السلام عليكم اخوتي واخواتي في هذه المنصة الأكثر من رائعة....

تأملت اليوم في الحياة بعد عودتي من ورشة العم سعيد للتكييف والتبريد...

وجدتها كفاح وسباق ومنافسة وعمل وتذكرت قوله تعالى : ليبلؤكم ايكم أحسن عملا...

وقوله تعالى : وقل اعملوا

اكملت هذا الاسبوع دورة في التكييف والتبريد لكن مدرب الدورة ونقابة المهندسين الراعية لهذه الدورة اشترطت علينا ان نمارس المهنة لمدة شهر كامل قبل تسليمنا شهادة البورد الالماني في التبريد والتكييف وعلى كل متدرب أن يختار الورشة او المصنع الذي يناسبه.... 

انا اخترت العم سعيد رجل كبير في السن وصاحب خبرة طويلة وتجربة وحاصل على شهادات عالية في هذا المجال....

قبل إيام لم اكن اعرفه ولم يكن يعرفني ولكن كما قيل :

قالت من الرجلان قلتُ فإنني تميمي وأما صاحبي فيماني

رفيقان شتى الف الدهرُ بيننا وقد يلتقي الشتى فيأتلفانِ... 

بصراحة الجانب العملي متعب لكنه مفيد جداً وهو الذي يصنع الفارق.... 

أمس سجلت في دورة جديدة في صيانة وبرمجة الجوالات وستبدأ الدورة غداً بأذن الله كما أخبرتني المسجلة ....

الصباح تطبيق ما تعلمته في دورة التبريد والتكييف والمساء دورة جديدة في صيانة وبرمجة الجوالات اضيفها إلى سيرتي الذاتية .... 

وبعد التطبيق في مجال التبريد والتكييف ومرور الشهر سابدأ إن شاء الله دورة في، الفترة الصباحية ارى انها تناسبني وهي التنمية البشرية... 

قبل اكثر من شهرين كنت في مدينة أخرى وسجلت في ثلاث دورات تمديدات كهربائية ....وتركيب وصيانة وبرمجة كاميرات المراقبة وايضاً دورة في مجال الطاقة الشمسية... 

وقبل التحاقي بهذه الدورات وقبل ان اغادر منطقة الراحة كنت متردد وخائف ولا ادري هل سأنجح ام لا وهل سأستفيد ام ساتشتت لكن بعد خوضي غمار التجربة اكتشفت انني املك مواهب لم اكن ادري انني بالفعل امتلكها... 

كل الدورات التي التحقت بها اتقنتها واستفدت منها وأضافت لي قيمة والحمدلله .... 

بالأمس اتصلت بي زوجتي واخبرتني ان الثلاجة تعطلت فجأة ولم تعد تثلّج مع انها جديدة ولم يمض على شراءها الا وقت قصير ... 

قبل التحاقي بهذه الدورات كنت ساضطر لنقل الثلاجة إلى المهندس لكني الآن ساصلحها بنفسي مهما كان نوع العطل.... 

فرص العمل بالنسبة لي زادت وقد طرقت بابي اكثر من فرصة ولكنني رفضتها لان الوقت لم يحن بعد للعمل .... 

أريد اولاً ان استثمر في هذا الشخص الذي هو انا اريد ان ادربه اكثر واطوره اكثر وابنيه لبنة لبنة حتى اثبت للشباب من الجنسين ان مشكلتنا ليست في قلة الفرص ولكن في عدم جاهزيتنا لها.... 

أريد ايضاً ان انقل المهارات التي ساتعلمها لاولادي وبناتي لاصنع منهم أفراداً نافعين لانفسهم ولإسرهم ولإمتهم

فنصيحة مني لمن يملك الفراغ والصحة والمال او حتى بعض المال ان يستثمره في بناء نفسه وتطوير مهاراته وخبراته ويوقظ العملاق الذي بداخله.... 

وما أحسن ما قيل :

( في لفظ القمة شي يقول لك قم.... )

لا تطل في النوم فالصبح أتاكا.... 

ادرك القمة اسرع في خطاكا.... 

إن تأخرت بسعي نحو مجدٍ ....

قد ينال المجد بالسعي سواكا..... 

قد يمر العمر في النوم ويمضي.... 

وترك الكل نجوم ما عداكا.....

ومن لم يتعلم اليوم ويطور نفسه مع كل وسائل التعلم التي اتيحت لنا ولم تتح لمن قبلنا فلن يتعلم أبداً وربما يكتبون على شاهد قبره إذا مات : 

عاش حماراً ومضى حمارا... 

لم أكتب ما كتبت فخراً ولا شماتة ولكن ربما تلامس كلماتي أخ او أخت يظن بانه فاشل او ان العالم تجاوزه ولم يعد بامكانه اللحاق بالقافلة فأقول له : ما زال الوقت مبكراً ومازال بامكانك ان تصنع الكثير فقط كل ما عليك فعله هو حرفان خفيفان على اللسان لكن اثرهما كالسحر على الإنسان تجمعهما كلمة واحدة هي : 

( قم )

او بعبارة أطول قليلاً (إنهض فقد طال جلوسك فوق التوافه).

تحياتي لكم