ما هو التصرف الصحيح لو تسبب أحد موظفينا المخلصين بما يضرنا؟

لا أظن أن هذه المواقف دائما ما تكون محدودة بالاختيارين فقط، فإذا تدخل مدير المنطقة بنفسه فهناك الكثير من الحلول التي يمكنه أن يقدمها، فإذا أجبر مدير الفرع على رفع أجور العمال مثلا وطلب منهم أن يمنحوه فرصة أخرى وإذا أخطأ مجددا يتم فصله فهذا قد يكون حل مناسب مع الحديث مع مدير الفرع طبعا وفهم سبب هذا الانحراف في أداؤه عما كان عليه، لكن كل من فصل مدير الفرع مباشرة أو ترك العمال تحت رحمة مدير الفرع دون تدخل كلاهما ظلم

ولماذا لا نقدم لهم حلولًا تكون عندهم أفضل من استقالة المدير؟ أحيانًا التسرع في اتخاذ قرار كهذا يضر أكثر مما ينفع، فالتضحية بموظف مخلص أو مسؤول متفاني قد تترك أثرًا طويلًا على سمعة الشركة وعلى ثقة الجميع ببعضهم. يمكننا البحث عن حلول تحفظ حقوق الموظفين وتوضح أن الإدارة حريصة على العدالة والإنصاف.

ممكن مثلا نقوم بفتح حوار شفاف بين الموظفين والإدارة، أو نضع آليات لمراجعة القرارات الخاطئة بطريقة عادلة، أو نعين جهة وسيطة لمراجعة الخلافات وحلها بما يرضي الجميع. بهذه الطريقة نصل للحل الأمثل، نحافظ على روح الفريق، ونُظهر أن الشركة تقدر الاجتهاد والولاء، وليس مجرد مكان يتوقف عند خطأ واحد.

ليس من اللازم إقالة ذلك المدير و لا التضحية به ولكن يمكن نقله إلى فرع آخر في نفس المنطقة وتبديله بمدير فرع آخر حتى تهدأ الأمور. ولكن عبارة موظف مخلص هذه ليست دقيقة أو مطلقة الصحة بمعنى انه قد يكون مخلص لمصلحته الشخصية لأنه طالما يضغط على الموطفين ويعلي التارجت فهو رابح بلا شك ويربح تقدير أكبر من مدير المنطقة ولكنه في نظر الموظفين الذين يضغط عليهم وربما يتعسف اتجاههم فهو ليس مخلص بل ظالم لا يرى سوى مصلحته وليس مصلحة العمل لان من مصلحة العمل أن يكون محقًا في التعامل مع الموظفين.

لو أخطأ موظف مخلص وأضرنا، الأفضل أن نفرّق بين نية الموظف والنتيجة. نناقش الخطأ بهدوء، نصححه، نتعلم منه، ونحافظ على الثقة والعلاقة. الهدف ليس العقاب، بل تحويل الخطأ إلى فرصة للتحسين.

الموقف ده دايمًا بيبقى معقّد، لأننا بنكون واقفين بين حماية الفريق وبين الحفاظ على عدالة القرارات.

شفت حالات اتداركت المشكلة فيها بدري عن طريق جلسة مواجهة هادئة مع الموظف، اتفهمت فيها الأسباب واتحطت حدود واضحة، والنتيجة كانت تحسّن حقيقي من غير خسارة الشخص ولا الفريق.

وفي حالات تانية، الاستمرار في التغاضي بدافع “النية الطيبة” سبب ضرر أكبر، لأن الفريق كله بدأ يحس إن الاجتهاد مالوش مقابل.

يمكن التصرف الصح مش دايمًا واحد، لكن الفارق غالبًا بيكون في السرعة والوضوح: تدخل بدري، بشفافية، وتحط قواعد تمشي على الكل.