخصية

مجتمع لمشاركة وتبادل القصص والتجارب الشخصية. ناقش وشارك قصصك الحياتية، تجاربك الملهمة، والدروس التي تعلمتها. شارك تجاربك مع الآخرين، واستفد من قصصهم لتوسيع آفاقك.

78.6 ألف متابع