قبل أن أتفرغ للبدء في كتابة المقالات المطلوب مني إنجازها اليوم، وقفت في نافذة غرفتي أشرب عصير البرتقال، وأراقب الناس في الشارع. كمحاولة مني لإفراغ ذهني قبل الدخول في معترك العمل اليومي المتراكم.
في ذهني تتصارع الأفكار.. مطلوب مني كذا وكذا.. الوقت يداهمني لإنجاز كذا وكذا.. يجب أن أدخر المال لشراء كذا وكذا.. كحالنا جميعا هذه الأيام.
على قارعة الطريق كانت تسير بتؤدة.. فتاة في مثل عمري أو أصغر قليلاً. بارعة الجمال. تدفعها شقيقتها على مقعد متحرك. تتركها على الرصيف المقابل وتعبر الطريق لتشتري بعض الأشياء من المحل القريب.
إحتلت الفتاة مجال رؤيتي. وسرعان ما سيطرت على تدفق أفكاري. بعد ثواني شعرت أن الطريقة التي أنظر بها للدنيا والعالم يجب أن تتغير بشكل جذري. كم مرة فكرت فيها أن أحمد الله وأشكره على فيض نعمه التي أحصل عليها كل لحظة ولا أشعر بقيمتها؟!
أنا أقف على قدمي.. هذه نعمة. أتناول مشروبي الذي أملك ثمنه.. هذه نعمة. أشعر بمذاقه ورائحته هذه نعمة. أرى الشارع بعيني دون أن يشوبها مشكلة أو يشوش مجالها مرض. هذه نعمة. أعيش بين ٤ جدران لها نافذة تطل على الشارع هذه نعمة...
هل فكرنا يوما في قدر النعم التي نملكها ونتعامل معها كأمر واقع؟ إن استيقاظنا من النوم نعمة. قضاء الحاجة دون مساعدة نعمة. النفس الذي نتنفسه نعمة. أن نأمر أعضاء جسدنا بالحركة فنتحرك نعمة..
حتى جهاز الكمبيوتر الذي أكتب لكم منه نعمة. القدرة على الكتابة عليه نعمة.. اشتراك الإنترنت نعمة..
وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ سورة (النحل) الأية ١٨
لذلك قررت أن أخصص هذا الموضوع لي ولكم. لنتبادل سويا شعورنا بالامتنان لأدق تفاصيل حياتنا. ليس اليوم فقط. بل في كل يوم. تعالوا نتلاقى هنا لنعبر عن شعورنا بالامتنان لنعم الله اليومية علينا.. للتفاصيل الصغيرة.. النجاحات الكبيرة.. الفضل الوافر الذي يلاحقنا، فلا نرى سوى المشكلات. ولا نهتم سوى بما ينقصنا وليس ما نملكه بالفعل.
سأحاول أن ألتزم.. أن أسجل يوميا هنا.. ٥ أمور أشعر نحوها بالامتنان.. سأسجل الصفحة في المفضلة وأشارك معكم. فهل يريد أحد منكم مشاركتي التحدي؟ 😅
التعليقات